يقول الشاعر:
فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري
بداية، تشكر “الجمعية الخيرية اليمنية الأميركية” (يابا) صحيفة “صدى الوطن” والزميل طارق عبدالواحد، لحضور وتغطية الحفل السنوي الـ 41 الذي أقامته الجمعية منذ حوالي أسبوعين في “نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي” في ديربورن.
وقد تطرق الزميل عبدالواحد إلى كلمات المتحدثين الذين أشادوا بدور الجمعية منذ التأسيس، بالإضافة إلى النقد والتقييم السلبي. هناك عبارات ومقولات شائعة يعرفها الناس ويفهمون قصدها، مثل “لا تستطيع أن تمنع طيور الهم من التحليق فوق رأسك، ولكنك تستطيع منعها من أن تعشش في رأسك”، و”كلنا كالقمر له جانب مظلم” و”إذا طعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة”. ولا نحتاج إلى شرح ما ذكرته آنفا!
وكنت قد التقيت بالأستاذ الغيور والمحب للجالية اليمينة في مكاتب الصحيفة يوم صدور العدد الماضي وشكرته على حضوره الحفل فأخبرني أن لديه نقد لحفل جمعيتنا فرحبت بذلك وقلت له إن صدورنا مفتوحة للنقد البناء وليس الهدام، أما العتاب فكما قال الشاعر:
إذا غاب العتاب فليس وداً
ويبقى الود ما بقي العتاب
وكنت أتوقع أن يكون النقد منصفا، يضم ما هو سلبي وإيجابي، ولكن للأسف لم نقرأ إلا ما هو سلبي!
وأقول للصحفي طارق، لقد اختلطت عليك الأوراق والمفاهيم ولم تشر إلى الشهادة التقديرية التي نالتها الجمعية “يابا” من قبل دائرة الإحصاء السكاني لدورها الإيجابي في عملية الإحصاء السكاني لبلادنا للعام 2010.
وصحيح أن الجمعية “يابا” تأسست ولم تكن قد ولدت بعدها (في العام 1969) ولكنني أؤكد لك أن رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية للجمعية لا تتجاوز عمر واحدهم عمر الجمعية، لأننا نؤمن بالتغيير والدماء الشابة، وهم من ذوي الكفاءات العلمية العالية، ونحن متفائلون بمستقبل واعد لجمعيتنا.
فخلال 41 عاما تأسست جمعيات ونواد وصحف ومجلات وانتهت وتلاشت، ولكن “يابا” باقية مستمرة في تقديم خدماتها وأنشطتها المختلفة الاجتماعية والثقافية والتربوية، ناهيك عن التواصل والعلاقات مع المؤسسات والجهات المدنية والرسمية.
وأقول لك أيضا.. بما أن “يابا” تأسست قبل أن تخلق فهي ستبقى أثناء حياتك ولعمرك البقاء وبعد مماتك إن شاء الله.
أما بالنسبة للمتحدث الرئيسي في الحفل النائب رشيدة طليب، فنحن كعرب ومسلمين أميركيين فخورون بما حققته بوصولها إلى مقعد البرلمان في ولاية ميشيغن ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.. والتاريخ مكان للذكريات وليس مكانا نعيش فيه. وقد تحدثت طليب وشكرت الجاليتين اليمنية والعربية لدعمها خلال الانتخابات، وبالتالي انتخبت لتمثيل القاطنين في دائرتها بمختلف قومياتهم وخلفياتهم، وللعلم فإن الكثير من الشخصيات المخضرمة والبارزة شاركت في احتفالات الجمعية ويضيق المجال هنا عن ذكرهم جميعا، لكننا نورد على سبيل المثال أعضاء الكونغرس الأميركي جون دنغل وجون كونيورز وديفيد بونير والمحامي المعروف عابدين جبارة ورئيس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي ورئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي ومساعد رئيس جامعة ميشيغن-ديربورن لـ “شؤون التعليم المتكامل والشراكات المجتمعية” اسماعيل أحمد.
وهؤلاء جميعهم أشادوا بدور الجمعية ولم ينتقدوا كما انتقدتم السيدة طليب. وللعلم فإن الاحتفالات السنوية ليست المكان المناسب لمناقشة الأوضاع السياسية، بل للاحتفاء بدور الجمعية ونشاطاتها. ونحن ندرك أن الجالية العربية والمسلمة عانت وتعاني الكثير من الحقد والعنصرية والكراهية خاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.
ولكون اليمن في الوقت الحاضر تحت المجهر والشاشات الكبيرة، تأخذ الجالية اليمنية نصيب الأسد من المعاناة، وخلال الفترة الماضية كانت مؤسسات الجالية اليمنية وأبناؤها يتواصلون مع الجهات المختصة من المسؤلين الحكوميين والأمنيين. وكان موضوع آخر لقاء حول ما تعرض له اليمنيان أحمد الصوفي وحزام المريسي من الاتهام الذي روجته وسائل الإعلام وقد عقدت الجمعية “يابا” لقاء في 20 أيلول (سبتمبر) في مقرها مع مسؤولين من وزارة الأمن القومي ووزارة العدل الأميركيتين ووكلاء العديد من الدوائر ذات الصلة وتمت مناقشة العديد من القضايا التي تهم الجالية اليمنية.
ولكنكم لم تنشروا خبراً عن ذلك اللقاء في جريدتكم الغراء، إسوة باللقاء الذي عقد بعد لقائنا بيومين في النادي اللبناني ومع نفس المسؤولين.
أما بالنسبة لعريفي الحفل فهما اذا لم يكونا ممتازين فقد كانا جيدين، وعادة تحصل بعض الارباكات والهفوات في البداية وهذا طبيعي ولكن لا بد من تشجيع الشباب وإعطائهم الفرصة للمشاركة الحقيقية، فمن أخطاء الحاضر نصحح المستقبل.
أما موضوع اللقاءات واللجان والهيئات والمشاكل والنعوت الذي ذكرتم بل وكتبتم عنها سابقا فالجمعية ليست طرفا فيها، مع أننا نحترم آراء الآخرين والتنوع والتنافس الشريف، والفاشل يحمل عيوبه للآخرين!.
أما ما يخص الاستحقاقات التي تقع على عاتق الجالية اليمنية، فشكراً للأستاذ طارق على تنبيه الجالية اليمنية، ولكن نقول إن الجاليات العربية جميعها لديها استحقاقات من هذا النوع، والإنسان ينظر إلى المرآة لا يشوف العالم بل يشوف نفسه فقط. والجالية اليمنية تعرف من يقدرها ويحترمها ومن يتجاهلها ومن يغازلها والحمد لله أصبح لديها الكثير من الكوادر المؤهلة، والإنسان يعمل على تغيير نفسه أولا.
أحد الناس كان يدعو الله لمدة 30 عاما أن يتغير العالم، ولم يتغير شيء، فقال: اللهم أعنّي على تغيير نفسي.
أقول للأخ طارق إن “يابا” استلمت الكثير من التقييم الإيجابي للحفل من جميع جوانب الإعداد والتنظيم والمشاركة والتطوع وتقديم الطعام..ألخ. ولكن يا للفرق الشاسع بين ما كتبتم وبين ما نشرت صحيفة “اليمني الأميركي” التي غطت الحفل وأنصفت “يابا” بدورها الإيجابي وقامت بعرض الخبر على الصفحة الأولى. وربما حدث ذلك لأن أهل مكة أعلم بشعابها، ولو كان هذا الحفل تابعاً لأي مؤسسة عربية أخرى، لنشرتم ذلك الخبر على الصفحة الأولى وبالخط العريض.
عسى ألا يكون الأستاذ طارق من الذين لا يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء الآخرين، ولكن كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم. والاحتفال بالذكرى 41 لتأسيس الجمعية يؤكد دورها ومكانتها المرموقة بين جميع المؤسسات.
علي بلعيد المكلاني
المدير التنفيذي للجمعية الخيرية اليمنية الأميركية
Leave a Reply