بقلم مريم شهاب
ياحلوة شكلِك جذّاب وجاي لَعِنّا بربع ثياب
لبسـك راح بيخلّـينا نخــرق قـانـون الآداب
جورج خليل
من أطرف التعليقات على طول أشهر الشتاء وبرودتها الشديدة هذه السنة، في ديربورن، هو غضب الطبيعة من المرأة التي لا يمكن الوثوق في إلباس نفسها بشكل صحيح، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة. لذلك أحبت الطبيعة تلقين الستّات درساً مبكراً هذا العام للإلتزام بلباس محتشم، وعدم التعري الفاضح بحجة أنها «صيّفت».
إلى جانب الطبيعة، الكثير من الرجال، أيضاً، يلومون المرأة ويعتبرونها المسؤول الأول في إغرائهم وإغوائهم عندما تلبس «من غير هدوم» وتستعرض عريّها وفتنة تضاريسها، في الشارع وفي السوق وفي العمل وفي المدرسة، ثم تكفهر وتشتكي إذا تحرّش أحدهم بها.
الكاتب الماركسي برتولد بريخت أوضح ذلك في مسرحيته الشهيرة «دائرة الطباشير القوقازية» وأدان المرأة في مشهد محاكمة خادم إغتصب سيدته. رمى القاضي بقلمه على الأرض وقال للسيدة: إذهبي والتقطيه وآتني به، مشت السيدة تتهادى بغنج وتتمايل بجسمها، ثم انحنت لإلتقاطه، لاح للجميع حجم قفاها الممتلىء، عندها قال القاضي: «نعم ثبتت جريمة الإغتصاب، أيتها المرأة لقد إغتصبت هذا الشاب المسكين بما عندك من إغراء».
لا ينكر أحد أن المرأة الفاتنة هي شهوة الرجل، ورد ذلك في القرآن «زين للناس حب الشهوات من النساء». وفي السنوات الأخيرة، قصرت وضاقت ملابس المرأة كثيراً وبات كشف الصدور والأكتاف شيئاً مألوفاً في المسلسلات والإعلانات والحفلات وتقليداً لفنانات الخلاعة والفيديو كليب وفتيات التواصل الإجتماعي. وبرزت جمعية نسائية تطلق على نفسها اسم «فيمن»، تستخدم اسلوب التعرّي السافر والإستعراض لجسد المرأة كأسلوب للمطالبة بحقوقها. رأينا ذلك العري في شوارع فرنسا وفي تركيا وفي مصر وغيرها… مارسته بعض العربيات مقلّداتٍ الغربيات كأسلوب للتعبير عن المطالب.
لكن الكثيرين يعتبرون ذلك تصرفاً يسيء للمرأة عموماً وللمرأة العربية خصوصاً ويحصرها أكثر في دائرة الإغواء والإغراء، ثم دائرة الجهل والتخلف والمرض والعنف الأسري.
عودٌ على بدء، جمال الأنثى وإغراؤها هو مفهوم ومقبول، خصوصاً إذا كانت «حجازية العينين، نجدية الحشا، عراقية الأطراف، رومية الكفل» مثل الجميلة هيفاء وهبي..
لكن من غير المفهوم وغير المقبول، هو إستعراض بعض الرجال لصدورهم وترك قمصانهم مفتوحة..
ماهو المغري والمثير في صدور الرجال؟؟
هل هو العشب النابت في بعضها، أو أنه تباهٍ بالـ واكس؟ أم هو إسلوب فظ إستعراضي للميوعة والخلاعة والسلاسل الغليظة الطويلة المتدلية.. علامة إنعدام الرجولة؟؟
أحد رجال الدين الظرفاء، يتواجد في معظم الدعوات والحفلات الإجتماعية في منطقة ديربورن. سأله أحدهم عن أكثر شيء يربكه في تلك المناسبات، فأجاب رجل الدين بأسلوبه الظريف: أشعر بالإرتباك الشديد عندما تدخل سيدة جميلة عارية الكتفين، فألاحظ أن أعناق البعض وعيونهم تترك تلك المرأة وتلتفت كلها نحوي لترصد ردود فعلي، فأضطر رغماً عني أن أغضّ الطرف، وأحرم من التمتع بالجمال!!
Leave a Reply