مريم شهاب
«يجب مقاطعة ديربورن وعدم التسوق من أسواقها وعدم التعامل مع أحد من «الديربونيين» العرب «لأنهم مسلمون متخلفون». عبارات كهذه يحق للمذيع «اللميع» أن ينفخ صدره وريشه، وأن ينفعل ويقولها في مجلس خاص به، ويحق له كرجل «شايف حالو ومش مصدّق» وذي إدراك محدود لفكرة الاختلاف، أن يتشنج فيطلقها كشتيمة من متلازمات شتائمه الكثيرة فلا تسمعها إلا أسرته الصغيرة، وأصدقاؤه المعدودون الذين يدورون حوله كالطاووس المغرور فلا يحاسبه عليها أحد.
ما لا يحق له هو إطلاق تلك العبارات بصفته كما يدعي «بزنيس مان» وإعلامي، وغيرها من الألقاب «الصدامية» نسبة إلى ملهمه صدام حسين، التي ينعت بها نفسه، وعلى هواء الإذاعة ويفتح «مجارير» الهواء لتعليقات شلته من مؤازريه المستمعين، لرفع منسوب الشتائم كالعادة للإسلام والمسلمين وللنبي محمد (ص) ولكل ناطق بالعربية حتى الأرض «اللي بتتكلم عربي» تغيظه وترفع ضغطه ولا يسلم أحد من شرور لسانه وانفعالاته وحنقه على كل ماهو عربي.
هذه المشاعر ضارة لصحتك وقلبك ياحضرة الأستاذ الجهبذ الفهمان و«الهاي سمارت». شتائمك ومسبات مستمعيك الفهمانين مثل جنابك، للدين الإسلامي، ماهي إلا «كركعة» حصى تتدحرج من فوق الجبل. وأما دعوتك لأهلك وذويك وفصيلتك التي تؤويك لمقاطعة أسواق ديربورن وعدم زيارتها، فالأرزاق على الله، يرزق من يشاء بغير حساب، والخط المباشر مع الله لا يستقبل إلا الكلام والدعاء الطيب. أما الكلام الخبيث فمردودٌ على قائليه.
وبما ان الدنيا سائبة، في حلقته الإذاعية الأخيرة، التي كانت مفتعلة تماماً، رفع المذيع الفرعون عقيرته بالانتقاص والاستهزاء من حضارة العرب والمسلمين سائلا إياهم على طريقة القذافي: من أنتم ومن تكونوا وماذا قدمتم للعالم؟؟
وحتى لا تصيبه «الجلطة»: من كثرة الإنفعال والإسهال أقول له وفّر كلامك القبيح، لأنه مثل نقيق الضفادع في ليلة مقمرة والحضارة العربية الإسلامية ليست بحاجة لشهادة من مستمعيك «المطبلين والمزمرين» لك. الحضارة العربية مثلها مثل الحضارات القديمة كان لها الوهج العلمي وطورت علوم السابقين. وجاد التراث العربي بالأخلاق والفنون والشعر والموسيقى وتدّفق الفيض العلمي في زمن إحترم به العرب والمسلمون حرية التفكير والتعبير. ثم خلف العرب، الأعراب الأشد نفاقاً، الذين أعماهم الثراء الفاحش فتركوا العلم والصلاة واتبعوا الفسق والشهوات، نسوا الله فأنساهم أنفسهم وكانوا من الخاسرين، تركوا دينهم الحنيف وأخلاق العرب الأصيلة واخترعوا لأنفسهم أحزاب ومذاهب ونصبوا سفهاءهم ملوكا وصاروا عبرة بين البشر، والآن تأكل نيرانهم حطبهم.
هؤلاء الأعراب الكفرة الفجرة يستحقون الشتم، أما العرب الشرفاء وإن كانوا قليلون فهم كرام يمشون في الأرض هونا وإذا خاطبهم السفهاء والجهلاء قالوا سلاما.
أخيرا كلمة أوجهها لوجه الله للمذيع «اللميح»، صحيح و«مظبوط» أن أرض العراق سكنها المسيحيون قبل المسلمين، ولكن «إن كنت ناسي أفكّرك» بأن اليهود كانوا قبل المسيحيين وجاؤوا بعد الوثنيين واستوطنوا أرض الرافدين وهاهم عائدون إليها …هللويا.
Leave a Reply