سان فرنسيسكو
في صفقة أثارت ردود فعل متفاوتة بين المحافظين والليبراليين، توصلت شركة «تويتر» الأسبوع الماضي لاتفاق مع الملياردير إيلون ماسك، يقضي بشراء أغنى رجل في العالم لمنصة التواصل الاجتماعي مقابل 44 مليار دولار.
ووافقت «تويتر» على بيع نفسها لماسك مقابل 54.20 دولار للسهم، أي بزيادة 38 بالمئة بسعر الأسهم في أسواق المال قبل إعلان ماسك نيته شراءها، وقبل أن يكشف أنه أكبر مالك لأسهمها.
ومن شأن ملكية «تويتر» أن تمنح ماسك سلطة على القضايا الاجتماعية والسياسية الهامة، وربما كان الأهم من ذلك هو الحظر المفروض على الرئيس السابق، دونالد ترامب، منذ اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني (يناير) 2021، وفقاً لما ذكرته «واشنطن بوست».
بعد تسلّمه مفاتيح الشركة، أصبحت لدى ماسك القدرة على إعادة تشكيل الخطاب على شبكة اجتماعية يستخدمها أكثر من 200 مليون شخص يومياً. ومن بين تلك الخطط التي عبّر عنها صراحة:
– إزالة «قواعد المجتمع الخاصة بالمحتوى» باسم حرية التعبير.
– إنشاء زرّ تعديل حتى يتمكّن المستخدمون من التعديل في تغريداتهم (لفترة زمنية محدّدة).
– جعل خوارزمية «تويتر» مفتوحة المصدر، بحيث يصبح في إمكان الجميع الاطّلاع على سطور البرمجة التي تعمل عبرها المنصة، الأمر الذي يدفع نحو المزيد من الشفافية والثقة من قِبَل المستخدمين.
– سيشنّ حرباً على «جيوش الروبوت» Bots، والتي تسمّى أحياناً بالذباب الإلكتروني، وبخاصة تلك التي تروّج للعملات المشفرة الاحتيالية.
– سيحاول تقليل اعتماد المنصة على الإعلانات من أجل المال، وسيحاول ربطها بعملة «دوج كوين» المشفرة والتي قال إنها وسيلة دفع ممتازة.
وكان ماسك قد اشترى حصةّ بنسبة 9 بالمئة من «تويتر». ثم عرض شراء الشركة بأكملها، واصفاً نفسه بأنه «داعم لحرية التعبير المطلقة»، ومعبّراً عن رغبته في إصلاح ما اعتبره رقابة مفرطة على المحتوى من جانب الموقع. وتوازياً، بدأ مالك «تسلا» و«سبيس أكس» في نشر تغريدات تثير الجدل، مِثل قوله إنه يفكّر في جعل مقرّ الشركة الرئيس في سان فرنسيسكو، ملجأً للمشرّدين، لأن أحداً من الموظفين لا يأتي إلى مكان العمل أصلاً.
وهدد بعض مستخدمي «تويتر»، ومن بينهم صحفيون معروفون، بمغادرة منصة التواصل الاجتماعي إذا تولى ماسك المسؤولية، مما أدى إلى ظهور «هاشتاغات» مثل #DeleteTwitter و# RIPTwitter.
وفي محاولة كما يبدو لطمأنة هذه المخاوف، نشر ماسك تغريدة مطولة نادرة قال فيها إن حرية التعبير هي الأساس في أي ديمقراطية، ووصف بها «تويتر» بأنه «تاون سكوير الرقمي» لحرية التعبير حيث «تتم مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية».
ولم يكن الجميع مستائين من استيلاء ماسك على «تويتر»، حيث أكد كثيرون على أن الصفقة ستعيد حرية التعبير إلى المنصة. وكان بعض السياسيين والنقاد المحافظين غاضبين من تعليق «تويتر» بشكل دائم للحساب الشخصي لترامب العام الماضي. وقد اتهم هؤلاء النقاد «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل «فيسبوك» (التي علقت أيضاً حساب ترامب) بالتحيز الليبرالي وإسكات حرية التعبير.
لذلك كان ينظر البعض إلى استيلاء ماسك على «تويتر» على أنه على الاقل تبديل في قيادة شركات التكنولوجيا الكبرى، بينما هاجم بعضهم «اليسار» مثل السناتور تيد كروز.
لكن من غير المؤكد ما إذا كان ترامب سيعود فعلاً للتغريد عبر منصة «تويتر»، حتى في حال سمحت الشركة بإعادة تفعيل حسابه.
وقال ترامب في تصريحات لمحطة «فوكس نيوز» قبل إتمام الصفقة: «لن أعود إلى استخدام «تويتر»، سأظل على منصة «تروث سوشيال» الجديدة، آمل أن يشتري ماسك موقع تويتر لأنه سيجري تحسينات عليه، إنه رجل طيب، لكن حسابي سيظل على تروث».
وأوضح الرئيس الأميركي أنه سيقوم بتفعيل حساب رسمي له على منصة «تروث سوشيال» الناشئة التي يمتلكها خلال الأيام القليلة المقبلة.
Leave a Reply