إصلاحات أوباما لقانون الهجرة تتبلور.. والجمهوريون مستعدون للتفاوض

واشنطن – دافع البيت الأبيض عن قراره بإدخال إصلاحات على قوانين الهجرة، ردا على الجمهوريين الذين انتقدوا خطة وضعها، ونشرت مقتطفات منها صحيفة أميركية مطلع الأسبوع الماضي، تقضي بأن يصبح المهاجرون غير الشرعيين سكاناً مقيمين في الولايات المتحدة بشكل قانوني في غضون ثماني سنوات.

وقال كبير موظفي البيت الأبيض دينيز ماكدونو في لقاءات تلفزيونية إن السلطة التنفيذية تتعاون مع حوالي ثمانية من أعضاء مجلس الشيوخ (أربعة جمهوريين وأربعة ديمقراطيين) قدموا في نهاية كانون الثاني (يناير) مبادئهم لإصلاح نظام الهجرة والتي تضمنت مقترحاً بشرعنة إقامة ١١ مليون مهاجر غير شرعي وإتاحة الطريق أمامهم للحصول على الجنسية الأميركية.

وكانت صحيفة «يو أس أي توداي» نشرت السبت جزءا مما قالت إنه خطة أعدها البيت الأبيض لتسوية قضية الهجرة التي تثير جدلا بالبلاد، وبحسبها تستغرق الإجراءات الإدارية ثمانية أعوام لحصول المهاجرين غير الشرعيين على إقامة قانونية.

وتقضي خطة البيت الأبيض بأن المهاجر بطريقة غير قانونية يجب أن يصبح مرشحا لتأشيرة تحمل اسم «مهاجر في مرحلة الانتقال إلى الوضع القانوني»، ويفترض أن يخضع للحصول على هذه التأشيرة لتحقيق في ماضيه الجنائي وتقديم معلومات بيولوجية ودفع مبلغ من المال. وبعد الحصول على هذه التأشيرة يتقدم بطلب للحصول على إقامة دائمة (بطاقة خضراء) خلال ثماني سنوات، شرط أن يتعلم اللغة الإنكليزية وتاريخ ومؤسسات الولايات المتحدة. كما سيترتب عليه دفع ضرائب على الأجور التي تلقاها عندما كان يعمل بطريقة غير مشروعة. وبعد الانتهاء من هذه الإجراءات يمكن أن يصبح مرشحا للحصول على الجنسية، كما ذكرت الصحيفة الأميركية التي قالت إنها حصلت على هذه الوثيقة من مسؤول في إدارة الرئيس طلب عدم كشف هويته.

وبعد يومين من التسريبات اتصل الرئيس أوباما الثلاثاء بالمشرعين الجمهوريين، الذين يعارضونه في ملف اصلاح الهجرة، ويبدو دعمهم امراً لا مفر منه خلال الاشهر المقبلة. وأعلن البيت الأبيض إن أوباما اتصل شخصيا بالسناتور ماكين، وكذلك بالسناتورين ماركو روبيو وليندساي غراهام، وجميعهم يمثلون الجمهوريين في لجنة الشيوخ الفرعية التي تنظر في شؤون الهجرة.

وأظهر الاتصال الهاتفي رغبة أوباما في عدم تحويل النقاش عن مساره كما جرى في المرة السابقة حول الاصلاح في عهد جورج بوش الابن. وأوضح البيت الابيض ان «الرئيس كرر القول بأنه يدعم المبادرة التي يدرسها الكونغرس حاليا، ويأمل ان تسفر في اقرب وقت ممكن عن نص يعكس المبادئ المشتركة للاصلاح».

ورحّب السناتور ماركو روبيو بالاتصال الهاتفي من قبل الرئيس، وقال في تغريدة على موقع «تويتر» إن اوباما «يعتبر ان المناقشات في مجلس الشيوخ سوف تكون جيدة». وهذا الاصلاح هو بداية مسيرة تشريعية طويلة. رغم أن أوباما أوضح أنه يأمل بتوقيع الاصلاح قبل الصيف.

وكان «النجم اللاتيني» الصاعد في الحزب الجمهوري السناتور عن فلوريدا، ماركو روبيو قد اعتبر في وقت سابق، أن خطة البيت الأبيض «تفردا من قبل السلطة التنفيذية». وأضاف أن البيت الأبيض ارتكب خطأ عندما قام بصياغة مشروع قانون للهجرة دون السعي إلى إشراك الجمهوريين في الكونغرس، مشيرا إلى أن هذه المقترحات «غير مترابطة وغير متكاملة ولا مستقبل لها».

وأكد كبير موظفي البيت الأبيض أن الرئيس أوباما سيواصل العمل مع روبيو وآخرين في هذا الشأن، مؤكدا أن الرئيس أوباما سيقدم نصه بشأن الهجرة إذا لم يتوصل الكونغرس إلى اتفاق سريع في هذا الشأن.

ويشترط الجمهوريون أن يرافق هذا الإصلاح تعزيز جديد للأمن على الحدود، لكن الصحيفة الأميركية قالت إن خطة البيت الأبيض نصت على هذا الأمر. ويصر الجمهوريون على ربط أي تسوية بهذا الخصوص بالأمن على الحدود. وقد اقترح ليندساي غراهام مراقبة الحدود بطائرات بدون طيار.