ستيرلينغ هايتس – هذه المرأة إسمها جينا ديفيد (30 عاما) من إصول آشورية كانت راجعة الى منزلها من جامعة «وين ستايت» إذ أنها تحضر لأطروحة الماجستير في علم النفس التربوي، وفي الطريق فاجأها هطول الأمطار الغزيرة التي سرعان ما تحولت الى فيضانات رهيبة، فتوقفت بسيارتها وسط الطريق وهي ترى المياه آخذه في الإرتفاع ولم تعرف ما تفعل، فهي لا تجيد السباحة ولم تجد وسيلة للخلاص سوى بتسليم مصيرها للأقدار.
جينا ديفيد |
قالت جينا إنها تذكر بضبابية رجلا إنتشلها من داخل سيارتها الغارقة في المياه ووضعها على كتفه وسار بها الى محل «بودي بيتزا»، ولا تذكر شيئا بعد ذلك إلا بعد إستفاقتها في المستشفى لتجد والدها وخطيبها إتصلا بها على الهاتف لأكثر من 50 مرة ولا من مجيب، ولتكتشف أن الصحف ووسائل الإعلام تناقلت خبر وفاتها يوم الفيضان، قيل عنها إن إمرأة في الـ 30 من العمر غمرها الفيضان ونقلت من «بودي بيتزا» الى المستشفى وتوفيت.
إكتشفت جينا خبر وفاتها حين ذهبت لاحقا الى محل البيتزا لتسأل عن محفظتها وحينئذ تفاجأ العاملون في المحل بأن المرأة التي أعلن عن وفاتها حية ترزق. وجاءت ردود الأفعال من ذويها والناس الذين شهدوا محنة جينا متفاوتة بين مستبشر ومندهش، إذ قال شقيقها بأنه حين سمع خبر وفاة إمرأة عمرها 30 عاما ونقلت من محل بودي للبيتزا الى المستشفى كاد قلبه أن يتوقف، لظنه أن التي تتحدث عنها الأخبار هي شقيقته، كذلك والدة جينا والتي تتحدث الآشورية قالت إنها حين سمعت بالنبأ كادت تتعرض لأزمة قلبية لظنها هي الأخرى أنها إبنتها.
وبالعودة الى مشهد الفيضان والإنقاذ في محل البيتزا، كانت هناك إمرأة وحولها أفراد عائلتها وحوالي 125 من الحضور ينظرون الى الفيضانات العارمة أمامهم وحولهم، قالت «رأينا رجلا يحمل إمرأة على كتفه ويخوض بها عباب الفيضان وقد وصلت المياه حتى صدره، ووضعها وهي ترتجف من البرد على الطاولة ووضع عليها الشرشف وسترة وظل الى جانبها يراعيها لحين وصول سيارات الإطفاء التي شقت طريقها وسط الفيضانات بصعوبة بالغة وتم نقلها الى المستشفى وكنا نظن جميعنا أنها فارقت الحياة» ووصفت المرأة الرجل الذي أنقذ جينا بأنه بطل فذ. من جانبه أوضح مكتب شريف المقاطعة الذي أعلن وفاة جينا بأنه نشر الخبر وفق ما تلقاه من دائرة الإطفاء، في حين قال مكتب الطبيب الشرعي بأنه إستلم مذكرة بوفاة المرأة لكنه لم يتسلم جثمانها. على صعيد آخر قالت جينا أنها تتمنى لقاء البطل الذي أنقذ حياتها لتشكره على صنيعه الذي لن تنساه يوما وكذلك التعرف على الأشخاص الذين كانوا في محل البيتزا والذين بذلوا الجهد في رعايتها أثناء المحنة، وقالت جينا أحمد الرب أن هناك في الدنيا أناساً طيبين.
Leave a Reply