تجري يوم الثلاثاء في الخامس عشر من الشهر الجاري الجولة الإنتخابية الثالثة من التصفيات التمهيدية لإختيار المرشحين الديمقراطي والجمهوري للإنتخابات العامة في نوفمبر القادم.على المقلب الديمقراطي من هذه الجولة التمهيدية في ميشيغن تتسم المنافسة بالبرودة الشديدة التي يتسم بها طقس هذه الولاية. والسبب هو أن اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في واشنطن «عاقبت» قيادة هذا الحزب في ولاية ميشيغن بسبب تحديدها موعد الجولة الإنتخابية في 15 يناير الجاري بخلاف رغبة اللجنة العليا التي ابتغت تحديدها في موعد لاحق. وقد نتج عن هذا «العقاب» قرار اللجنة الوطنية بعدم الإنخراط في الإنتخابات التمهيدية في ميشيغن وقد خضع لهذا القرار بعض مرشحي الحزب (أوباما وآخرون) وخالفه مرشحان آخران هما هيلاري كلينتون ودنيس كوسينتش اللذان أدرجا إسميهما على لائحة الإنتخاب في الولاية.وقد طلبت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في واشنطن من الناخبين الديمقراطيين في ميشيغن أن يقترعوا لخيار «غير ملتزم» إذا أرادوا لأصواتهم أن تأخذ في الحسبان في المؤتمر العام للحزب الذي يتوج نهاية مرحلة الإنتخابات التمهيدية. مما يعني أن التصويت لصالح هيلاري كلينتون أو دنيس كوسينتش لن يُترجم في المؤتمر لأن مندوبي هذين المرشحين لن يكون لهم حق الإقتراع في المؤتمر.بإزاء هذا الوضع ماذا يجب علينا كناخبين عرب أميركيين من المقترعين للحزب الديمقراطي؟هل نقترع للخيار الثالث «غير ملتزم» وهذا يعني أن لجنة الحزب تختار نيابة عنا المندوبين الذين تراهم مناسبين لمصلحة الحزب والذين قد لا يكونون بالضرورة مناسبين لتطلعاتنا كعرب أميركيين؟ أم نقوم بالإدلاء بأصواتنا (إذا كنا من المقترعين الديمقراطيين) لأحد المرشحين: كلينتون أو كوسينتش؟بالطبع يملي علينا الموقف المبدئي أن نختار مرشحاً وأن لا ننجر إلى رغبة قيادة الحزب الديموقراطي في واشنطن لتوجيه أصواتنا الوجهة التي تريدها وهذا يعني بالنسبة إلينا كناخبين عرب أميركيين أن نقترع للمرشح الذي يناصر قضايانا على رؤوس الأشهاد وهو عضو الكونغرس عن أوهايو دنيس كوسنيتش ويكفي لشرح أسباب دعوتنا لتأييد هذا المرشح التذكير بأنه قام في أعقاب العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 بزيارة إلى لبنان وقف فيها على آثار الدمار الذي خلفه العدوان وأطلق مواقف متضامنة مع اللبنانيين والعرب لا لبس فيها. وفي الصيف الماضي قام كوسينتش بزيارة ثانية إلى لبنان برفقة زوجته اليزابيث زار خلالها بلدة قانا ومدينة بنت جبيل ومدن وقرى تعرضت للدمار بفعل العدوان الإسرائيلي. ولا داعي لإعادة التذكير بالمواقف الواضحة الداعمة للحقوق الفلسطينية والعربية عموماً التي يتبناها المرشح دنيس كوسنيتش، وقد أدلى بها في العديد من المناسبات وكان آخرها مناسبة الإحتفال السنوي للجنة العربية الأميركية للعمل السياسي في نادي بنت جبيل حيث ألقى كلمته جريئة ومؤثرة عن جولته اللبنانية ورؤيته لحل النزاع العربي – الإسرائيلي.نحن نعلم بأن حظوظ تأهل المرشح كوسينتش للإنتخابات العامة عن الحزب الديمقراطي هي شبه معدومة في أفضل الأحوال. لكن الرسالة التي يجب أن نسمعها لقيادة الحزب في واشنطن يجب أن تقال: نحن لسنا «الهنود الحمر» في الحزب الديمقراطي ومن لا يحترم إرادتنا لن يلقى منا التجاوب.إذن، فلننتخب دنيس كوسينتش الثلاثاء إذا كنا من المصوتين ديمقراطياً.أما إذا كان بعضنا من المصوتين جمهورياً، فإن معركة المنافسة على المقلب الجمهوري حامية ومحتدمة. وهنالك على اللائحة اسماء للمرشحين جون ماكين وميت رومني ومايك هُكابي ورون بول وغيرهم. ولكن التنافس يحتدم بين المرشحين ماكين (الرابح في نيوهامبشير) ورومني الذي يبحث بيأس عن فوز في ميشيغن، مسقط رأسه والولاية التي حكمها والده الشهير جورج رومني في أواخر ستينات القرن الماضي.غير أن مواقف هذين المرشحين من القضايا العربية الأميركية لا يكفي وصفها بالسيئة بل هي تتعدى هذا الوصف إلى تبنيهما لمواقف تجعل من الإساءة إلى قضايانا معبراً لهما للحصول على اصوات الناخبين الأميركيين.ماذا نفعل إذن، إذا كنا من المصوتين جمهورياً، ولا حول ولا قوة إلا بالله؟ هنالك المرشح الجمهوري رون بول الذي لا يمتلك أيضاً حظوظاً جدية للتأهل ولكنه يملك موقفاً عادلاً ومشرّفاً تجاه قضايانا، وإن كنا نعيب عليه تشدده في القضايا المتعلقة بالهجرة وهو تشدد لا يطالنا بمفردنا كعرب اميركيين، بل ينسحب على كل الجاليات الإثنية في أميركا.ندعو، إذن ناخبينا الجمهوريين إلى إبداء موقف بالإقتراع لرون بول. أما في نوفمبر القادم، وبعدما يكون المرشحان الديمقراطي والجمهوري قد تأهلا، فلن يكون علينا سوى إختيار «أهون الشرين» كما جرت العادة.ملاحظة: يجدر التنبيه أن المقترع في إنتخابات الثلاثاء يجب أن يختار إما التصويت ديمقراطيا فيقترع لمرشح واحد ديمقراطي، أو التصويت جمهوريا فيقترع لمرشح واحد جمهوري ولا يجوز الجمع بين الإثنين.أيضاً، الإقتراع لإسم غير موجود على اللائحة (رايت إن) يلغي ورقة الإقتراع.
Leave a Reply