بونتياك – خاص “صدى الوطن”
فعلها أبناء ديربورن… فهربت الكلمات التي يمكن أن تنصف هذا الإنجاز الذي حققه فريق “سبورتنغ ميشيغن”، ابن الثلاث سنوات فقط. تكلم “سبورتنغ” وقال كلمته وسمعها واطاعها الجميع عندما اعلن بطلاً لولاية ميشيغن وصرخ لاعبوه بالفم الملآن أمام هدير مدرجات ملعب “ألتمايت” في مدينة بونتياك “وي آر ذي شاميبونز”.
بدأ “سبورتنغ ميشيغن” بفكرة. قبل ثلاث سنوات تنادى رجالاته الاوائل ماجد صعب ومحمد حجازي وحيدر بزي وفادي بزي وحققوا اولى ثمرات الجهد والعرق ببطولة محلية بتنظيم عراقي. واليوم يخطو “سبورتنغ” أولى خطوات التألق على مستوى الولاية وبوجود كوكبة من رجال الاعمال الداعمين له، وعلى رأسهم “نادي بنت جبيل” ورجال الأعمال خليل سعد وعباس بيضون وطارق شرارة وقاسم بيضون وعلي كاعين، هؤلاء الذين صنعوا الإنجاز من خلف الكواليس.
كان مساء الأحد الماضي مجرد البداية التي انتظرها كل الجمهور اللبناني والعربي في مدينة ديربورن.
“سبورتنغ ميشيغن” فعلها وحقق اول بطولة عربية في بلاد العم سام حيث نال الفريق كأس الولاية لتجمع اتحادات كرة القدم في ميشيغن، ليصنع تاريخاً سيبقى محفورا في ذاكرة الجالية. فقد تمكن هذا الفريق من فرض نفسه كبيرا جدا بين كبار الولاية واركع كل من واجهه محققا بطولة “كأس الولاية” التي شاركت فيها أقوى وأقدم الفرق الاميركية.
الإنجاز ما كان ليتحقق لولا مواكبة جماهيرية لحقت الفريق الى مدينة بونتياك، وبحضور الداعمين عباس بيضون وقاسم بيضون وعلي كاعين ومجموعة من رجال الاعمال (غاب خليل سعد وطارق شرارة لوجودهما خارج الولاية)، الذين رأوا بأم اعينهم ان الفخر الذي افتقدوه في لبنان وجدوه عبر الكوكبة من الموهوبين الذي لقنوا جميع الفرق دروسا في كرة القدم والأداء الجماعي.
يوم الأحد الماضي تقابل “سبورتنغ ميشيغن” مع فريق “سلتيك” الاميركي وأذله نتيجة وأداء وفاز عليه بنتيجة 5-3 في ارفع وافضل آداء يقدمه هذا الفريق والذي ما زال امامه بطولة الدوري التي اصبح ضمن الفرق المنافسة على اللقب بعد ان نفض عنه آثار البداية المتعثرة هذا الموسم.
بداية المباراة كانت بجس نبض سرعان ما فرض لاعبو “سبورتنغ ميشيغن” سطوتهم وسيطرتهم على منطقة المناورات ودكوا مرمى خصومهم من كل الجهات، وكان نجم المباراة المهاجم أحمد زريق الذي كان في قمة مستواه فأقلق راحة دفاع “السلتيك”.
ومن تمريرة أولى من اللاعب السنغالي “مصطفى” الى أحمد زريق الذي انفرد بالحارس وسدد في المرمى معلنا افتتاح التسجيل 1-0 في الدقيقة 14 .
ولم يكتف لاعبو “سبورتنغ ميشيغن” بذلك بل مرر احمد زريق عرضية الى مودي سعد الذي سدد صاروخية صدها حارس “سلتيك” نجم المباراة باعجاز في الدقيقة 26.
وبعدها بدقيقة وإثر عرضية أخرى من احمد زريق يسدد مصطفى بزي رأسية ينقذها مجددا حارس “سلتيك” الى ركنية. وبنفس الدقيقة تسديدة بعيدة على مرمى الاسد اللبناني قاسم بزي الذي ينقذ الموقف.
وبعد البداية الطيبة لـ”سبورتنغ” اجرى المدرب عملية اعادة انتشار غير موفقة للاعبين في الملعب حيث حول كابتن الفريق حسن قبوط الى يمين الوسط واعاد مصطفى بزي الى يسار الوسط فانكشف هذا الخط وكانت نتيجته هدفين صورة طبق الاصل عن بعضهما في الدقيقتين 29 و32 ليتقدم سلتيك 2-1، وسط حالة من الذهول ألقت بظلالها على الجمهور قبل اللاعبين.
ويرد اللبنانيون بقوة، ففي الدقيقة 34 جاء رد “سبورتنغ” حيث سدد مودي سعد صاروخية من نقطة البنالتي يصدها الحارس بطريقة اذهلت الجميع. وفي الدقيقة 44 يسدد مودي سعد ضربة حرة مباشرة ينقذها مجدد الحارس باعجاز رائع.
في الشوط الثاني كان لإنزال خليل مروة في جهة اليسار فعل السحر حيث بدأت بوادر الفوز تلوح منذ الدقيقة الـ46 عندما سدد احمد زريق كرة قوية صدها مجددا الحارس، ولكن قال خليل مروة كلمته وفك طلاسم حارس “السلتيك” عندما مرر احمد زريق كرة “مقشرة” له على الجهة اليسرى فدخل بها منطقة الجزاء وسدد في المرمى هدف التعادل في الدقيقة 49.
في الدقيقة 52 سلسلة تمريرات بطلها احمد زريق عندما مرر كرة رائعة الى “أوين” الذي حضرها برأسه الى مودي سعد الذي يسدد رائعة لتجد الحارس مجدداً، ولكن اعلنت الدقيقة 55 عن هدف التقدم اللبناني عندما مر مصطفى بزي عن عدة لاعبين مرر الكرة على اثرها لاحمد زريق الذي سدد في المرمى 3-2.
وتابع اللبنانيون ضغطهم على مرمى “سلتيك”. وفي الدقيقة 57 ضربة حرة مباشرة نفذها احمد زريق وتصدى لها الحارس باعجاز الى ركنية وأخرى بعدها بدقيقة مشابهة تماما تمسح العارضة.
وفي الدقيقة 63 يقطع نجم الوسط مصطفى بزي كرة ويمررها الى مودي سعد الذي يتقدم بها ويسدد كرة قوية يعجز الحارس عن التصدي لها لتعلن الهدف الرابع 4-2 وسط فرحة هستيرية في المدرجات. والدقيقة 71 حملت الهدف الخامس للمبدع مصطفى بزي الذي يتلقى تمريرة رائعة خلف الدفاع من “فيكتور” تقدم بها وسدد من تحت الحارس 5-2، وبدت المباراة تميل كلياً لمصلحة “سبورتنغ ميشيغن” وبدا ان كل لحظة مرشحة لتسجيل هدف جديد، ولكن كان للمدرب رأي آخر عندما تلاعب مجددا بالتشكيلة واخرج خليل مروة و”أوين” ليعطي ظهيري “سلتيك” حرية التحرك والضغط فكانت النتيجة الهدف الثالث “للسلتيك” في الدقيقة 79، إثر دربكة امام المرمى 5-3 ، وما تبقى من وقت ضغط “السلتيك” بقوة على مرمى “سبورتنغ” ولكن يقظة الدفاع والحارس حالت دون التعديل لتنتهي المباراة بفوز لبناني رائع.
وبعد صافرة المباراة استلم قائد الفريق الكابتن حسن قبوط كأس البطولة واللاعبون الميداليات الذهبية وسط فرحة عارمة عمت ارجاء الملعب والحضور.
على الهامش
– حضر جمهور لبناني وعربي كبير واكب الفريق ولم يحتمل طبل العزف الفرحة فتمزق.
– كل اللاعبين كانوا نجوما فوق العادة ونجمهم الاول كان احمد زريق تمريرا وتسجيلا حيث سجل هدفين.
– واكب جمهور لا بأس به اللاعب حسين دكروب.
– “سبورتنغ ميشيغن” يلعب ويفوز بهمة وحيوية لاعبيه وحبهم للنادي وليس بخطط المدرب لان تبديلاته كانت في معظمها خاطئة وعندما كان يصححها، كان يعود ليمر بنفس الاخطاء.
– أثبت حسن قبوط انه كابتن بكل ما للكلمة من معنى داخل الملعب وخارجه عندما تصدى لمحاولة تسجيل “هدف غير رياضي” وعلى مرأى من جميع اللاعبين، ومَنَع تسجيله وكانت النتيجة ان سُجِّل بطريقة معاكسة
Leave a Reply