قامت سلسلة متاجر “لووز” بسحب إعلاناتها من عرض تلفزيون الواقع “أميركيون مسلمون تماما” الذي تعرضه قناة “تي أل سي” التلفزيونية، استجابة لضغوط من منظمات مناوئة للإسلام ومجموعات يمينية متطرفة.
وكان من بين المؤسسات “جمعية العائلة في فلوريدا” التي رأت في حلقات البرنامج الثمانية نوعا من الدعاية التي تحمل خطر واضحا على الحريات والتقاليد الأميركية، وهو من دفعها إلى تشجيع الزبائن على مطالبة الشركات بسحب إعلاناتها من ذلك العرض التلفزيوني.
وقد أثار قرار الشركة الكثير من الجدل وردود الأفعال المنددة والمستهجنة، الأمر الذي حدا بالشركة إلى إصدار بيان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تشرح فيه الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ ذلك القرار.
وجاء في البيان الذي علق عليه أكثر من 23 ألف زائر للصفحة: “يبدو أن قرارنا أثار الكثير من ردود الأفعال الساخنة التي أغضبت الكثيرين والتي عبرت عن هواجس اجتماعية وسياسية وغيرها”.
وأضاف: “نحن بإخلاص نشعر بالأسف وندعم بقوة ونحترم حريات زبائننا وجميع أفراد المجتمع الذين يمتلكون وجهات نظر وأفهام مختلفة وإذا كان قرارنا قد تسبب في طرح أسئلة وشكوك حول التزامنا، فنحن نعتذر”.
وكان ممثل شركة “لووز” قد قام بإرسال رسالة بريدية للمدير التنفيذي لـ”جمعية العائلة في فلوريدا” ديفيد كاتون جاء فيها “لووز لديها مبادئ صارمة في إدارة إعلاناتها، ففي الوقت الذي سنستمر به في الإعلان مع مختلف شركات الكابل، ومن بينها “تي أل سي” فهناك بعض البرامج مثل “أميركيون مسلمون تماما” التي لا تتلاءم مع سياساتنا الإعلانية لذلك فإن شركتنا أوقفت الإعلان في ذلك العرض”.
استنكار وإدانات متعددة
ومن بين ردود الأفعال المنددة، أطلق مغني الراب راسل سايمون الصوت عاليا في التعبير عن استيائه، وقام نهار الاثنين الماضي برفع تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يدعم فيها البرنامج.
من ناحيته، أرسل عضو الكونغرس الأميركي السناتور عن ولاية كاليفورنيا تيد لوي إلى المدير العام لشركة “لووز” روبرت نيبلوك يطالبه فيها بالتراجع عن قرار سحب الاعلانات والاعتذار للمسلمين الأميركيين.
وجاء في الرسالة: إن ما قامت به الشركة هو تصرف جاهل حقا والإسلام هو دين سمح يؤمن به أكثر من مليار ونصف المليار من الناس، بمن فيهم من المسلمون الأميركيون الذين يعملون بعضهم في هذه الشركة”.
وأضاف أنه إذا استمرت لووز “بهذا التعصب الأعمى” فإنه سيشجع الزبائن على مقاطعة متاجر “لووز” وسوف يبحث عن حلول قانونية وقضائية.
ودحض لوي مزاعم الشركة معتبرا أن سلوكها بمثابة تمييز ديني يوازي قيام الشركة ذاتها بسحب إعلاناتها من “شبكة التلفزة المسيحية” (التي تمتلك 700 ناديا) بحجة أنها تشكل خطرا لأنها تمتلك أجندة للجماعات المسيحية الراديكالية مثل “آريان نايشن”.
بدوره قال المدير القانوني في اللجنة العربية لمكافحة التمييز “أي دي سي” عبد أيوب إن المجتمع الإسلامي الأميركي لديه قوة شرائية تعادل 200 مليار دولار، وهو في هذا المجال يعتبر الأعلى في مجتمعات الأقليات، وبالتالي فأي معنى لما قامت به الشركة التي تمتلك العديد من المتاجر التي تعيش فيها مجموعات عربية وإسلامية”.
كما أصدرت “أي دي سي” بيانا صحفيا: “إنه لمن المحزن أن بعض الشركات، من بينها “لووز”، قد رضخت لمثل هذه الحملات الرخيصة التي أطلقتها مجموعات ومنظمات تنقصها المصداقية والشرعية والتي تقوم على أسس الكراهية والعنصرية تجعل من هذا الوقت أسوأ فترة في تاريخ أمتنا”.
وعبر عضو الكونغرس الأميركي عن ولاية ميشيغن جون كونيورز عن خيبة أمله لما أسماه “سقوط شركة لووز فريسة للتعصب والتخوف غير المبرر على القيم الأميركية.
وطالب كونيورز الشركة بالاعتذار للمسلمين الأميركيين معتبرا سلوك الشركة رسالة ظالمة تتبناها مجموعات معادية للمسلمين.
كما رأى “المركز الأميركي الآسيوي” أن شركة لووز ساهمت بتعزيز مواقف هذه الجماعات المعادية للإسلام والتي تساهم في خلق أجواء متعصبة حيال الأقليات مما قد يؤدي إلى ارتفاع مناسيب العنف المتصل بجرائم الكراهية.
جدير بالذكر أن عرض “أميركيون مسلمون تماما” يستضيف خمس عائلات مسلمة تعيش في منطقة ديترويت بولاية ميشيغن، ويساعد على كسر الصورة النمطية حول الإسلام والمسلمين.
كما أنه لم يصدر عن شركة “لووز” أية ردود حول هذه التعليقات والمواقف التي أدانت قيلم الشركة بسحب إعلاناتها.
Leave a Reply