ديربورن – ناتاشا دادو
للمسلمين الأميركيين لهم إسهامات كبيرة فـي المجتمع وعلى الرغم من ذلك ذلك تتغاضى وسائل الإعلام عن عطاءاتهم ومساهماتهم الخيرية، بل إنها تشوه صورتهم فـي الغالب الأعم, وهناك سوء فهم واسع عند العامة من الشعب الأميركي من أن المسلمين والعرب الأميركيين لا يساهمون بما فـيه الكفاية فـي مجتمعاتهم, حتى أن دايف أغيما عضو الهيئة الوطنية فـي الحزب الجمهوري عن ولاية ميشيغن عزز هذه الصور النمطية عن الجالية من خلال تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام تساءل من خلالها بتهكم عن مساهمات المسلمين فـي الجهود الخيرية فـي مجتمعاتهم, وكتب على صفحته فـي فـيسبوك السنة الماضية «هل سمعت عن مسلم أسهم إيجابيا فـي تعزيز طريقة الحياة الأميركية؟».
لكن الناشط حسين هاشم وهو مؤسس «اللجنة الشبابية فـي النادي اللبناني الأميركي» رد على هذه المزاعم قائلا «ان الناس من أمثال دايف أغيما بحاجة الى تثقيف أنفسهم, فالقرآن الكريم يحثنا على مساعدة الفقراء والمحتاجين بالطعام والملابس والدواء والمأوى, كما أن الزكاة ركن من أركان الإسلام وينبغي لمئات الآلاف من المسلمين هنا فـي ديترويت الكبرى الالتزام بالزكاة باعتبارها فرضاً من الله سبحانه وتعالى» مؤكدا أن الزكاة تفرض على المسلم مساعدة جاره بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه.
وكانت «هيئة الإغاثة الإسلامية فـي الولايات المتحدة» بالتعاون مع «مجلس المنظمات الإسلامية فـي ميشيغن» قد تبرعت السنة الماضية بـ 100 ألف دولار لـ«صندوق المياه فـي ديترويت» لمساعدة ألاهالي فـي دفع فواتيرهم غير المسددة, وذلك بعدما قطعت المياه عن آلاف العائلات فـي المدينة بسبب تأخرهم فـي دفع الفواتير. وقال فـيكتور بيغ وهو عضو فـي «المجلس» بأن احد أهداف «المجلس» هو العمل على تطوير وتحسين مستوى المعيشة لسكان الولاية بشكل عام وديترويت على وجه الخصوص.
وهناك «عيادة الهدى» التي تحرص على تقديم الرعاية الصحية المجانية للفقراء والمحتاجين والتي تخدم أعدادا كبيرة من الأميركيين الأفارقة فـي ديترويت وهذه العيادة تمولها الجالية المسلمة, وأكبر مموليها هي «الرابطة الإسلامية فـي ديترويت الكبرى», وقالت نائبة رئيس العيادة ميشال شمس الدين «نحن نخدم يوميا الأشخاص غير المؤمنين صحيا ونحن سعداء بتقديم هذه الخدمات ونسعى لتوسيعها وتطويرها». من جانبه قال هاشم بأننا فـي «النادي» نحث الشباب على التبرع للمنظمات الخيرية والدينية ونحرص على أن تصل تبرعاتنا الى غير المسلمين ايضاً, وفـي شهر رمضان المبارك من كل عام نقوم بجمع التبرعات من المعلبات والملابس وإعطائها لمنظمة «سالفـيشن آرمي», وفـي كانون الأول (ديسمبر) الماضي قامت «اللجنة الشبابية فـي النادي» بتوزيع أكثر من 200 وجبة ساخنة على الفقراء فـي منطقة ديترويت من خلال منظمة خيرية محلية.
وقال حسين «لقد قمنا السنة الماضية بزيارة «مركز ماكدونالد سنتر» فـي ديترويت والذي يرعى عددا من الأطفال المرضى حيث قام شخص من طرفنا بارتداء ملابس بابا نويل وآخرون ملابس «مرعبة» لإدخال الفرحة الى قلوب الأطفال, كما أن «نادينا» له شراكة قوية مع كنيسة «برايرتايم» فـي ديترويت والتي تطعم المشردين والفقراء». وأضاف «نحن مسلمون ولكننا نذهب للكنيسة فـي ديترويت فـي عيد الشكر ودائما نذهب الى هناك لتوزيع الطعام على المحتاجين».
هناك أيضا عدد من المنظمات الإسلامية مقرها ديربورن تساعد فـي تحسين المستوى المعيشي للمحتاجين وهناك رجل أعمال رفض الكشف عن هويته تبرع بنفقات استئجار فندق ليبيت فـيه المشردون فـي ديترويت فـي أحد فصول الشتاء البارد, كما قام مؤخرا المركز الإسلامي فـي أميركا بإطلاق مبادرة جمع من خلالها هدايا لتوزيعها على المشردين بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف, وأيضا قامت «هيئة الإغاثة الإسلامية» بالتعاون مع «هيئة الإغاثة فـي الشارقة» بمبادرة لإطعام الفقراء فـي الأمسيات الرمضانية.
ولدى منظمة «زمان إنترناشونال» التي مقرها فـي ديربورن شاحنتان تجوبان منطقة ديترويت الكبرى لجمع التبرعات العينية وتوزيعها على الفقراء, وهي توزع أيضا الطعام الذي يجمع من المطاعم والفواكه والخضار والمخبوزات وقد وصل مجموع توزيعها من الوجبات الساخنة 319 ألف باوند على مدى عدة سنوات. وقالت نور حسن من «جمعية المبرات الخيرية» ومقرها ديربورن والتي تعنى بمساعدة الأطفال الأيتام السوريين والعراقيين واللبنانيين ومن بلدان أخرى, إن المتبرعين حين يأتون للجمعية للتبرع لا يسألون عن دين أو عرق المستفـيدين «نحن لا نحدد ديانة الطفل المستفـيد كما إن المتبرعين حريصون فقط على أن تصل التبرعات للمحتاجين, فالإسلام دين لكل الناس وللبشرية جمعاء».
Leave a Reply