ديترويت – خاص «صدى الوطن»
قصة فينسنت سموذرز (27 عاماً) من مدينة شيلبي – إحدى ضواحي ديترويت – تصلح أن تكون سيناريو لفيلم سينمائي للدراما القاتمة، بطله شاب أميركي أسود أقدم على إنهاء حياة سبعة أميركيين في عام واحد، وبالتحديد من 16 – 8 – 2006 ولغاية القبض عليه واعترافه بجرائمه نهاية العام الماضي، وهو الآن قيد الإعتقال في أحد سجون ديترويت، تمهيدا لتقديمه إلى القضاء في المحكمة 36 بالمدينة وإصار الحكم عليه.
سموذرز اعترف بجرائمه جميعا وروى تفاصيل كل واحدة منها، وهو أقدم عليها بدم بارد وبكامل إرادته، مدفوعا بحبه للمال وقد جنى من ورائها ستين ألف دولار أنفقها على ملذاته وزوجته وإبنته الصغيرة، وكان ودودا مع عائلته ووالدته وجيرانه، لم يكن أحد منهم يفكر أن سموذرز قاتل محترف، يرتكب جرائمه لحساب الغير، فهو مهذب في سلوكه وعطوف وطلعته بهية بحسب ما ذكره جيرانه وأفراد عائلته وعمومته، وهو لم يكن تبدو عليه علامات إضطراب نفسي أو سلوكي، وكل ما مرّ به في صباه مقتل شقيقته كيلا التي تصغره وماتت عام 1998 وهي في الخامسة عشر من عمرها، والتي وجد إسمها منقوشا على جسد سموذرز من ضمن عدة نقوش لأحبة سبقوه إلى الموت، أراد سموذرز أن يخلّدهم بواسطة الوشم (تاتو)، وما دون ذلك حياته في طفولته كانت وادعة، توفي والده الذي كان يحبه قبل سنوات، وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة كيترينغ، وأمه تزوجت بعد وفاة والده برجل آخر قال أنه تربطه به علاقات ليست سيئة، باستثناء أنه كان يوصيه بأمه خيرا وأن يعاملها معاملة حسنة ولا يضربها.
روى سموذرز تفاصيل جريمته الأخيرة للمحققين ووسائل الإعلام، وكانت الضحية فيها زوجة شرطي من ديترويت هاجمها وهي تجلس في المقعد الأمامي لسيارتها أمام أحد الأسواق التجارية وكانت تنتظر خروج زوجها من السوق، وحين أشهر مسدسه بوجهها، حاولت القفز إلى المقعد الخلفي وكانت تملأ الدنيا بالصراخ، فأطلق عليها عدة أعيرة نارية في رأسها ووجهها وأرداها قتيلة.
يقول سموذرز إنها المرة الأولى التي شعر بها بالمرارة والأسى بعد تنفيذ جريمته، فقد شعر أنها امرأة مظلومة وبريئة، وهو بحسب شهادته فإن زوجها هو من استأجره لقتل الزوجة بحجة إقامتها لعلاقة غرامية برجل آخر، وكونه – الزوج – رغب بالحصول على قيمة بوليصة تأمين على حياتها، مضيفا أن كل ما حصل عليه من الزوج مبلغ خمسين دولارا، برغم أنه اتفق معه على دفع عشرة آلاف دولار. وكانت شرطة ديترويت ألقت القبض على زوج الضحية عقب إعتراف سموذرز، لكنه أطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة.
تاريخ غير مشرّف
سموذرز على أية حال لم يكن تاريخه مشرفا، فهو منذ العام 1999 سجلت بحقه قضايا سرقة سيارات وسطو على المنازل وتوزيع للمخدرات، وفي أحد المرات قضى سنة كاملة في السجن، لكن أول جريمة قتل إرتكبها كانت في آب 2006 حين استأجره بعضهم لقتل أخوين أمام منزل لتجارة المخدرات في قلب ديترويت، وبالفعل أتم مهمته وقتل أحدهما وأصيب آخر بجراح، ثم عاود الكرة عقب خمسة أشهر أمام المنزل ذاته لقنص الأخ الثاني. واعترف سموذرز بقتل إثنين من عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، وكان ذلك في 24 أيار 2007 حيث وجدا جثتان هامدتان في ديترويت بحسب المحققين، بعد أن أطلقت عليهما عيارات نارية في الرأس داخل سيارتهما.
لكنها جريمة لم يحاسب عليها سموذرز وظلت حتى اللحظة قيد تحقيق الشرطة الفدرالية، وهو يواجه تهما بالقتل العمد مع سبق الإصرار لجريمتين أخريين، الأولى إرتكبها في 21 حزيران 2007 ضد فتاتين في الـ 27 والـ 18 من العمر، وجدت الأولى وقد اخترقت جسدها 20 طلقة، أما الجريمة الثانية فكانت ضد فتاة نجت من محاولة قتل سموذرز لها بأعجوبة بعد إصابتها بعدة جراح.
مواساة
الغريب أن سموذرز بعث من سجنه رسالة مواساة إلى أهالي الضحايا وأحبائهم قائلاً «بالطبع لا أستطيع أن أعيد من قتلتهم إلى الحياة، لكني أطمئنكم أن من سبّب هذه المآسي لكم سينال جزاءه».
Leave a Reply