طهران – مر الإعلان الإيراني باحكام السيطرة على مضيق هرمز، باقامة قاعدة عسكرية جديدة، من دون ان يلفت انتباه الولايات المتحدة المنشغلة بأزمتها الإقتصادية، رغم ان سفنها الحربية في مياه الخليج يمكن ان تكون من بين أول ما يستهدفه الوضع الإستراتيجي الجديد.وبرغم ان تقديرات الخبراء تكاد تجمع على استبعاد حصول مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، إلا ان التمدد العسكري الإيراني يظل مصدر قلق حقيقي لدول المنطقة. وفي الأقل فانه يساهم في تغيير موازين القوى الى حد يجعل طهران في وضع افضل في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بالترتيبات الأمنية في المنطقة.ويمثل الإعلان الإيراني نوعا من أعمال التذكير بقدرة إيران على الابتزاز وذلك بالتلويح الى ان الممر المائي الذي تمر عبره معظم صادرات النفط من العراق والكويت وقطر والبحرين والإمارات والسعودية، يمكن ان يُغلق في أي وقت.ولم تصدر، حتى الآن على الأقل، أي تعليقات من جانب الولايات المتحدة حول التطور الجديد.وكان قائد البحرية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري اعلن الثلاثاء الماضي ان ايران اقامت قاعدة بحرية جديدة شرق مضيق هرمز الاستراتيجي لتعزيز مراقبتها العسكرية على مياه الخليج.وقال سياري «مع فتح هذه القاعدة البحرية الجديدة تم انشاء خط دفاعي جديد شرق مضيق هرمز».واضاف «بامكاننا منع دخول اي وحدة بحرية عدوة الى المنطقة الاستراتيجية بالخليج الفارسي اذا اقضت الضرورة» مؤكدا ان القاعدة تقع في ميناء جسك في بحر عمان.وتابع ان «الجيش في حاجة الى قواعد جديدة في بحر عمان نظرا لانتشار قوات اجنبية عن المنطقة في المياه المحيطة بايران».ويعبر نحو 04 بالمئة من النفط العالمي مضيق هرمز الذي يفصل ايران في الشمال عن سلطة عمان والامارات في الجنوب.وحذرت ايران مرارا من انها ستغلق المضيق اذا تعرضت منشآتها النووية لهجوم.وتشتبه عدة دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، في ان ايران تسعى لصنع القنبلة النووية تحت غطاء برنامج نووي مدني.ولذلك تدعوها بالحاح الى تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم لكن طهران ترفض قطعا مؤكدة ان ليس لها اغراضا عسكرية. ولم تستبعد الولايات المتحدة واسرائيل شن غارات على الجمهورية الاسلامية.
ووصف نائب قائد الجيش الايراني الجنرال سيد عبد الرحيم موسوي الثلاثاء ان حاملات طائرات الاعداء «مثل عناصر العاب الكمبيوتر» تحت بصر القوات المسلحة الايرانية.واشار موسوي الى ان القاعدة البحرية الجديدة في جاسك ستعمل «كحاجز حماية للمناطق الشرقية في مضيق هرمز وبحر عمان». وكان موسوي اعلن الاثنين أن الجيش أقام خطا دفاعيا في شرق مضيق هرمز وبحر عمان لكي يسيطر على هاتين المنطقتين والمحيط الهندي.ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن موسوي قوله إن «قواتنا المسلحة كانت تجهز نفسها في السابق لمواجهة عدو إقليمي إلا أننا نواجه اليوم تهديدا من خارج الحدود».وأضاف إن «الهدف من تأسيس المنطقة البحرية الثانية في ميناء جاسك هو الحفاظ على العمق الاستراتيجي للخليج وشّل حركة قوات المعتدين في حالة عدوانهم المحتمل» ضد إيران.وقال وكيل القائد العام للقوات الإيرانية المسلحة محمد حجازي أن إيران تريد الأمن والاستقرار والسلام للجميع، «لكن قواتها سترد الصاع صاعين لكل من تسّول له نفسه التفكير بشن العدوان عليها».
Leave a Reply