المرشحة الديمقراطية لسكرتاريا الولاية جوسلين بنسون لـ«صدى الوطن»:
في الانتخابات العامة، يوم ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، سيتوجب على ناخبي ميشيغن الاختيار بين المرشحة الديمقراطية جوسلين بنسون وبين المرشحة الجمهورية ماري تردر لانغ لمنصب سكرتاريا الولاية الذي شغلته السكرتيرة الحالية روث جونسون لولايتين كاملتين، والتي لا يحق لها الترشح لولاية ثالثة.
وفي نيسان (أبريل) الماضي، كان الحزب الديمقراطي قد رشح –في مؤتمره السنوي العام– بنسون لمنصب سكرتاريا الولاية، وكان قد رشحها للمنصب نفسه في 2010 دون أن يحالفها الحظ بالفوز في الانتخابات.
وفي كلمتها، خلال المؤتمر، أكدت بنسون أنها في حال انتخابها «ستعمل لجعل فترة الانتظار في مكاتب سكرتاريا الولاية لا تتجاوز 30 دقيقة»، كما ستعمل على تحويل ميشيغن إلى نموذج للانتخابات الآمنة، إلى جانب السماح لجميع الناخبين بالإدلاء بأصواتهم غيابياً، دون الحاجة إلى إبداء أسباب ذلك.
وفي 28 أيلول (سبتمبر) الماضي، وفي إطار حملتها الانتخابية، قامت بنسون بزيارة مكاتب «صدى الوطن» بديربورن، حيث التقت بالعديد من الفعاليات العربية الأميركية، وأعادت التأكيد –خلال الاجتماع– على خططها الرامية إلى تحسين ظروف العمل في مكتب السكرتاريا بالعاصمة لانسنغ، وفي جميع فروع السكرتاريا في الولاية.
ولفتت بنسون إلى أن ما يثير حماستها حقاً «بشأن مكاتب السكرتاريا هو إشرافها على الانتخابات»، موضحة أن «استخدامنا للديمقراطية وإمكانياتنا في التصويت» يؤثران على حياة الناخبين، سواء في مجال «الرعاية الصحية أو التعليم أو الوظائف أو الأعمال الصغيرة أو إصلاح الطرق». وقالت: «إن سكرتاريا الولاية هي الحارس الرئيسي لعمليتنا الديمقراطية».
وكان تركيز بنسون على حماية حقوق التصويت، قد تكرّس خلال عملها كصحفية استقصائية في «مركز الجنوب لدراسات الفقر» بمدينة مونتغمري، في ولاية ألاباما، «وهناك.. استهلمت ضرورة العمل لضمان أن حق التصويت متاح للجميع»، بحسب تعبيرها.
وفي 2004، انتقلت إلى ولاية ميشيغن وعملت مع القاضي السابق في محكمة الاستئناف الأميركية بديترويت دايمون كيث، وكانت آنذاك في الـ27 من عمرها، وبدأت في الوقت نفسه بتدريس قانون الانتخابات في «جامعة وين ستايت».
وكان من بين مهامها البحثية، تحليل أهمية المواد الانتخابية المترجمة وضرورة الحاجة إليها، بما في ذلك لوائح الانتخابات في مدينة ديربورن، ودورها في زيادة نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع.
وكعضو في هيئة التدريس بكلية الحقوق بـ«جامعة وين ستايت»، نشرت بنسون كتاباً بعنوان «سكرتاريا الولاية: حراس العملية الديمقراطية»، ضمنته مقابلات مع مسؤولين من جميع أنحاء البلاد. وعلى خلفية نشرها لذلك الكتاب، أكدت على أنها تفهم حجم الأعباء الذي يتوجب القيام بها لتحديث نظام العمل في فروع سكرتاريا ولاية ميشيغن، بما في ذلك ضمان إمكانية التصويت الغيابي للناخبين دون الحاجة إلى إبداء الأسباب، أو التسجيل للتصويت عبر الانترنت.
وفيما يتعلق بالتصويت الغيابي، أشارت إلى أن ولاية ميشيغن ماتزال تتبع الطريقة المعتمدة منذ 1932 «حيث يتوجب على الناخبين إرسال قطعة من الورق عبر البريد».
ومع أنها ترشحت للمنصب في 2010 دون أن يحالفها الحظ بالنجاح، فقد أكدت على أنها «هذه المرة، أكثر استعداداً لتولي المنصب».
وفي 2012، أصبحت بنسون عميدة كلية الحقوق بـ«جامعة وين ستايت»، وأثبتت قدرتها على قيادة تلك المؤسسة بنجاح.
بنسون، أشارت –خلال الاجتماع– إلى أن زواجها من أحد قدامى المحاربين في الجيش الأميركي، وكذلك النظام الانتخابي الفاشل، كانا محوريين في اتخاذها القرار بإعادة ترشحها لانتخابات 2018.
ففي 2012، عندما أرسل زوجها للخدمة مع الجيش الأميركي في أفغانستان، بذلت بنسون وزوجها ما في وسعهما للحصول على بطاقة الاقتراع في الوقت المناسب، لكي يتمكن الزوج من المشاركة في الانتخابات آنذاك. لافتة إلى أنهما «أصيبا بالفزع عندما شاهدا البطاقة مختومة بعبارة: غير قابل للتسليم بالبريد»، مضيفة: «النظام (الانتخابي) فشل.. وبسبب قوانينا وسياساتنا، لم يتمكن من التصويت».
أضافت: «في بعض الولايات، هنالك خيارات أخرى لإعادة بطاقة الاقتراع بشكل أكثر فاعلية، كما أن صوت الناخب سوف يحتسب طالما تم دمغ الرسالة بالختم البريدي في يوم الانتخاب». وأكدت أنها سمعت الكثير من القصص المشابهة، من مختلف الأسر في جميع أنحاء البلاد.
أما ما نجم عن الانتخابات الرئاسية لعام 2016، فقد وصفته بنسون بأنه يشكل «تهديدات حقيقية لأمن انتخاباتنا»، مشددة على أن تلك الانتخابات كانت بين الدوافع التي حفزتها أيضاً للترشح لمنصب سكرتاريا الولاية، لمرة أخرى. وقالت: «هذا العام، انتخابات سكرتاريا الولاية.. أمر حاسم»، مضيفة: «لأن السؤال سيكون فيما إذا السكرتير مستعداً من اليوم الأول لتأمين انتخاباتنا، وأنه لدينا ديمقراطية محمية بشكل أفضل، بحيث يمكننا الوثوق بأن نتائج الانتخابات انعكاس دقيق لإرادة الشعب».
وأكدت أنه في حال فوزها بالمنصب، فسوف تريد أن «تكون من النوع الذي يوفر أوقات الناس وأموالهم ويحمي أصواتهم»، مشددة على أن خططها تتركز حول تقليص المدة الزمنية لمعاملات المواطنين إلى 30 دقيقة أو أقل.
وأوضحت أنه للقيام بذلك، فسوف يقوم مكتبها بإجراء دراسة زمنية لجميع فروع السكرتاريا في الولاية، لاستنباط طرق جديدة تحد من الازدحام داخلها، وتشمل بعض الإصلاحات، الشراكة مع الأعمال المحلية بحيث يمكن للأشخاص تجديد لصقة لوحات سياراتهم (ستيكر) خلال قيامهم بالتسوق، وإنشاء تطبيق هاتفي للخدمات، وتحسين العمليات والإجراءات في فروع السكرتاريا.
وتطرقت بنسون إلى خططها في مكافحة رسوم رخص قيادة السيارات، وتسهيل عملية التسجيل للتصويت، معربة عن أملها في توفير المزيد من الخيارات أمام الناخبين، كالتصويت في وقت مبكر، وعبرعدة أيام.
وشددت على أن «الناخبين يجب أن يكونوا قادرين على التسجيل عبر الانترنت، أو أن يتم تسجيلهم تلقائياً في سن الـ16 حين يحصلون على رخص القيادة، وبالتالي يكونون جاهزين للتصويت عندما يبلغون الـ18».
وأشارت إلى أنها ستدفع باتجاه استحصال رخص قيادة ولوحات سيارات لعدة سنوات، بحيث لا يضطر السائقون إلى تجديدها دورياً، كما أكدت أنها –في حال فوزها بالانتخابات– فسوف تقضي في كل شهر يوماً في أحد فروع السكرتاريا بالولاية، من دون الإعلام المسبق عنه، لافتة إلى أن أول زيارة لها ستكون لفرع السكرتاريا بمدينة ديربورن، في شهر كانون الأول (يناير)، للاطلاع عن قرب على سير العمل.
وقالت: «أريد معاينة فروع السكرتاريا، لا من خلال عيون المراجعين فحسب، وإنما من خلال عيون الموظفين أيضاً، وكذلك الوقوف وراء المناضد، ورؤية مع ماذا يتعامل الموظفون وكيف».
وأشارت إلى أن فريق حملتها الانتخابية قد التقى مع رجل الأعمال دان غيلبرت وفريقه في شركة «كويكين لونز»، للتعرف على طرق جديدة لتدريب الموظفين على خدمة العملاء.
واستمعت بنسون إلى تفاصيل شكاوى الحاضرين في الاجتماع من الخدمة السيئة في فرع السكرتاريا بمدينة ديربورن، بما فيها التصرفات الوقحة للموظفين وسلوكياتهم الاستعلائية على المراجعين، إضافة إلى الطوابير الطويلة التي تطيل ساعات الانتظار إلى أكثر من 3 ساعات، على خلاف مكاتب السكرتاريا في المدن المجاورة.
كما استعمت إلى المخاوف المتعلقة بعدم توظيف العرب الأميركيين في فرع مدينة ديربورن التي تضم كثافة عربية وازنة. وفي هذا السياق، أكدت بنسون على أن «مكتب السكرتاريا يجب أن يعكس طبيعة مجتمع المدينة».
وشددت على أنها ستعطي الأولوية لحماية خصوصية الناخبين واستخدام التكنولوجيا لحفظ سرية السجلات عبر بناء أنظمة دفاع مقاومة للفيروسات والقرصنة الإلكترونية للبيانات. لافتة إلى أن «ميشيغن تستخدم ماكينات التصويت الالكتروني، وهي من أكثر أنظمة التصويت أماناً في البلاد».
ولتأمين الانتخابات، وعدت بنسون بتشكيل «لجنة لأمن الانتخابات» يكون من شأنها تقديم المشورة لها باستمرار، حول كيفية ضمان أن الولاية لديها أفضل الأفكار في مجال أمن الانتخابات.
وفي ختام الاجتماع، أكدت أنها تشعر وكأنها مرشحة لمنصب سكرتاريا الولاية منذ 10 سنوات، مستدركة «خلال الأسابيع الأخيرة، وحتى يوم الانتخابات، فإن الناخبين لا يولون الاهتمام المطلوب لسباق منصب سكرتاريا الولاية».
وإبان زيارتها لمكاتب «صدى الوطن»، كانت الاستطلاعات تشير إلى تقدمها على منافستها الجمهورية بـ10–15 نقطة، فيما أكدت استطلاعات حملتها الانتخابية على أن المرشحتين متقاربتان أكثر في النتائج. وفي هذا السياق، أكدت بنسون على أنه حالما يعلم الناخبون بأهليتها للمنصب وكفاءة خططها لتحسين العمل في مكاتب السكرتاريا، فسوف يدعمونها بشكل كبير، وقالت: «التحدي الآن هو الوصول إلى الناخبين لإسماعهم أفكارنا».
Leave a Reply