قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن كلا من أميركا وإيران يتوجس خيفة من الوقوع في فخ ينصبه له الآخر بشأن صفقة تقضي بأن تنقل طهران معظم مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب إلى روسيا لإجراء مزيد من المعالجة عليه. فقد استبق رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني زيارة قام بها المفتشون الدوليون الأحد الماضي لمواقع تخصيب اليورانيوم بالتحذير من أن الولايات المتحدة تمارس خداعا على إيران وربما لا تعيد لها اليورانيوم المخصب. والعكس تماما هو ما ينتاب واشنطن, إذ يبدي مساعدو الرئيس باراك أوباما حذرهم من أن إيران تنصب فخاً بمحاولتها تحويل العرض الأميركي إلى مفاوضات لا نهاية لها. وبينما تتواصل المحادثات, تعكف إيران على تخصيب مزيد من اليورانيوم لإنتاج وقود نووي ستكون بحاجة إليه إذا ما رأت الإسراع في تصنيع القنبلة الذرية مثلما فعلت إسرائيل والهند قبل ثلاثين عاما وسارت على نهجهما باكستان وكوريا الشمالية. وتقول الصحيفة إن وضع مخاوف إيران من الوقوع في براثن مؤامرة غربية لتحييد “مخزونها الإستراتيجي” في مقابل هواجس الغرب من الانجرار إلى حبائل مكيدة إيرانية لكسب الوقت لصالح برنامج سري لإنتاج قنبلة ذرية، هي مسألة تقع في صلب زخم معقد من التحركات والتحركات المضادة التي يشهدها العالم حاليا. ولقد ظلت أركان القيادة الإيرانية طوال الأيام الماضية تتشاجر فيما بينها حول ما إذا كان لزاما الأخذ بالعرض المقدم لها بينما يكاد خصوم الرئيس محمود أحمدي نجاد يعلنون أنه خُدع. وترى الصحيفة أن قادة إيران ربما يجدون أنفسهم في وضع من يمارس لعبة دفاعية أكثر تعقيدا في غضون الأسابيع المقبلة، إذ يبدون كمن أُرغم على الكشف عن وجود مجمع قم للتخصيب بعدما تناهى إلى مسامعهم أن أجهزة الاستخبارات الغربية قد اكتشفت الأمر، وهم مضطرون الآن لاحتواء الضرر الناجم عن ذلك. وتساءل أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين ممن كان منخرطا بشدة في صياغة إستراتيجية مواجهة إيران: كم مرة قال الإيرانيون فيها إنهم كشفوا عن كل شيء ثم ما لبثوا أن اعترفوا بأنه ما يزال هناك الكثير والكثير مما لم يميطوا اللثام عنه؟
Leave a Reply