ديترويت – اتخذت المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الإضراب على مستوى الولايات المتحدة من قبل 46 ألفاً من عمال شركة «جنرال موتورز» «منعطفاً نحو الأسوأ» بعد رفض الشركة للمقترح المقدم من قادة «اتحاد عمال السيارات».
ودخل الإضراب الذي بدأ في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي أسبوعه الرابع، فيما يبدو أن الخلاف بين النقابة وعملاق صناعة السيارات لن يصل إلى حل قريباً.
وقال تيري ديتيس، نائب رئيس اتحاد عمال السيارات في الولايات المتحدة، في رسالة موجهة إلى العمال المضربين إن هذه المفاوضات أخذت منحى نحو الأسوأ، وأكد أن الاتحاد سيستمر في العمل من أجل التوصل لحل يرضي العمال، خاصة الأمور المتعلقة بزيادة الأجور وتقاسم الأرباح.
وأضاف ديتس قائلاً إن «الشركة لم تتجاوب مع الطلبات المقدمة، وبدلاً من هذا أدخلوا بعض التعديلات على عرضهم الذي سبق ورفضه العمال وهو ما تسبب في خيبة أمل للاتحاد وأعضائه».
وكتب ديتيس أن مفاوضي «جنرال موتورز» «تمسكوا باقتراحهم المرفوض وأجروا تعديلات طفيفة عليه.. هو لا يقدم شيئاً حيال توفير الأمان الوظيفي خلال مدة العقد» (أربع سنوات).
وكان الجانبان قد اتفقا الأسبوع الماضي بشأن الرعاية الصحية التي لن يطرأ عليها تغيير عن الخطة الحالية، حسبما قالت مصادر مطلعة على المفاوضات.
كما اتفقا على مسألة من أكبر المسائل العالقة وهي كيفية منح العمالة المؤقتة المسار للانتقال للعمل بدوام كامل.
وفي بيان لها قالت شركة «جنرال موتورز» إنها مستمرة في «محاولات إيجاد حلول وتقديم عروض تعود بالفائدة على العمال وتبني مستقبل أقوى للشركة»، وقد عرض ممثلو «جنرال موتورز» استثمار أكثر من 7 مليارات دولار في السوق الأميركي مما سيوفر 5,400 فرصة عمل جديدة.
إلا أن الانتكاسة في المفاوضات جاءت بعد يومين فقط من إخبار ديتس لأعضاء الاتحاد أنهم حققوا تقدماً جيداً.
خسائر فادحة
كلف إضراب العمال في «جنرال موتورز»، الشركة، أكثر من مليار دولار في غضون أسبوعين، بحسب مذكرة للمحلل في مصرف «جاي بي مورغان» رايان برينكمان.
وقدر المحلل التكلفة للأسبوعين الأولين بحوالي 1.14 مليار دولار، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن تتمكن «جنرال موتورز» من استرداد جزء من الأرباح المفقودة عن طريق تحويل الإنتاج من الربع الثالث إلى الربع الرابع.
وقدر برينكمان أن تخسر الشركة حوالي 82 مليون دولار من الأرباح المتوقعة في أميركا الشمالية يومياً مع استمرار الإضراب، غير أن باتريك أندرسون، الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة أندرسون الاقتصادية» أكد أنه مع دخول الإضراب أسبوعه الرابع، ستخسر الشركة 90 مليون دولار يومياً كما ستصبح الخسائر مؤلمة للغاية في عموم الولايات المتحدة، وخاصة في منطقة ديترويت الكبرى.
وتقدّر خسائر الأجور حالياً بأكثر من 400 مليون دولار من رواتب عمال «جنرال موتورز» والشركات الموردة لها، والتي اضطرت إلى تخفيض رواتب عمالها أو تسريح بعضهم بسبب توقف الإنتاج في مصانع «جنرال موتورز» الـ33 في الولايات المتحدة.
ويلفت أندرسون إلى أن «جنرال موتورز»، وإن خسرت مئات ملايين الدولارات بسبب الإضراب حتى الآن، إلا أنها تبدو كانت مستعدة جيداً لتوقف الإنتاج، وذلك عبر توفرها على مخزونات أعلى من المتوسط من السيارات. ومع ذلك، بدأت الشركة تواجه نقصاً في بعض القطع.
ويقول أندرسون إن الإضراب لا يتعلق بالأجور، إنما تريد النقابة من «جنرال موتورز» توظيف عمالها المؤقتين بشكل دائم، والموافقة على عدم إغلاق المزيد من المصانع خلال السنوات الأربع القادمة. لكنه يقول إن «جنرال موتورز» ربما لا يمكنها أن توافق على مطالب النقابة وتبقى قادرة على المنافسة.
وأردف قائلاً: «إنه بالفعل إضراب مكلف للغاية. ومع دخولنا الأسبوع الرابع، فسيصبح الأمر أسوأ».
Leave a Reply