الإنتخابات الأميركية القادمة كوميديا مبكية مضحكة في آن واحد، لم يبق سوى اقل من شهرين وينتهي المزاد العلني الرخيص وتعرف من هو الرئيس الأميركي الذي سيخلف بوش، الذي سنكسر وراءه جراراً وليس جرة واحدة، في الإنتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، خسر جون إدوارد مبكراً، المحامي الأنيق المدافع عن الأخلاق الحميدة لنكتشف أنه كان صاحب أخلاق غير حميدة على الإطلاق، خيانة زوجية وإشاعات عن طفل بالحرام، وإمرأتة المسكينة تعاني من آلام العظام من انتشاء سرطان الثدي والأخ الداير على حلّ شعره «المسبسب»، أما هيلاري فحكايتها حكاية، أشبعت أوباما ردحاً وقدحاً وذماً وهجاءاً و«شرشحة»، ثم عادت ما أحلى الرجوع إليه، مع الإعتذار لنجاة، لتدعمه بقوة بعد أن خسرت وخرجت من السباق، وقفاها يحمر عيش، وأحضرت إبنتها تشلسي وزوجها الـ«دون جوان»، زير النساء، الرئيس سابق بيل، تعرفونه، ليدعموه كلهم بقوة ويقفون خلفه، بعدما لعبوا ورقة الدين واللون وعدم الخبرة وسرقة العبارات الإنتخابية والتأرجح وتغيير المواقف والإبهام، أما لماذا عادوا جميعاً يستمحونه عذراً. السبب بسيط حتى يسدد نصف ديونها المتراكمة على الأقل والتي وعد حتى الآن بتسديد عشرة ملايين منها، هكذا السياسة والمبادئ الراسخة، حكّ لي وأحكّ لك، ولا مواقف ثابتة ولا ما يحزنون، ولكن مصالح متغيرة، وكما قال جدهم الأول ميكافيللي في كتابه الأمير: الغاية تبرر الوسيلة.أما الحصان الأسود فهو باراك حسين أوباما، ولنسمه باختصار أبو حسين، فما فتىء الفتى ينكر أي علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد وكأن الإسلام بقعة وسخة علقت بثوبه النظيف بالخطأ والصبّ تفضحه عيونه: فإسم والده حسين، مسلم، وباراك – المبارك – درس في مدارس إندونيسية دينية ولكن قبل عصر الإرهاب، وحتى عندما اختار نائبه جوزيف بايدن، وترجمته جو بيضون لم يستطع الإبتعاد عن العرب، مع الإعتذار لعائلة بيضون إذا اعتبروا هذا الكلام إهانة فلهم أن يتبرءوا من جو هذا بالصحف، ويحلفوا أنه لا ينتمي إلى أي فخد من أفخاد القبيلة، المهم أصبحت التذكرة الديمقراطية، كما ترون، عربية إسلامية مائة بالمائة، أي أن هناك لا عذر يمنعنا من الوقوف وراءهم لأنهم سوف يساندون كل قضايانا العربية والإسلامية في لبنان وفلسطين والعراق والسودان وإيران وحتى كينيا مسقط رأس الرئيس المفدى أبو حسين. والآن إذا أردتم الجد، فقد صوت أبو حسين أربع مرات من أصل ثماني ضد القضايا العربية في مجلس الشيوخ، ولكن أن تنظروا إلى نصف الكوب الفارغ أو الملآن إذا شئتم وأن تتذكروا قول هيلاري عنه أنه مبهم ويتأرجح في المواقف حتى يفهم أنه ضد ومع في آن واحد، أما جو بيضون فقد صوت ست مرات من أصل ثماني ضد العرب وتكتمل المصيبة إذا عرفنا أنه صاحب مشروع تقسيم العراق إلى ثلاثة دويلات كردستان وشيعستان وسنستان وهذا يثبت بأن جو هذا ليس من «قبيلة بيضون» ابداً.أما في الملعب الجمهوري فقد بدأت المعركة حامية ثم فترت وسمعنا عن القس من الغرب الأميركي الذي نسيت إسمه وأنتم كذلك، الذي كان مفوهاً ولكن ما لبث أن تلاشى بسرعة، كما تلاشى صاحبه جولياني عمدة نيويورك الذي يكره العرب على السبحة، بعد أن نفخوه إلى حد أنه فقع في بداية المباراة، عفواً الحملة الإنتخابية وذهب أيضاً أدراج الرياح، ولا ننسى رومني حاكم ولاية ماساشوسيتش وكتابة الإسم بالإنكليزي ليس بأقل صعوبة، إبن ميشيغن البار، وكأن المؤامرة لا تريد لنا رئيساً من ميشيغن، فالرئيس الوحيد من بلادنا كان جيرالد فورد، ولكنه لم ينتخب، بل وصل إلى سدة الحكم بعد إستقالة نيكسون في فضيحة ووترغيت أو بوابة الماء، الشهيرة، وانتهت المباراة مبكراً بوصول جون ماكين وهو ليس مكين أبداً، وسجل ماكين هذا في مجلس الشيوخ هو ستة من 8 ضد العرب، ونحن نعتقد أنه نسخه، بالكربون الأبيض، عن جورج بوش وسياساته الفاشلة وحروبه، ماكين انهال على أوباما بتهمة عدم الخبرة وإذا به يختار نائبته سارة بالين المقيمة في أصقاع ألاسكا وعديمة الخبرة في السياسة الأميركية لا الخارجية ولا الداخلية، ثم فضحتها وسائل الإعلام في حمل إبنتها المراهقة ذات السبعة عشر ربيعاً من غير زواج، والولد يقول أنه لا أحد يخبره على الزواج، وقد حضر الصهر، وأبو النسب مؤتمر الحزب. عجباً لهؤلاء الجمهوريين يتتغنون بالشرف والأخلاق والنبل والدين والخصال الحميدة، ومكارم العادات، ويستغفرون ربهم سبعين مرة، ويحوقلون إذا خدش أحد حيائهم بكلمة الإجهاض أما الحمل من غير زواج للمراهقين فلا بأس، حرام على الديمقراط وحلال على الجمهوريين، تحضرني هنا نكتة لئيمة تقول أن الجنس قبل الزواج حرام، خط تحت قبل، ولكن إذا لم تكن هناك نية للزواج، فالجنس حلال.بعيداً عن الحملة الإنتخابية قليلاً، في الكونغرس النائب جوزف نولنبرغ يصم 8 مرات من أصل 8 ضد العرب، وبذلك نال وسام العار، نداء إلى أهالي أوكلاند: أسقطوا هذا النائب وصوتوا لأي ديمقراطي، فالأخ يفكر أنه في الكنيست وليس في واشنطن، مايكل بوجرز بصم بالسبعة، أما السناتور كارل ليفن وزميلته دبي ستابينو فقد صوت كل منهم بالخمسة من ثمانية ضد العرب، أما جون كونيورز فقد صوت 8 من أصل 8 مع القضايا العربية، ونال وسام الشرف، فادعموه بقوة، (المرجع مجلة واشنطن ريبورت).وعودة إلى الإنتخابات الرئاسية المحزنة، فإذا كنت قرفاناً من الحزبين الديمقراطي والجمهوري فصوت لسينثيا ماكيني مرشحة الحزب الأخضر، وهي المرأة التي لا تخشى في الله لومة لائم وقد تكالب عليها حزبها الديمقراطي لمواقفها المؤيدة للعرب وتصويتي وتصوتك لها ليس مضيعة للصوت لا سيما أن المعركة ستكون حامية الوطيس، وبالسلاح الأبيض، وليدرك الحزبين أن أصواتنا لها قيمة عندما يخسر أحدهم بفارق ضئيل.وكيف لنا أن نختم من غير أن نتناول كوامي كيلباتريك الدون جوان التي تكومت عليه المصائب لاحقاً، وسيغادر قصر مانوغيان إلى زنازنين ميشيغن ليقضي فيها فسحة تدوم أربعة أشهر وسيدفع مليون دولار غرامة، من أصل تسعة دفعها من أموال أهالي ديترويت للضابطين في تسوية قضيته، ولا تحسبن أن الضابطين هما الرابحين الوحيدين، فالرابحون بلا شك هم المحامون الذين لهفوا نصف المبلغ في هذه المعمعة، وستخسر ديترويت خمسة أو ستة ملايين أخرى للأعداد لإنتخابات مبكرة بعد رحيل كوامي إلى السجون، فلربما يحرم إستعمال الـ تكست مسيج.هؤلاء هم الساسة الأميركان، إنحلال، ومصالح، ومباديء للبيع بالمزاد العلني لمن يدفع أكثر، وبالملايين تشتري أتخن رأس في واشنطن، نواباً وشيوخاً، كما يفعل أبناء عمنا في الإيباك.الله يعين العرب والمسلمين، في الداخل، والخارج، من الرئيس القادم، ولسان حالنا يقول: اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه، اللهم ألطف بنا في نوفمبر، وما بعد نوفمبر، الله الطف بنا في واشنطن، وما يحاك في البيت الأبيض من قاطنيه، اللهم آمين.
Leave a Reply