ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تحت شعار “بلا رقابة: حرية الكلام والتعبير”، أقام “مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية – ميشيغن” (كير) حفله السنوي الـ 11، مساء الأحد الماضي، في فندق “حياة ريجسني” في ديربورن، بحضور حشد كبير من المسؤولين المنتخبين والشخصيات العامة والناشطين في مجالي الحقوق المدنية والدينية.
وشعار الحفل يدل، بحسب المنظمين، على أن “الحرية مرتهنة ومقيدة، خاصة بالنسبة إلى الأميركيين المسلمين في ظل المناخ السياسي السائد في الولايات المتحدة، اليوم”.
وقال مدير التوعية والتثقيف في مسجد دار الهجرة في ولاية فيرجينيا الإمام جوهري عبدالملك: “تحقيق الحرية يتطلب التنظيم، كما يتطلب الدعم المادي عبر التبرعات”. وأضاف “لا يمكنني أن أتصور كيف كانت الأمور لتجري هذا العام، لو لم تدعمنا “كير” وتوفر لنا فرصة التكلم بحرية.. الحرية ليست مجانية”.
ونوه عبدالملك بأن “كير” استطاعت أن توفر له فرصة الظهور على شاشة الـ”سي أن أن” ليشارك في النقاش الدائر حول أطروحات النائب بيتر كينغ حول “الإسلام الراديكالي في أميركا” لإضفاء نوع من التوازن على الحوار”، وأشار في الوقت نفسه إلى دور “كير” في مساندة النائب المسلم في الكونغرس الأميركي عن ولاية مينسوتا كيث أليسون ليدلي برأيه خلال جلسة الاستماع.
وكرمت “كير–ميشيغن” عميد النواب الأميركيين في الكونغرس الأميركي جون دنغل لدوره المشهود في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية، وقدمت له “جائزة إنجاز العمر”.
وتم في الحفل عرض شريط فيديو أظهر شهادة النائب دنغل خلال جلسة الاستماع، حيث تحدث بإيجابية وإعجاب عن المسلمين الأميركيين، ووصفهم بأنهم “جميعهم وبدون استثناء تقريبا مواطنون أميركيون مبدئيون وأوفياء لبلادهم، وأنهم مثل بقية الأميركيين لا يقبلون بما يهدد أمن أميركا”.
وأضاف دنغل خلال الجلسة: “أرجوك يا رئيس ويا أعضاء اللجنة (لجنة الاستماع)، أن تنتهبوا إلى أننا لا نقوم بوسم الأشخاص الطيبين بالعار، وليست لدينا شكوك حول ولاء العرب والمسلمين، كجماعات، ولا أية مجموعات أخرى من الأميركيين”. (في إشارة إلى عدم قبول تنميط العرب والمسلمين).
وانتقد دنغل الحقبة المكارثية التي عرفت بعدائها للشيوعيين وملاحقتهم والتضييق عليهم بشكل يخالف الأصول والسلوكيات المتبعة في التوقيف والتحقيق.
وشكر دنغل، “كير” على التكريم عند استلامه الدرع التكريمية، ووصفها بأنها “المنظمة التي جعلتنا فخورين” وقال “لن نكون بمأمن إذا سمحنا أن تصادر حقوقنا”.
كما قدمت “كير” في الحفل “جائزة السلام والعدالة” للضابط تود ماتشلر، في قسم شرطة مدينة كانتون، لتعاونه مع “كير” في تقويم السياسات المتبعة مع السجناء، وإطلاق مبادرة “التحالف في التصدي لجرائم الكراهية” في المدينة التي يشكل المسلمون قسما كبيرا من أبنائها.
وعرض المدير التنفيذي لـ”كير” في ميشيغن داود وليد لإنجازات المنظمة والتحديات المستقبلية. ووليد معروف بنشاطه الدائب من خلال مشاركته في المنتديات واللقاءات والمحاضرات ذات الطابع الحقوقي والمدني، إضافة إلى إطلالاته الكثيرة على وسائل الإعلام، الامر الذي يعزز من حضور المنظمة ويزيد من فعاليتها.
وقال: “إن المنظمة تبدي كامل قلقها واهتمامها عبر لقاءات شهرية مع المسؤولين المحليين والفدراليين المناط بهم تطبيق القوانين، وتنقل لهم استياءها من استخدام مخبرين وعملاء داخل المساجد بشكل يتعارض مع الحقوق المدنية، كما أنها تعمل على تفعيل معارضة إقرار مشروع قانون للهجرة في ميشيغن، على غرار “قانون أريزونا”، الذي من المحتمل أن يتسبب باستهداف الأقليات ومرتدي الأزياء الدينية”.
ونوه بأن “كير” في ميشيغن ساعدت في الإعداد لـ”يوم المسلم في الكابيتول” لإقامة لقاءات تعارف بين المسلمين ومشرعي القوانين في الولاية، فضلا عن أنها تواصلت مع العديد من وسائل الإعلام في منطقة ديترويت الكبرى وتقدمت بآراء ومواقف على غاية من الأهمية على هامش الجدل الدائر حول الإسلام، منذ دعوة النائب بيتر كينغ لجلسة استماع في مجلس النواب الأميركي حول ما يسميه “الإسلام الراديكالي في أميركا”.
وكانت “كير” قد تقدمت في الفترة الأخيرة بدعوى قضائية باسم عدد من المسلمين الأميركيين قالوا إنهم تعرضوا للتنميط، وأنهم استجوبوا لفترات طويلة، وتمت مضايقتهم بشكل غير قانوني على المنافذ الحدودية (تفاصيل صفحة ١١).
وأثنى داود على النائب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي جون كونيورز لدعوته بإجراء تحقيق فدرالي في تلك المسألة.
وكان المتحدث الرئيسي في الحفل الحائز على جائزة “بوليتزر” في العام 2004، الكاتب ليونارد بيتس، الذي يعالج في عموده الصحفي في صحيفة “ميامي هيرالد” قضايا اجتماعية متعددة، إضافة إلى مشاركته الأسبوعية في “ديترويت فري برس”.
وبدأ بيتس كلمته باقتباس للشاعر المشهور لانغستون هيوز يقول “لتكن أميركا، أميركا كما كانت، لتكن الحلم الذي كان، لتكن المهاجر الذي يبحث عن وطن ليكون حراً”.
وأشار بيتس إلى المعوقات التي تواجه المسلمين الأميركيين خلال نضالهم من أجل الحرية، ومكافحة التنميط، والعمل على قبولهم داخل المجتمع الأميركي.
ونوه إلى أن “مركز بيو للبحوث” وجد عبر دراسات إحصائية أن 30 بالمئة من الأميركيين لديهم موقف إيجابي من المسلمين، وأن 55 بالمئة من الأميركيين “يعلمون القليل جداً، أو لاشيء، عن الإسلام”.
وقال إن أشخاصاً كثيرين ينتمون إلى أقليات متنوعة سألوه كيف يمكنهم تبديد الصورة الشائعة عن الإسلام والمعلومات الخاطئة التي تروج في هذا الشأن.
وأضاف “بالطبع يمكننا أن نفعل الكثير، وأن نساعدهم، بدل الجلوس على الـ”آي باد” و”آي بود” والتساؤل ماذا يمكن أن نفعل.. ما يمكننا أن نفعله هو أن لا ندع البعض يصفون المسلمين في أميركا كما يشاؤون.. دعونا نقوم بتعريفهم على أنهم أميركيون مسلمون”. ودعا بيتس الحاضرين إلى دعم “كير-ميشيغن”، لتتمكن من العمل على مد الجسور ومحاربة التمييز، وقال: “عندما نقرأ “قسم الولاء” فهو يقول في النهاية: مع الحرية والعدالة للجميع”.
لمزيد من المعلومات يمكن زيارة: www.cairmichigan.org
نبذة عن “كير”
أنشأ النشطاء المسلمون الأميركيون عمر أحمد ونهاد عوض ورفيق جابر، مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) أو cair في عام 1994، وهو مؤسسة غير ربحية متخصصة في الدفاع عن الحقوق المدنية وحريات المسلمين الأميركيين بالإضافة إلى العمل على تحسين صورة الإسلام في أميركا، ودفع المسلمين الى المشاركة في الحياة السياسية الأميركية.
ويقع مقر “كير” الرئيس في واشنطن العاصمة ولديه ٣٣ فرعاً في٢٠ ولاية أميركية وكندا. الرئيس التنفيذي لـ”كير” على المستوى الوطني هو المهندس نهاد عوض.
Leave a Reply