علي حرب
انتهت عملية تغطية عدادات مواقف السيارات الموجودة فـي الجزء الغربي من مدينة ديربورن بأكياس داكنة، ليس بسبب أعطال فـيها بل لأنها أضحت عديمة الفائدة بعد وقف العمل فـي المواقف المدفوعة الذي بدأ فـي ١٥ آذار (مارس) الجاري. ويأمل أصحاب الأعمال التجارية فـي وسط المدينة ان تكون الإشكالات التي عانوا منها بسبب تذمر الزبائن قد رفعت تماماً ولم تعد تسعيرات العدادات تلعب دوراً فـي أرباح محالهم مما يفتح الأبواب لنمو وتنشيط المنطقة اقتصادياً.
وكانت المواقف المدفوعة قد وضعت فـي ديربورن قبل ثماني سنوات عندما بنيت المرائب بالتزامن مع المشاريع الإنشائية الموعودة والتي لم تتم، واوقعت وسط المدينة باليأس وحل فـيه الكساد الاقتصادي على مدى السنوات الماضية، بعد إغلاق العشرات من الشركات ابوابها وترك مخازنها مهجورة وراءها. وعلى الرغم من تذمر البائعين وشكواهم من المواقف المدفوعة وبأنها تزعج الزبائن وتبعدهم، لكن البلدية كانت ترد وتبرر بأن وجود المواقف المدفوعة تعود بالفائدة على أصحاب الأعمال فـي الجانب الغربي، الذين هم غير مضطرين لدفع ثمن صيانة مواقف السيارات الخاصة بهم، على عكس نظرائهم فـي أجزاء أخرى من المدينة.
ولكن فـي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، صوت المجلس البلدي أخيرا على التخلص من المواقف المدفوعة.
وقال رئيس البلدية جون أورايلي انه يريد التخلص من المواقف المدفوعة خلال خطابه عن حال المدينة الشهر الماضي، وأضاف «نريد إزالة العقبات أمام الاستثمار وإلهام الزبائن السابقين والجدد ليلقوا نظرة جديدة على المنطقة».
وذكرت ماريا فوغويل صاحبة صالون تجميل، ان المواقف المدفوعة كانت تحط من عزيمة الزبائن على ارتياد المحلات والمنشآت التجارية فـي الجانب الغربي.
«لم تكن الرسوم (لركن السيارات) هي بالضرورة التي نفرت الزبائن ولكن الإزعاج الذي كانت تشكله»، كما قالت. واضافت «الزبائن فـي بعض الأحيان لا يملكون ارباعاً لملء العدادات، ولا يريدون ان يكونوا دائماً مستنفرين خوفاً لأن العداد قد ينفد ويحصلون على مخالفة. إن إلغاء الرسوم والعدادات سوف يساعد فـي اعادة الحركة الاقتصادية الى تلك المنطقة من ديربورن».
أليسون لورنتز، زبونة فـي الصالون كانت تغسل شعرها تدخلت بالحديث قائلة «لقد عشت فـي ديربورن طيلة حياتي، المواقف المدفوعة هنا هو أغبى شيء رأيته». واضافت إنها تجنبت زيارة بعض المحلات التي تحلو لها فـي المنطقة بسبب هذه القضية. وأردفت لورنتز ان المنطقة التجارية سوف تأخذ وقتا طويلا لتتعافـي من آثار المواقف المدفوعة لأن الناس الذين تجنبوا المنطقة قد لا يعرفون أن الرسوم تم الغاؤها والعدادات قد أزيلت.
وختمت لورنتز، التي وصفت نفسها بأنها من الجيل السادس فـي ديربورن «أدت أزمة المواقف المدفوعة الى انهيار سريع للمنشأت التجارية هنا، ولكن القضاء على اثارها وعودة الزبائن سوف تكون بطيئة». وتابعت فوغويل ان التخلص من المواقف المدفوعة على الأقل وفر عليها وعلى شريكها ١٠٠ دولار فـي الشهر بسبب رسوم وقوف سيارتيهما اللتين يستعملانها للمجيء للعمل كل يوم.
وقال جوش باركر، مدير حانة «موس مارتيني» ان وقف العدادات جلب المزيد من الزبائن والشركات الى المنطقة. واضاف «اننا لا نشعر بالتأثير الكامل للمواقف المجانية للسيارات، لأن الناس لا يعرفون ذلك وعلى البلدية العمل على نشر الخبر وتسويقه».
ولم تتم ازالة كل المواقف المدفوعة، ولكن أصبحت المرائب فـي المباني واكثرية المواقف مجانية، ولكن العدادات على الشوارع الجانبية لا تزال سارية المفعول، وتعمل. وقال مصدر فـي قسم الشرطة لـ«صدى الوطن» إن الرسوم مستمرة هناك لأن هذه المواقع تعتبر «مواقف مميزة» نظراً لقربها من الشركات التجارية.
وقال باتريك لينش، صاحب متجر «لينش للملابس»، انه سعيد للغاية لرؤية مواقف مجانية للسيارات مرة أخرى فـي غرب ديربورن.
وأضاف «لم يفكروا جيداً عندما وضعوا عدادات مواقف هنا. وكان التأثير بالغاً على الأعمال التجارية. قبل ثماني سنوات، هذه منطقة كانت نابضة بالحياة، ولم تكن كل هذه المحلات الشاغرة موجودة».
وقال انه يأمل ان يساعد التخلص من المواقف المدفوعة فـي إنعاش المنطقة، لكن الخطوة قد تكون متأخرةة جداً لأن الناس قد قرروا عدم المجيء إلى هذه المنطقة.
وقالت مالكة شركة فـي غرب ديربورن، تمنت عدم نشر اسمها، ان الخطوة بالفعل جاءت بعد فوات الأوان.
واضافت بلهجة محبطة «لقد قتلوا ديربورن.
وقد توقف أكثر من ٩٠ بالمئة من الناس عن المجيء إلى هنا لان جميعهم ذهبوا إلى ألين بارك ولا أحد يريد أن يأتي
إلى هنا بعد الآن. لقد حان الوقت للتخلُّص من المواقف المدفوعة».
Leave a Reply