طهران استوعبت الضربة الافتتاحية .. ونتنياهو يفشل في جرّ ترامب إلى الحرب .. حتى الآن
التقرير الأسبوعي
لم تحتَجْ طهران لأكثر من بضع ساعات لاستعادة توازنها واستيعاب الضربة الإسرائيلية «الافتتاحية» التي أودت بكبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين فجر الجمعة 13 حزيران (يونيو) الجاري، وردّت بقوة وندية في قلب الكيان الإسرائيلي، مطلقةً مواجهة مفتوحة مع دولة الاحتلال التي تعرضت على مدار الأسبوع الماضي لموجات متتالية من الصواريخ الإيرانية الثقيلة، بينما واصلت إسرائيل عبر سلاح الجو وعملائها في الداخل الإيراني استهداف المنشآت والمواقع الحيوية في الجمهورية الإسلامية، ولاسيما ذات الصلة بالبرنامج النووي والصواريخ الباليستية.
وعلى وقع مشاهد الدمار الهائل وغير المسبوق التي جلبها «الوعد الصادق» الإيراني على مختلف المدن الإسرائيلية، بما في ذلك قلب تل أبيب، لم يظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب –رغم مرور أسبوع كامل على المواجهة– أي رغبة معلنة بالانخراط في عملية «الأسد الصاعد» التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني، وصولاً إلى إسقاط نظام طهران.
فبعد أسبوع حافل بتصريحات ترامب التصعيدية بوجه إيران، منح الرئيس الأميركي، نفسه، مهلة أسبوعين لحسم موقفه من الاستجابة لضغوط نتنياهو وحلفاء إسرائيل في واشنطن، وسط مخاوف إسرائيلية متزايدة من دخول حرب استنزاف لا تريدها تل أبيب في ظل حالة الإحباط التي تعيشها الجبهة الداخلية التي قد لا تستطيع الصمود لمدة أسبوعين إضافيين تحت موجات الصواريخ الإيرانية التصاعدية، سواء من حيث قوتها التدميرية أو قدرتها على تجاوز طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وبينما يتردد ترامب أمام حسابات سياسية معقدة، ومخاوف من الدخول في نزاع طويل الأمد لا يمكن التنبؤ بنتائجه، لا يستبعد البعض في واشنطن وتل أبيب، احتمال التحرك الأميركي المباشر، «إذا توافرت الشروط المناسبة»، وهو خيار لا يبدو مستبعداً، من بوابة عجز تل أبيب عن ضرب منشأة «فوردو» المحصّنة، التي تعتبر قلب المشروع النووي الإيراني.
من جانبها، حذرت طهران بشدة، واشنطن من استهدافها، مهددة باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة، فضلاً عن خطر إغلاق مضيق هرمز الذي يعتبر مصدر إمدادات الطاقة الأول في العالم، ناهيك عن احتمال انخراط حلفاء إيران في المواجهة، سواء عبر الدول الصديقة أو فصائل المقاومة.
ورغم تبجّحها بتحقيق نجاحات عسكرية واستخباراتية ضد إيران، شملت قصف مفاعلي «آراك» و«نطنز» ومنشآت نووية أخرى، تدعي إسرائيل عجزها عن ضرب أهمّ هدف إستراتيجي من منظورها، وهو منشأة «فوردو» النووية، التي تقبع تحت طبقات سميكة من الأرض والصخور، ولا يمكن ادّعاء النصر من دون تدميرها.
وإزاء ذلك، تتصاعد التكهنات حول إمكانية تدخل واشنطن عسكرياً لضرب المنشأة، التي بُنيت على عمق كبير داخل جبل، مما يجعل استهدافها تحدياً تقنياً وعسكرياً صعباً. وبحسب الخبراء، فإن الوسيلة الوحيدة الفعالة لإلحاق أضرار جدية بهذه المنشأة هي استخدام أم القنابل الخارقة للتحصينات GBU–57A/B، التي تمتلكها الولايات المتحدة حصراً، وهي قنبلة تزن 30 ألف باوند، وتُعتبر سلاحاً دقيقاً وموجهاً إلكترونياً، ويمكن حمله فقط بواسطة الطائرة الخفية «B–2»، وهي الوحيدة القادرة فنياً على تنفيذ مثل هذه المهمة.
ومن الناحية العملية، فإن استخدام هذه القنبلة يتطلب تدخلاً أميركياً مباشراً، عبر إرسال طائرات أميركية مزودة بهذا السلاح للقيام بالضربة، وهو ما قد يفتح المجال أمام تصعيد أوسع في منطقة الشرق الأوسط، ويزيد احتمالية دخول الولايات المتحدة في صراع مباشر مع إيران، وهو أمر أكد ترامب مراراً أنه لا يريده.
وفي حال امتناع ترامب عن مهاجمة إيران واستمرار المواجهة على حالها، تجد إسرائيل نفسها في معضلة حقيقية، ليس فقط بسبب مشكلة النقص الحاد في الذخائر الدفاعية –وخصوصاً صواريخ منظومة «حيتس» بأنواعه، وفقاً لما كشفته مصادر استخبارية أميركية لوسائل الإعلام، وإنما أيضاً بسبب غياب أي رؤية إسرائيلية واضحة للخروج من الحرب –دون تدخل أميركي– فيما تزداد الكلفة البشرية والمادية على الكيان.
ويحذر الكثيرون في إسرائيل من أن المضيّ قُدُماً من دون تدخل أميركي مباشر، ومن غير خطة سياسية واضحة، ونقطة خروج من الحرب من شأنها ترجمة «الإنجازات» الموضعية إلى نجاحات استراتيجية، على رأسها تكبيل إيران وتهديداتها وقدرتها على ترميم نفسها، قد يؤدي –مهما كانت درجة الأذية التي ستلحق بإيران– إلى سيناريو كارثي بالنسبة إلى إسرائيل.
أما بالنسبة لإيران، فيبدو موقفها أكثر وضوحاً، حيث تشترط طهران وقف الاعتداءات الإسرائيلية مقابل وقف هجماتها الصاروخية على إسرائيل، مع تمسكها بحقوقها النووية وتأكيدها على عدم نيتها صناعة أو امتلاك أسلحة نووية. وتؤكد طهران استعدادها لاستئناف المفاوضات مع واشنطن وأي جهة أخرى باستثناء الصهاينة. وفي هذا الإطار، يعقد وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لقاءً مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي لإجراء محادثات نووية في جنيف الجمعة (مع صدور هذا) بغياب المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وأعرب الأوروبيون عن استعدادهم للمشاركة في مفاوضات تهدف إلى دفع إيران للتراجع بشكل دائم عن برنامجيها النووي والباليستي، فيما كشفت مصادر البيت الأبيض أن ترامب يدعم جهود الحلفاء التي قد تقرب إيران من قبول الاتفاق الذي يقترحه.
ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مسؤولين أن الرئيس ترامب ومستشاريه يأملون في قبول إيران شروطاً رفضتها سابقاً، منها التخلي عن تخصيب اليورانيوم.
في المقابل، حذرت طهران من عواقب أي تدخل خارجي في الصراع، إذ وجه نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي تحذيراً شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة من مغبة التدخل العسكري إلى جانب إسرائيل، مؤكداً أن بلاده «مستعدة للدفاع عن نفسها في حال التصعيد».
موقف ترامب
من الإعلان بمعرفته وموافقته على الهجوم الإسرائيلي على إيران، ومروراً بلغة التهديد والوعيد والتلويح باغتيال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، وبعد دعواته المتكررة لطهران بالاستسلام، عاد الرئيس ترامب –مع مرور أسبوع كامل على اندلاع الحرب– إلى لغة الدبلوماسية مجدداً، ضارباً بعرض الحائط جميع الضغوط والتحليلات التي كانت ترجّح جرّه سريعاً إلى حرب نتنياهو، على حساب شعاراته الانتخابية، مثل «أميركا أولاً» و«لا مزيد من الحروب الأميركية في الشرق الأوسط».
فقد أعلن ترامب، يوم الخميس الماضي، عن وجود «فرصة كبيرة» للتفاوض مع إيران، موضحاً أنه سيحسم «خلال أسبوعين» قراره بشأن تنفيذ ضربة عسكرية ضد طهران، بعد أن تلقّى إشارات من الجانب الإيراني بأنهم يريدون «التحدّث وتهدئة الأوضاع».
ونُقل عن ترامب في بيان تَلَته المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، بأن «وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدماً أو لا، خلال الأسبوعين المقبلين». وقالت ليفيت: «الإيرانيون مهتمون بالقدوم إلى البيت الأبيض، وترامب رئيس للسلام من خلال القوة ولا يخشى استخدامها»، مؤكدة أن «العالم كله متفق مع ترامب على أنه لا يمكن لإيران الحصول على سلاح نووي»، في حين تطالب إسرائيل بتفكيك البرنامج النووي الإيراني برمته، وهو مطلب، لا يصر ترامب عليه كثيراً.
ولكن بحسب بعض المراقبين، قد لا يعدو موقف ترامب المعلن عن كونه عملية تضليل استراتيجي أخرى، تمهيداً لضربة أميركية محتملة لمفاعل «فوردو» الذي يعتبر درّة تاج البرنامج النووي الإيراني. ويستند هؤلاء على عدة تصريحات متضاربة صدرت عن ترامب عقب اندلاع المواجهة، مثل دعوته إلى «إخلاء العاصمة الإيرانية طهران»، في تبنٍّ صريح للتهديدات الإسرائيلية. كما لمّح ترامب إلى أنّ إيران «لن تنتصر في الحرب»، في إشارة تُفهم على أنها إعلان نوايا للتدخل الأميركي المباشر مع تهاوي قدرة الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة المواجهة منفرداً.
وبحسب تل أبيب، تواصل الولايات المتحدة إرسال مساعدات عسكرية لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية بوجه موجات الصواريخ الإيرانية المتواصلة، حيث أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية عن وصول 14 طائرة أميركية محملة بالمعدات العسكرية إلى الكيان منذ شن الحرب على إيران، ليرتفع إجمالي عدد الطائرات الأميركية التي وصلت إسرائيل إلى أكثر من 800 منذ بداية العدوان على قطاع غزة.
ورغم الشكوك التي تراود ترامب بشأن فعالية القنابل الخارقة للتحصينات ضد إيران، تظهر مؤشرات عديدة على إمكانية انخراط واشنطن في الحرب، حيث سحب الجيش الأميركي عشرات الطائرات العسكرية من مدرج إحدى أكبر القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، وفقاً للصور التي أظهرتها الأقمار الاصطناعية لقاعدة «العديد» في قطر. وبحلول 19 حزيران الجاري، فرغت القاعدة الأميركية بصورة شبه كاملة من الطائرات العسكرية الظاهرة، وفق ما بيّنت صور بالأقمار الاصطناعية حللتها وكالة «فرانس برس».
وأكد الجنرال الأميركي المتقاعد مارك شوارتز من مؤسسة «راند» للأبحاث، لوكالة «فرانس برس» أن قاعدة العديد، بفعل قربها من إيران (أقل من 300 كيلومتر من الساحل الإيراني)، ستكون بطائراتها وقواتها ومرافقها «معرضة للخطر بشكل كبير». وأشار إلى أنه حتى من دون توجيه ضربة مباشرة على القاعدة، «فإن مجرد تساقط شظايا قد يجعلها غير قادرة على تنفيذ أي مهمة».
وكثّفت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، من تحرّكاتها العسكرية في الشرق الأوسط، على وقع تصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية، في مؤشر إضافي إلى نية واشنطن الانخراط المباشر في مسار الحرب المفتوحة.
وفي خطوة لافتة، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية وصول المدمّرة الصاروخية «توماس هنتر» إلى البحر المتوسط، بعدما عبرت من السواحل الأوروبية. تزامن ذلك مع تحريك حاملة الطائرات «نيميتز» من تموضعها في المحيط الهادئ باتجاه نقاط انتشار في البحر العربي، ضمن عملية إعادة تموضع لسفن الأسطول الخامس، وسط ترقّب لخطوات تصعيدية إضافية.
وفي السياق، كشفت وسائل إعلام أميركية عن نشر ما وصفته بـ«أكبر أسطول جوي للتزوّد بالوقود» منذ سنوات. ونقلت عن مصادر في البنتاغون أن نحو 30 طائرة من طراز KC–135 وKC–46 يجري تحشيدها في قواعد أميركية بأوروبا، تمهيداً لنقلها إلى مناطق قريبة من مسرح المواجهة في الشرق الأوسط.
ورغم محاولات وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، التغطية على هذه التحركات، والتقليل من شأنها، فإن حجم التحشيد وتوقيتهما يعكسان استعداداً أميركياً واضحاً للدخول المباشر على خطّ الحرب في حال تعثّر إسرائيل.
بدوره، زعم نتنياهو، في تصريحٍ لقناة «كان» العبرية، أنّ إسرائيل «قادرة على ضرب كل منشآت إيران النووية، لكن أي مساعدة مرحّب بها»، مشيراً إلى أنّ الرئيس ترامب، «سيقوم بما هو جيّد للولايات المتحدة، وسأفعل أنا ما هو جيّد لدولة إسرائيل».
مجريات الحرب
على مدار الأسبوع الماضي، شهدت الحرب الإسرائيلية الإيرانية تصعيداً مستمراً مع تواصل القصف المتبادل بين الجانبين. وفيما تتزايد خسائر الجبهة الداخلية الإسرائيلية، صعّد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس من نبرته مجدداً، مهدداً المرشد الإيراني علي خامنئي مباشرةً بالقول: «يجب ألا يُسمح له بالبقاء»، في مؤشر على تصعيد الخطاب الإسرائيلي وسط مشاهد الدمار الصادمة التي طالت مناطق تل أبيب وحيفا وهرتسيليا وبئر السبع وغيرها.
وفي ظل الخسائر المادية الفادحة التي لم تسمح الرقابة العسكرية الإسرائيلية بتصويرها، تشير المعطيات الإسرائيلية إلى أن أكثر من خمسة آلاف إسرائيلي باتوا مشرّدين خلال الأسبوع الأول من العدوان على إيران، والذي أسفر أيضاً عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 2,345 شخصاً بجراح متفاوتة. وأفاد موقع «واينت» العبري، الخميس الماضي، نقلاً عن وزارة الداخلية، أنه تم تصنيف 5,110 أشخاص على أنهم مشرّدون يتلقون سكناً مؤقتاً في فنادق أو مآوٍ أخرى بتمويل حكومي.
ويأتي أكبر عدد من المتضررين المشرّدين من رمات غان (955 مشرّداً)، وبيتاح تكفا (945)، وهما من أكثر المناطق تضرراً بالصواريخ الإيرانية حتى الآن. كما سُجلت 907 حالات تشرّد لإسرائيليين من تل أبيب، و812 من بات يام، فيما دخل إلى فئة المشرّدين 550 شخصاً من بني براك، و368 من مدينة رحوفوت.
وبحسب التقديرات، أطلقت إيران نحو 500 صاروخ باليسيتي وفرط صوتي ضمن 15 موجة هجومية على الكيان، منذ بداية العدوان الإسرائيلي، سقط نحو 20 منها في مناطق مأهولة، فيما استهدفت مئات الصواريخ الأخرى قواعد ومراكز عسكرية وأمنية وبحثية. كما يقول جيش الاحتلال إن إيران أطلقت نحو ألف مسيّرة، تسللت أكثر من 100 منها إلى إسرائيل. ويزعم الجيش أن أياً من هذه المسيّرات لم تنجح في إصابة أهدافها.
وأطلقت إيران دفعة صاروخية ضخمة على إسرائيل صباح الخميس المنصرم، أصابت أبراجاً ومبان عدة في قلب تل أبيب وضواحيها، كما أصابت مستشفى سوروكا في بئر السبع حيث يعالج الجنود الجرحى بمعارك غزة، فيما أكدت طهران أن الهدف الرئيسي للهجوم كان قاعدة عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، وليس المنشأة الصحية.
ورغم سياسة التعتيم، وفي سياق حرب الرواية والسردية، سمحت إسرائيل للصحفيين بتصوير أضرار مستشفى سوروكا في محاولة لاستدرار تعاطف دولي مفقود على وقع المجازر الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.
وتوقّعت تقارير إسرائيلية، أن تصل كلفة الحرب على إيران إلى 100 مليار شيكل تقريباً (34 مليار دولار تقريباً)، وفقاً للقناة 13 العبرية.
على الجانب الإيراني، حيث التعتيم الإعلامي سارٍ أيضاً وسط تقارير عن مقتل المئات، تتواصل الغارات الإسرائيلية يومياً على أراضي الجمهورية الإسلامية، وصولاً إلى مطار مشهد في أقصى شمال غربي البلاد، مقابل تصديات متفرقة للدفاعات الجوية الإيرانية أسفرت عن إسقاط بعض المسيرات. وبالإضافة إلى الغارات اليومية على المنشآت العسكرية والحكومية والإعلامية في طهران ومدن أخرى، قالت إسرائيل إنها ضربت موقعي نطنز وأصفهان (آراك) النوويين. وصرح متحدث عسكري في البداية بأن الهجمات أصابت أيضاً مفاعل بوشهر، وهو محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران.
وكانت إسرائيل قد نجحت عبر عملاء «الموساد» في الداخل الإيراني بتنفيذ عمليات الاغتيال «الافتتاحية» في قلب العاصمة. بالإضافة إلى عمليات أخرى استهدفت أنظمة الرادارات والدفاع الجوي باستخدام مسيرات صغيرة. وقد تمكنت السلطات من إلقاء القبض على العديد من العملاء والجواسيس بالإضافة إلى اكتشاف أوكار سرية لتصنيع المتفجرات والمسيرات في أنحاء متفرقة من البلاد.
الإبادة مستمرة في غزة
عوّضت آلة القتل الإسرائيلية، الهدوء النسبي الذي رافق الأيام الأولى من الحرب على إيران، لا سيّما لجهة استهداف خيام النازحين والمنازل المأهولة. فكان يوم الخميس الماضي، أكثر الأيام المنصرمة دموية؛ باستشهاد حوالي مئة فلسطيني، بينهم 22 من منتظري المساعدات، وسط مجازر مستمرة مع إعداد التقرير.
وحذّر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن مستشفيات القطاع تغرق في الظلام، وأن المياه توشك على النفاد، وسيارات الإسعاف عاجزة عن نقل المصابين. كما دعت الأمم المتحدة قوات الاحتلال للتوقف عن استخدامها للقوة المميتة حول نقاط توزيع الغذاء في غزة.
وعلى صعيد المساعدات، يواصل جيش الاحتلال، للشهر الثالث على التوالي، تقويض عمل المؤسسات الدولية المتخصّصة في توزيع المساعدات، ويحصر آلية الحصول على الطعام في الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الأميركية، أو الاحتشاد في مسار الشاحنات التي تنقل المساعدات في منطقتَي «نتساريم» وسط القطاع و«زيكيم» في شمال القطاع، وذلك رغم أنّ تلك الطريقة العشوائية تتسبّب يومياً باستشهاد وإصابة العشرات من الشبان.
وفيما تواصل فصائل المقاومة، استهداف قوات الاحتلال عبر كمائن متفرقة في أنحاء القطاع، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس المنصرم، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 55 ألفاً و706 شهداء و130 ألف مصاب.
وذكرت الوزارة أن حصيلة الضحايا منذ استئناف إسرائيل حرب الإبادة في 18 مارس الماضي ارتفعت إلى 5 آلاف و401 شهيد وحوالي 18 ألف مصاب.
Leave a Reply