بالأمس جاءني وعلى حين غفلة عفريتُ الرَبـْع الخالي في من يأتي من سفر على عجلٍّ محمومٍّ! .الشررُ يتطاير من عينيّه أشعثٌ أغبرٌمرعبٌ ، لكنّ بإسم الله أسكنته خاطبته هدأت من روعه.قلت له: ما حلّ بك؟ وأعرفك لا تأتي الحضرّ مذ حظـّرتُ عليك إلاّ لأمرٍّ مروعٍّ ، يتفطر منه فؤادٌ ، ينصدع منه صدغ، ألمٌ مبرحٌ لا يُتحمل .فأجاب والشَعرُ منه قطط كالفلفل وكفه يقتلع ينثر ذاك الشعرَ من رأسٍّ يشتعلُ كالمجمر.قال: بالأمس هبت ريحُ الصحراء، غبارٌ يعلو كالمارد سماءَ الَرَبْـعِّ. فيه كلام، فيه سلام، فيه شتم، فيه ألمٌ، فيه غضب الأيا ، إلى أن وقعتْ على أمِّ الرأس صحيفة شقتْ حيث وقعتْ! ما زال الرأس فيه النزفُ مذ أنْ وقعتْ ثقلـُها في أسطـُرها ، وفيها الذلّ ، شكوى يحملها أناسٌ إلى أممٍّ أجتمعتْ هيئتها منذ عهود، تصدرُ قرارات لا تـَنـْفذ إلاّ بالكأد 4.حلتّ ويلاتٌ هتكت حرماتٌ فنيّ شعوبٌ وما زالت تلك القرراتُ حبرا مهدورا. فهدرتْ في نفسي كلماتُ هجاء، فتلك الشكوى نفط أشعل في نطقي بركان، صغـْتُ كلمات بلغتي، كلامٌ أعجز عن صوغه بكلام بشريٌّ مفهوم، فأنا العفريت المهمول بالرَبـْع الخالي فصغه إن شئت بكلام من جُعلوا خلفاء لله!وكخليفة ربٍّ من بشر صْغتُ الكلمات بأمانة نِسْبَتـُها لعفريتٍّ سخّره المولى لأهل الحق! وما يفهم بلغتنا قال التالي :قرأت أنّ لدى الأوسطييّن في برِّ الشام دعوة! يدعمهم فيها أصحاب النفط .دعوة لها طنينُ بعوضة لا طنينُ الأجراس!كأجراس كنيسة مهدٍّ مأسورٍّ ولا حتى صوت آذان الأقصى المغصوب!.قلت: يا ترى على من تلك الدعوة ؟فقرأت ضمن الدعوة أنّ تراث المنطقة يختلسُ.فزدت عجبا أيُّ تراث هذا المستهدف، قلت لنفسي؟فوجدت على صفحات خطـّتْ ممهورة بأسماء صحون!صحنُ الحمصُّ ،وصحنُ فلافلِّ، وصحنُ تبولة حراقة ولا أنسى (غنوج البابا) الذي ختموا دعواهم فيه!.يا للهول من هم هؤلاء أبناء «القبيحة» الذين يريدون السطوَّ على خير تراث؟فأكملت النظر في الدعوة المكتوبة فكانت ضدّ اليهودٍّ!فصرخت صرخة لو سمعتها نساء الدنيا لأضحين عواقرّ، والفحل من رجال الإنسِّ لأمسى عقيما.اليهود، أعداءُ الربِّ المعبودِّ؟يا للهول أولآءِ الذين أغتصبوا أراضينا الحرة والقوم شهود؟قوم سكتوا قوم صمّوا والعين تشهد لكن عمياء!قوم كقرود العبرة، لا ترى، لا تنطق، لاتسمع!أولئك شهداء الزور منهم قائم منهم راكع والكلُّ سجود!بخشوع كلٌ يدعو وبصمتٍّ،صمتٍّ كلٌ يدعو وبخشوع!أحفظ يا ليفي كراسينا ولك ما شئتَ،أحفظ يا سامُ ملاهينا ولك الأبار.إلاّ تراث الأجداد ،إلاّ تراث الأمجاد، إلاّ تراث الأحفاد، من طيب طعام!فيا ويلاه! يا للعار! دعواهم دعوى الثكلى، فيا ويلاه يا للعار!فالعارُ لكم يا من تشكون، بلّ العارُ عليكم يا من تدعون!من نفخ وملىء بطونكم المندحقة ريحا عفناً نتناً تبكون عليه!وعزتكم تذبح في غزة ، قتلا قهرا وتجويع الشعب الآمن، أليس بعار؟لما لا تنتحبون؟أنا أعلم!لما لا تبكون؟أنا أعلموكل من له دمع في محجره يعلم!لما لا تبكون ولا تنتحبون.قد جفّ الدمع بمحاجركم والحق أقول…العين الوقحة لا دمع لها بالأصلِّ ولا مجرى له!!يا من فرطتم بأمتكم، يا من فرطتم بألأعراض، يا أصحاب الشرف المهدور.أغتصبتْ أرضٌ هجرّ شعبٌ فلا ركس لكم بل أنتم أموات!يا من لقرصِّ فلافلكم حظٌّ منكم ونال الحمص بطحينه عنايتكم!فالأول ولولة نالَّ والثاني بكاءُ ثكالى.أما التبولة آآآهٍّ من خضرتها هي منكم أجمل، والله هي أجمل منكم!أجمل من يبوسة جلدٍّ لا يشعر بسوط الجلاّد!والبابا غنوج يا (مدللّ) أحببه علوج!مبهوج من قدمه لهم، والظهر لآكله مسروج (أمرك أفندوم)!آآآهٍّ منكم آآآهٍّ منكم!من أنتم؟، يا من يرفع شكوى أمام أمم صماء. بل مــــــــأ أنتم؟أنتم! هـا هــــا هـــــا! أنتم أولى من أبناء القردة بذاك النعت.يا أصحاب العيون الوقحة يا من فرطتـّم، وضحكة أشداقكم حتى الأذن.آآآه منكم آآآه منكم..يـــــــا أبناء «القبيحة»، يـــــــــــــــا أبناء «القبيحة»!إلى هنا إنتهى كلام العفريت.وبلغة العفريت كلمة «القبيحة» لولا التعديل بتصرف لكان سباباً فاحشاً، لا مخففاً.ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلىميشيغن- الولايات المتحدة الأميركية
Leave a Reply