ديترويت
في غضون أسبوع تقريباً، أوقف ضابطان من إطفائية ديترويت في حادثتين منفصلتين، بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، مما استدعى تحركاً فورياً من قيادات المدينة لمعالجة المسألة عبر مراجعة سياسات وموارد الدائرة لاسيما مع الضغوط المتزايدة المرافقة لوباء كورونا.
ووقعت الحادثة الأولى يوم 21 شباط (فبراير) المنصرم، حين اصطدم رجل إطفاء بسيارة امرأة مركونة أثناء محاولته الاستجابة لنداء استغاثة. ولدى فحصه من قبل الشرطة تبين أن نسبة الكحول في دم الإطفائي تفوق الحد المسموح به قانونياً.
أما الحادثة الثانية، فوقعت يوم الاثنين الماضي، حيث تم اعتقال أحد ضباط الدائرة وهو في حالة سكر شديد، وذلك بعد اصطدامه بسور على جانب الطريق أثناء محاولته التدخل لإطفاء حريق بمنزل مهجور بالقرب من تقاطع شارعي جوي وليڤرنوي.
وبدلاً من إلقاء المسؤولية على عاتق العنصرين، أعلن رئيس البلدية مايك داغن، في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء الماضي، عن إطلاق شراكة مع قيادات وطنية في مجال الإطفاء، لمساعدة ديترويت على إيجاد حل لهذه المسألة، بما في ذلك إجراء عملية تدقيق داخلية ومراجعة سياسات الدائرة وبرامج المساعدة.
وقال داغن «إن رجال ونساء إطفائية ديترويت هم أبطال، نعتمد عليهم كل يوم لإنقاذ حياتنا، وهم يقومون بعمل رائع، ولكن من حق سكان ديترويت أن يتأكدوا من أن رجال ونساء الإطفاء الذين يعتمدون عليهم ليسوا تحت تأثير الكحول أو أي مواد أخرى محظورة».
وأضاف «نحن هنا اليوم، ليس لنحدد على من سنلقي اللوم، وإنما لنركز على كيفية حل المشكلة»، موضحاً أن أحد العوامل التي أدت إلى هاتين الحادثتين هو غياب القيادة الميدانية خلال فترة وباء كورونا، حيث أوصت وزارة الصحة بإجراء الأعمال المكتبية عن بُعد، مما دفع المسؤولين إلى تعليق زياراتهم إلى مراكز الإطفاء لمكافحة تفشي الفيروس.
ولفت داغن إلى أنه يأخذ المسألة على محمل الجد، وأنه لن يتساهل معها مرة أخرى، متعهداً بالقيام بواجبه لتوفير كل الدعم الذي يحتاجه الإطفائيون.
وابتداءً من يوم الثلاثاء الماضي، اتخذت البلدية أربع خطوات، أولها، توضيح أن الخدمة تحت تأثير أية مادة محظورة ممنوعة منعاً باتاً ولا يمكن التسامح معها في جميع الممتلكات التابعة لإطفائية ديترويت.
كذلك قررت البلدية فتح تحقيق مستقل في بيئة العمل داخل الدائرة، كما أمرت مسؤولي الإطفاء بالعودة إلى العمل في مكاتبهم بدوام كامل على الفور، فضلاً عن إطلاق شراكة بين رابطة الإطفائيين في ديترويت والرابطة الدولية للإطفائيين التي تضم آلاف الإطفائيين والمسعفين من الولايات المتحدة وكندا، بهدف تعزيز برنامج دعم الموظفين وجعل ديترويت «نموذجاً وطنياً» في هذا المجال.
وفي غضون 30 يوماً، من المتوقع أن يقدم نائب رئيس البلدية، كونراد ماليت، خطة متكاملة لإصلاح دائرة الإطفاء في ديترويت بناء على نتائج التحقيق المستقل وتوصيات الرابطة الدولية للإطفائيين.
والجدير بالذكر أن إطفائية ديترويت التي تأسست عام 1860، تضم حالياً زهاء ألف موظف بينهم 821 إطفائياً.
Leave a Reply