ديربورن – خاص “صدى الوطن”
لم تشهد مدينة ديربورن الثلاثاء الماضي أية “مفاجآت” من العيار الثقيل على عكس ما كانت تتمنى اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك)، ورغم تحقيق المرشحين على لائحة اللجنة الفوز بخمسة مقاعد من أصل المقاعد السبعة في مجلس بلدية ديربورن، إلا أن الفرحة لم تكتمل في صفوف المتطوعين الذين انضموا الى ماكينة “أيباك” بعد فشل كل من علي السيد وديفيد بزي في دخول المجلس. ورغم البشرى السارة التي حملتها صناديق الاقتراع بفوز حسين بري في عضوية المجلس التربوي إلا أن ذلك لم يمنع من تراشق التهم حول الأسباب التي أدت الى النتيجة غير المرضية والمتوقعة مع انخفاض نسبة الإقبال العربي على التصويت.
تعددت الأسباب وراء هزيمة السيد وبزي في ديربورن. ولا شك أن نسبة التصويت المتدنية عند العرب كانت السبب وراء هزيمة السيد فيما كانت عمليات التشطيب الواسعة وراء هزيمة بزي الذي حل ثامنا بفارق ضئيل عن العضو الحالي نانسي هابرد. (التفاصيل صفحة ٤).
إذ لم يشهد الإقبال على مراكز الاقتراع الخاصة بانتخابات المجلسين البلدي والتربوي في مدينة ديربورن تغيراً ملحوظاً في نسبة المقترعين التي جاءت متقاربة مع النسب المئوية للدورة الماضية. وقد وصلت نسبة التصويت في شرق ديربورن، ذات الكثافة العربية الى ١٩،٥ بالمئة (أفضل بقليل من نسبة العام ٢٠٠٧ التي كانت ١٤ بالمئة) فيما كانت نسبة التصويت في المدينة ٢٩ بالمئة بشكل عام ما يدل على الإقبال الأوسع للناخبين في غرب المدينة الأمر الذي كان كفيلاً بخرق لائحة “أيباك” بمرشحين فقط. وقد وصل مجموع الناخبين في ديربورن الى ١٧١٧٣ ناخباً.
وكان لافتاً أن المرشح الشاب علي السيد تصدر المرشحين في كافة أقلام شرق المدينة الـ١٩، إلا أنه لم ينجح في حصد أصوات الناخبين في غرب المدينة واحتل ترتيباً متأخراً في أقلامها.
وكان يوم الثلاثاء الماضي، يوماً انتخابياً طويلاً استمر من الساعة ٧ صباحا وحتى الساعة 8 مساء، وقد تابعت “صدى الوطن” معظم مشاهد هذا اليوم الانتخابي الطويل من خلال زيارة مراسيلها لمراكز الاقتراع في كافة أنحاء المدينة، والتحدث إلى المقترعين واستمزاج آرائهم حول العملية الانتخابية، والمشاركة العربية فيها، ترشيحاً وانتخاباً.
ففي ساعات الصباح الأولى ومع بدء العملية الانتخابية، سجلت “صدى الوطن” إقبالا طفيفا للناخبين، الذي استمر بنفس الوتيرة إلى ما بعد الظهر، حيث كان من المتوقع أن تزداد نسبة التوافد بعد الساعة 5 عصراً. ولم تتغير نسبة الإقبال إلى مراكز الاقتراع حتى خلال الساعات الأخيرة، وعند سؤال “صدى الوطن” بعض المشرفين على المراكز، كانت النسب التقريبية تتراوح بين نسبة 1٣ بالمئة في قلم مدرسة “سالاينا” في منطقة ديكس وحتى نسبة 2٦ بالمئة في قلم مدرسة “أوكمان” في شرق المدينة.
وقد قامت “صدى الوطن” بالتجول على مراكز الاقتراع في ديربورن وديربورن هايتس وسجلت الانطباعات التالية لدى بعض الناخبين والناخبات والمرشحين.
في مركز مدرسة “سالاينا” قالت إيما خليل وهي تغادر المركز بعد إدلائها بصوتها: “إننا نتطلع إلى دماء جديدة وإلى حدوث تغيير. وأنا صوتت لمرشحين شباب مثل علي السيد لعضوية المجلس البلدي”.
وقال ناخبون عديدون إنهم صوتوا لمرشح واحد ويدعمونه لتعزيز فرص فوزه ومعظم هؤلاء الناخبينن كانوا من أنصار المرشح علي السيد الذي حل في المرتبة الـ١٢ من أصل ١٤ مرشحاً.
في مركز مدرسة ماكدونالد قال الناخب حسان عسيلي إنه أدلى بصوته لكامل أعضاء اللائحة المدعومة من “أيباك”. أضاف: “لقد قامت “أيباك” بعمل جيد جدا في تعبئة جهود الجالية والناخبين، وهم يدرسون المرشحين وكانوا منطقيين ومتوازنين، وهذا شيء جيد جدا للجالية”.
فؤاد سعد الذي صوت لكامل اللائحة المدعومة من قبل “أيباك”، استغرب إحجام العرب عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وعزا ذلك إلى “كسل” العرب ولا مبالاتهم. وقال سعد: “إن هذا غير مبرر بالطبع، فعملية الانتخاب لا تستغرق أكثر من 5 دقائق”. وأضاف: “إذا أراد العرب أن يثبتوا وجودهم في هذه المدينة، فالانتخابات هي الطريقة الوحيدة لذلك”.
أما عناية دخل الله، التي تصوّت للمرة الأولى، فبررت عدم إهتمام الناس بالانتخابات “كونهم لا يثقون بالمرشحين.. الذين ينسون ما وعدوا الناس به بعد وصولهم”. ولكن دخل الله شددت على أهمية أن يدلي العرب بأصواتهم، “وإذا لم يستجب الناجحون في الانتخابات لمطالب الناس، فالناس لن تصوت لهم في المرة القادمة”.
عناية انتخبت لائحة “أيباك” كاملة، وتمنت عليهم في حال نجاحهم الاهتمام بقضايا الجالية العربية.
سلمى فرج، قالت: “إنها تصوت في كل الانتخابات، لأن هذا حق وواجب” وعزت إجحام العرب عن هذه الانتخابات “بالإهمال وعدم المسؤولية”. فرج صوتت لمن تعتقد أنهم يجب أن يكونوا في المجلس البلدي، ولم تذكر أسماء، وعند سؤالها عن “لائحة أيباك” أجابت أنها لا تعرف شيئا عنها، ولم تسمع بها.
اسماعيل صعب الذي جاء للتصويت بصحبة زوجته السيدة فاطمة صعب، قال: “إن الجالية العربية في ديربورن كبيرة ومن الممكن أن تصبح مؤثرة في حال عبر الناس عن مواقفهم، وصوتوا بكثافة في هذه الانتخابات”، وأضاف صعب “ليس من المهم التصويت للمرشحين العرب، المهم التصويت لمن يخدم المدينة ويحسن ظروف الناس ويرعى مصالحهم”. أما السيدة فاطمة فقالت “إن التصويت ضروري جداً ليس من أجل مصلحتنا فقط بل من أجل مصلحة أولادنا” ورأت سعد “أنه من الهام أن يترشح العرب إلى المناصب الرسمية في هذه المدينة، لأن الجالية تكبر وهؤلاء يفهمون خصوصيتنا، ويفهمون حاجتنا إلى المدارس التي تعلم الدين واللغة العربية”، وتابعت فاطمة “سننتخب لنعبر عن رأينا، ولنجعل أولادنا يفخرون بنا، نحن الذين تركنا بلداننا وأوطاننا نستحق حياة أفضل”.
علي حمود، أحد المتطوعين للعمل مع “أيباك”، قال: “إننا نقوم بدورنا من خلال إيصال رسالتنا إلى الناخبين العرب، لانتخاب “لائحة أيباك”، وعن المصوتين من غير العرب، وتحديدا الأميركيين، قال حمود: “هؤلاء قادمون وهم يعرفون مسبقا لمن سيصوتون، ولكن ما يهمنا نحن هو الأصوات العربية”.
وعند سؤاله عما إذا كافيا تذكير المقترعين العرب قبل التصويت بلحظات، أجاب حمود: “لقد قامت “أيباك” بعدد من الخطوات الأخرى، فقد تم إرسال رسائل صوتية إلى جميع المسجلين العرب في هذه الانتخابات، كما قمنا بالاتصال الهاتفي المباشر بالكثير من الأشخاص والعائلات وأرسلت “أيباك” نشرتها الإنتخابية باللغتين العربية والإنكليزية الى منازل الناخبين العرب الأميركيين المسجلين في ديربورن وديربورن هايتس ومناطق أخرى، ولكن حتى الآن ما تزال نسبة التوجه الى مراكز الاقتراع مخيبة للأمل (الساعة 4 عصرا) وأغلب الظن أنها ستتحسن بعد الساعة 5 عصرا، عند انتهاء الناس من أعمالهم”.
أحمد علي الشاهري، تمنى على الجاليات العربية، وتحديدا الجالية اليمنية، أن تكون مشاركة دائما في الانتخابات وبالكثافة التي تعكس حجمها ودورها في الجالية العربية عموما. الشاهري عزا انخفاض نسبة التصويت في الجالية اليمنية إلى “الكسل” فاليمنيون –على حد رأيه متساهلون- وهم لا يدركون أن في ذلك ضياع حقوقهم.
وصوّت الشاهري للائحة “أيباك” وصوّت لرئيس البلدية جاك أورايلي، مع ملاحظاته وتحفظاته التي رجا “صدى الوطن” أن تقوم بتسجيلها، فرئيس البلدية حسب رأي الشاهري لا يزور منطقة ديكس ذات الأغلبية اليمنية إلا في المناسبات “مرة في السنة، أثناء مروره إلى “أكسس”، أو في الحفل السنوي”. وقال الشاهري: إنه سجل هذه الملاحظة في مكتب رئيس البلدية منذ وقت طويل، ولم يسمع رداً عليها حتى الآن.
اجتماع تحضيري لـ”أيباك”
كان ملفتاً للانتباه في اليوم الانتخابي الطويل، النشاط الذي قامت به اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك) التي عقدت في اليوم السابق (مساء يوم الاثنين) لقاء مع عدد من المتطوعين اليافعين العرب في “النادي اللبناني الأميركي”. وكان رئيس اللجنة وناشر صحيفة “صدى الوطن” الزميل اسامة السبلاني قد تحدث إلى المتطوعين مركزاً على أهمية الانتخابات البلدية وانتخابات المجلس التربوي كونها تتصل بشكل مباشر بهموم الناس وقضاياهم اليومية، ومنوهاً في الوقت نفسه.. إلى أهمية المشاركة العربية فيها من حيث الترشيح والانتخابات.
وقدم سبلاني إلى مجموعات الشباب المتطوعين بعض الملاحظات عن ضرورة متابعة الانتخابات لحظة بلحظة من خلال التواجد في مراكز الاقتراع، وتقديم اللائحة المدعومة من قبل “أيباك” إلى الوافدين إلى مراكز الاقتراع. وبعدها قام الناشط طارق بيضون رئيس لجنة العضوية في “أيباك” بتقسيم المتطوعين إلى مجموعات وتم توزيعها على مراكز الاقتراع المتواجدة في مدينة ديربورن.
ومن جهته، طلب المحامي عبد حمود رئيس لجنة الدعم في “أيباك” من المتطوعين عدم الخوض في شجارات مع متطوعين في ماكينات أخرى، وشدد على ضرورة انتخاب أعضاء اللائحة كاملة.
Leave a Reply