الخريف على الأبواب
ديترويت – بمناسبة اقتراب فصل الخريف الذي يبدأ رسمياً يوم 23 أيلول (سبتمبر) الجاري، أصدر الموقع الإلكتروني المتخصص بالسياحة SmokyMountains.com، تنبؤاته السنوية لموسم تلوّن الأشجار في الولايات المتحدة، متوقعاً أن تبلغ ألوان الخريف ذروتها في شمال ولاية ميشيغن بين 21 سبتمبر و5 تشرين الأول (أكتوبر) القادم. أما منطقة ديترويت الكبرى فستصل إلى الذروة خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر.
وبحسب الموقع الإلكتروني، ستبدأ أوراق الأشجار في منطقة ديترويت بالتلوّن جزئياً في أواخر شهر سبتمبر الجاري، إلى أن تتجاوز الذروة بحلول 26 أكتوبر، لتبدأ أوراق الأشجار بالتساقط إيذاناً بقدوم فصل الشتاء.
لكن بالطبع، هذه مجرد تقديرات، إذ لا توجد أداة يمكنها التنبؤ بمواعيد تلون أوراق الأشجار بدقة 100 بالمئة. غير أن تنبؤات الموقع تتيح لعشاق الطبيعة، فرصة التخطيط مسبقاً للقيام برحلات سياحية للاستمتاع بالمناظر الخلابة في أحضان الطبيعة.
ويستند موقع «سكاي ماونتنز» في توقعاته، إلى بيانات الطقس المتوفرة لدى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، إضافة إلى التنبؤات الجوية للسنة الحالية، مع الأخذ بالاعتبار تاريخ تلوّن الأشجار في كل منطقة على حدة.
ولا توجد طريقة واحدة للاستمتاع بألوان الخريف في ميشيغن، حيث يمكن القيام برحلات على متن المراكب المائية أو بواسطة السيارات أو الدراجات… سواء في أقاصي شمال الولاية، حيث طريق «أم 22» المشهور وطنياً كمقصد لعشاق تلوّن الأشجار، أو في منطقة ديترويت الكبرى، حيث الكثافة السكانية العالية، من خلال زيارة المنتزهات أو مجرد الجلوس في الفناء الخلفي.
كيف تتلوّن أوراق الأشجار؟
في فصل الخريف تفقد أوراق الأشجار لونها الأخضر، وتكتسب فجأة اللون الذهبي أو البرتقالي أو الأحمر… لكن من أين تأتي هذه الألوان الزاهية؟
الكلوروفيل هي المادة التي تمنح النباتات لونها الأخضر، وهي المسؤولة عن عملية التمثيل الضوئي، ولكن مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً، وتجمّد المياه في أوراق الأشجار، تنتفي حاجة الشجرة إلى أوراقها للقيام بعملية التمثيل الضوئي. فتبدأ بالاستعداد لفصل الشتاء، عبر تحلل الكلوروفيل ببطء وتتخزن مكوناته في الفروع وفي الجذع دون الأوراق.
وعندما تستنفد الشجرة كامل الكلوروفيل في أوراقها، تنتهي مهمة تلك الأوراق، فتتشكل طبقة عازلة بينها وبين الأغصان، تقطع عنها إمدادات المياه والغذاء، فتكتسب الأوراق ألواناً مختلفة بحسب الصبغيات الكامنة فيها.
إذ لا تحتوي ورقة الشجر على الكلوروفيل فحسب، بل أيضاً على صبغيات بألوان مختلفة، غير أن اللون الأخضر يمنع عادة، ظهور تلك الألوان. ويمنح صبغ «الكاروتين»، أوراق الأشجار، لونها الأصفر الذهبي أو البرتقالي، فيما يمنحها «الأنثوسيانين» اللون الأحمر.
وبعد تساقطها، تتعفن أوراق الأشجار وتتحلل نتيجة لتفاعلات البكتيريا والفطريات، فتتحول إلى مواد عضوية غنية تغطي التربة لغاية الربيع، حين تستيقظ الأشجار من سباتها مجدداً وتعود لإنتاج الأوراق الخضراء والتمثيل الضوئي من جديد.
Leave a Reply