طهران – تصاعد التوتر العسكري حول منطقة مضيق هرمز بين ايران وأميركا إلى ذروة جديدة، مع التهديد الذي أصدره قائد الجيش الايراني باتخاذ إجراءات إذا أعادت البحرية الأميركية حاملة طائرات لها إلى الخليج بعد مناورات استمرت لعشرة أيام، وهو ما قابله تأكيد أميركي على الانتشار البحري في المنطقة، وعلى السعي لتجنب التصعيد والمواجهة حول هرمز. وتزامن ذلك مع رفض الاتحاد الأوروبي طلب ايران تحديد مكان وزمان لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي، قبل ردّ طهران على اقتراحات الاتحاد الذي يواصل بقيادة فرنسا حملته لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.
لكن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو قال لدى عودته من طهران ان المسؤولين الايرانيين ابلغوه باستعداد بلادهم لاسئتناف المحادثات مع الغرب بشأن البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. وأضاف اوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الياباني الزائر كوشيرو غيمبا ان المسؤولين الايرانيين الذين التقاهم خلال زيارته الى طهران اكدوا له ان ايران مصممة على استئناف المحادثات المتوقفة بشأن برنامجها النووي مع مجموعة الدول الست التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين إضافة إلى ألمانيا.
وكان موضوع الملف النووي الايراني احد الموضوعات التي بحثها أوغلو مع المسؤولين الايرانيين في طهران لا سيما مع نظيره علي اكبر صالحي والرئيس محمود أحمدي نجاد. كما بحث الوضع في العراق في ظل الازمة بين ائتلافي الحكومة العراقية الى جانب الأزمة السورية ومسألة نشر الدرع الصاروخي الاميركي المرتقب في تركيا.
ويرى المراقبون أن موقف إيران الداعم للنظام السوري سرع في عملية الضغوط على الجمهورية الإسلامية، التي تحاول طهران امتصاصها عبر الوعيد من جهة، وعبر إعلان نية العودة الى المفاوضات حول الملف النووي من جهة أخرى.
عقوبات اقتصادية
الضغط على إيران تواصل الأسبوع الماضي، وأخذ منحى اقتصادياً، فقد وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما، السبت الماضي، قانون تمويل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يتضمن عقوبات جديدة على المؤسسات المالية التي تتعامل مع البنك المركزي الإيراني. وتهدف العقوبات الجديدة على إيران في المشروع الذي وافق عليه الكونغرس الأسبوع الماضي إلى تقليل الإيرادات النفطية، لكنه يعطي الرئيس الأميركي سلطات لتعليق العقوبات عند الضرورة.
وقال مسؤولون أميركيون كبار إن واشنطن تعمل مع شركائها الأجانب لضمان أن تتمكن العقوبات من إحداث أثرها دون الإضرار بأسواق الطاقة العالمية، وأكدوا أن مشروع القانون لن يؤدي إلى تغيير إستراتيجية الولايات المتحدة للتواصل مع إيران.
كما رحّبت الولايات المتحدة الأربعاء الماضي بالاتفاق المبدئي، الذي توصلت إليه دول الاتحاد الأوروبي، لفرض حظر على شراء النفط الإيراني واعتبرته “خبرا سارا جدا”..
وأعلن دبلوماسي أوروبي لوكالة “فرانس برس” أن “هناك اتفاقا مبدئيا للمضي قدما” بشأن حظر نفطي. لكن “لا يزال هناك الكثير من العمل” حول هذا الملف. وقد يتقرر فرض حظر أوروبي على النفط الإيراني خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية في الثلاثين من كانون الثاني (يناير)، كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في لشبونة، الثلاثاء الماضي.
التهديد والردّ
وقال قائد الجيش الإيراني عطاء الله صالحي إن الولايات المتحدة حركت حاملة طائرات إلى خارج الخليج بسبب مناورات بحرية إيرانية وإن إيران ستتخذ إجراءات إذا عادت حاملة الطائرات إلى الخليج. ولم يذكر البيان اسم الحاملة الأميركية ولكن حاملة الطائرات “جون سي ستينيز” تقود قوة بحرية في المنطقة ونشر الموقع الإلكتروني للأسطول الخامس الأميركي الأسبوع الماضي صورة لها في بحر العرب. وقال صالحي “إيران لن تكرر تحذيرها… حاملة طائرات العدو حركت الى بحر عمان بسبب مناوراتنا. أوصي حاملة الطائرات الاميركية مشددا بألا تعود الى الخليج الفارسي”. وأضاف “أنصحهم وأوصيهم وأحذرهم من عودة هذه الحاملة لأنه ليس من عادتنا أن نحذر أكثر من مرة”.
وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي بيل سبيكس إن “انتشار الوحدات العسكرية الأميركية في منطقة الخليج سيتواصل كما كان منذ عقود”، مضيفا أن “البحرية الأميركية تعمل ضمن الاتفاقيات البحرية الدولية للمحافظة على حالة يقظة عالية من أجل ضمان التدفق المستمر للحركة البحرية في الممرات الحساسة للتجارة العالمية”.
Leave a Reply