واشنطن
تعرضت النائبة المسلمة الأميركية عن ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، لحملة انتقادات واسعة بلغت حد مطالبتها من قبل الرئيس الأميركي بالاستقالة من منصبها رغم اعتذارها عن تصريحات وصفت بالمعادية للسامية.
وتعرضت النائبة الديمقراطية –وهي أول مشرعة مسلمة في تاريخ الكونغرس الأميركي إلى جانب رشيدة طليب– لموجة انتقادات شديدة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، بسبب تعليقات نشرتها عبر موقع «تويتر» واتهمت فيها السياسيين الموالين لإسرائيل بقبض المال من «البنيامينات»، في إشارة إلى الورقة النقدية من فئة المئة دولار التي تحمل صورة بنجامين فرانكلين.
ولدى سؤالها حول «من تعتقد أنه يدفع للسياسيين الأميركيين ليكونوا موالين لإسرائيل»، أجابت عمر: «آيباك!» في إشارة إلى «لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية» التي تروج للعلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال.
وفي اعتذارها، قالت إلهان: «معاداة السامية حقيقية، وأنا ممتنة للحلفاء والزملاء اليهود الذين يطلعونني على التاريخ المؤلم للأفكار المعادية للسامية».
وأضافت «لم يكن في نيتي أبداً إزعاج الناخبين أو الأميركيين اليهود ككل» وقالت إنها تعتذر «على نحو لا لبس فيه».
ورغم الاعتذار، دعا الرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي عمر إلى الاستقالة من منصبها، مؤكداً في تصريح للصحفيين في البيت الأبيض على أن «ليس لمعاداة السامية مكان في الكونغرس الأميركي».
وأضاف «أعتقد أنها ينبغي أن تخجل من نفسها. أعتقد أنه كان تصريحاً مروعاً ولا أرى اعتذارها كافياً».
بدورها، نددت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وغيرها من الديمقراطيين في المجلس، بتصريحات النائبة في وقت سابق وطالبوها بالاعتذار وقالوا إنه يتعين التصدي لمعاداة السامية واستنكارها.
وقال الديمقراطيون في بيان «تكفل قيم حرية التعبير والنقاش الديمقراطي التي تتشاركها الولايات المتحدة وإسرائيل النقد المشروع للسياسات الإسرائيلية. لكن استخدام النائبة تعبيرات معادية للسامية واتهامات مجحفة لأنصار إسرائيل مهين بشدة».
كذلك، السناتور تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ على تويتر «استخدام النائبة لقوالب معادية للسامية مهين وغير مسؤول».
وكان زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، السناتور كيفين ماكارثي، قد شجب تصريحات عمر والنائبة الفلسطينية الأصل رشيدة طليب بعد انتقادهما تعامل السلطات الإسرائيلية مع الفلسطينيين.
ومن جانبها، ذكرت منظمة «آيباك» في تغريدة أنها فخورة بانخراطها في العملية الديمقراطية لتعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وحتى قبل تصريحاتها الأخيرة المثيرة للجدل، انتقد الجمهوريون، الديمقراطيين لتعيينهم إلهان في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب وطالبوا باستبعادها بسبب تصريحات سابقة انتقدت فيها إسرائيل ووصمت بالمعادية للسامية.
وفي ردها على مطالبة ترامب لها بالاستقالة، غردت النائبة الصومالية الأصل عبر «تويتر» الأربعاء الماضي قائلة: «مرحبا دونالد ترامب، لقد روجت للكراهية طوال حياتك، ضد اليهود والمسلمين والسكان الأصليين والمهاجرين والسود وأكثر من ذلك»، وأضافت «أنا تعلمت من الناس الذين تأثروا بكلماتي. فمتى تفعل أنت ذلك؟».
Leave a Reply