الاقتصاد بدل الحرب والإرهاب في الانتخابات
واشنطن – تغيرت المواضيع الرئيسية في حملة الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية وباتت تركز على الانشغالات الاقتصادية بعدما أصبحت مسائل الوظائف والدخل والرعاية الاجتماعية والسكن تطغى على حديث الحرب في العراق وأفغانستان وما يصطلح عليه بـ«الخطر الإرهابي».وفي معسكر الحزب الديمقراطي تراهن السيناتور هيلاري كلينتون بصورة خاصة على أطروحاتها الاقتصادية للفوز في الاقتراع الذي سيجرى في ولاية نيفادا هذا السبت.وأعلن فريق الحملة الانتخابية لكلينتون أنها «ستأخذ الوقت الكافي للاستماع إلى الموظفين وأصحاب المؤسسات الصغرى والعاملين والمزارعين وأولئك الذين يحركون عجلة البلاد يوما بعد يوم».وعرضت كلينتون على الكونغرس إجراء مفاوضات سريعة مع البيت الأبيض بشأن تخصيص سبعين مليار دولار لاتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة الفئات الأكثر فقرا، واقترحت أن تخصص ثلاثين مليارا من هذه المساعدات لضحايا أزمة القروض العقارية عالية المخاطر.وبعدما تصدرت كلينتون لفترة طويلة منافسيها بفارق كبير في ولاية نيفادا حسب التوقعات، تواجه الآن منافسة شديدة من السيناتور باراك أوباما حيث كسب دعم النقابات الكبرى في قطاع الفنادق الذي يشكل محركا أساسيا لاقتصاد ولاية نيفادا القائم على الكازينوهات.وبدوره عمد أوباما إلى التركيز على موضوع الاقتصاد الذي سيكون محور «طاولة مستديرة» تنظم في كاليفورنيا، وهي الولاية التي قد تحسم الترشيح الديمقراطي في يوم الاستحقاق الأكبر في الخامس من شباط حيث تنظم انتخابات في عشرين ولاية. واقترح أوباما تخصيص مبلغ 75مليار دولار لمساعدة الموظفين والمتقاعدين ذوي الدخل المتدني، كما دعا إلى إنشاء صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لمساعدة الملاك الذين يواجهون خطر مصادرة أملاكهم، وإنشاء صندوق آخر بقيمة مماثلة لدعم الولايات التي تعاني من عجز في الميزانية.
تمويل الحملاتيلف الغموض التام نتائج السباق الى البيت الابيض الا ان الامر الاكيد هو ان الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة ستكون الاعلى كلفة في تاريخ الولايات المتحدة.وستصل نفقات الحملة الانتخابية الجارية حاليا بحلول الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم الى ما لا يقل عن مليار دولار، حتى ان مجلة «فورتشن» اوردت رقم ثلاثة مليارات دولار.وعلى سبيل المقارنة، وصلت كلفة الحملة الانتخابية الماضية عام 2004الى 693مليون دولار وقد اعتبرت آنذاك باهظة. وقبل عشرين عاما في 1988، كلفت الانتخابات الرئاسية 59مليون دولار، كما يذكر المؤرخون بان ابراهام لينكولن انفق عام 1860حوالي مئة الف دولار للوصول الى سدة الرئاسة.ويضاعف المرشحون الديموقراطيون والجمهوريون على حد سواء جهودهم لجمع اكبر قدر ممكن من الاموال مع اقتراب الاستحقاقات القادمة ولا سيما الاستحقاق الاكبر الثلاثاء الخامس من شباط (فبراير) حيث تنظم انتخابات تمهيدية في عشرين ولاية من بينها نيويورك وكاليفورنيا.ولن تنشر اللجنة الانتخابية الفدرالية كشوفات حسابات المرشحين للعام 2007قبل 31كانون الثاني (يناير). غير ان فريق حملة الديموقراطية هيلاري كلينتون يفيد انها جمعت ما يقارب 115مليون دولار عام 2007من بينها 24مليونا خلال الفصل الاخير من السنة.ويعتقد ان خصمها الرئيسي باراك اوباما جمع حوالي 103ملايين دولار عام 2007من ضمنها 22,5مليونا خلال الفصل الاخير من السنة.كما جمع المرشحان ملايين اضافية من الدولارات (اكثر من ستة ملايين لكلينتون وثمانية ملايين لاوباما) بعد المجالس الانتخابية (كوكس) في ايوا والانتخابات التمهيدية في نيوهامبشر.ولا تمانع فرق حملات المرشحين في كشف المبالغ التي تدخل الى صناديق التمويل، الا انها تمتنع عن تحديد مستوى التمويل الفعلي الذي يحظى به المرشحون.واعلن فريق الجمهوري رودولف جولياني مؤخراً ان عمدة نيويورك السابق المتخلف في استطلاعات الرأي يملك حاليا 12,7مليون دولار، بينها سبعة ملايين فقط متوافرة لتمويل حملة الانتخابات التمهيدية.وتخطت الاموال التي جمعها جولياني 47مليون دولار في نهاية الفصل الثالث من العام 2007وقد ركز حملته على فلوريدا حيث تجري الانتخابات التمهيدية في 29كانون الثاني الجاري.وانفق حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني حتى الان 17مليون دولار من امواله الخاصة لتمويل حملته وصرح مطلع الاسبوع الماضي انه انفق المزيد من امواله الخاصة لتمويل حملته في ميشيغن.ورجل الاعمال المورموني الثري هو بالتاكيد المرشح الذي انفق اكبر قدر من الاموال وتشير حسابات حملته حتى 30ايلول (سبتمبر) 2007الى انه انفق معدل مئة الف دولار في اليوم خلال الاشهر التسعة الاولى من العام 2007غير ان فوز مايك هاكابي في ايوا وجون ماكين في نيوهامشير اثبت ان المال وحده لا يكفي، اذ بدت حملة ماكين قبل ستة اشهر معطلة فيما لم يجمع القس المعمداني السابق هاكابي سوى ما يزيد بقليل عن مليوني دولار حتى نهاية ايلول 2007وبما ان تحقيق انتصار يزيد من فرص المرشح، فقد جمع بموازاة ارتفاع حظوظه في استطلاعات الرأي ثمانية ملايين دولار خلال الفصل الاخير من السنة ومليونين اضافيين خلال النصف الاول من كانون الثاني بعد مجالس ايوا مباشرة.
Leave a Reply