تخليداً لشهداء مسيرات «يوم الأرض»
ستيفن مارتن – «صدى الوطن»
أحيى «اتحاد الطلاب العرب» في «جامعة ميشيغن–ديربورن» تظاهرة احتجاجية في 8 نيسان (أبريل) الجاري، تنديداً بالممارسات الوحشية لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اعترضت بالأسلحة النارية مسيرات العودة السلمية بالذكرى الثانية والأربعين لـ«يوم الأرض»، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى في أنحاء متفرقة من فلسطين المحتلة على مدى الأسبوعين الماضيين.
وعلى الرصيف الواقع بين «مكتبة مارديغان» ومركز الجامعة، رسم أعضاء المنظمة الطلابية بالطباشير جثث الضحايا، مرفقة بأسمائهم، تخليداً للشهداء الـ17 الذين أرداهم جيش الاحتلال، في 30 آذار (مارس) الماضي.
وتضمنت التظاهرة، الدعوة إلى حضور الفيلم الوثائقي «خمس كاميرات محطمة»، المقرر عرضه في الجامعة يوم 19 نيسان (أبريل)، في القاعة 1040 بمبنى «كلية الفنون والعلوم» CASL.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أكدت الرئيسة السياسية لـ«اتحاد الطلاب العرب» سوزان جنين أن المنظمة الطلابية هي تحالف يضم حوالي 60 طالباً في الجامعة يدعمون القضايا العربية ويتضامنون مع شعوبها، وقالت «نحن نبذل قصارى جهودنا لرفع مستوى الوعي من خلال النشاطات الثقافية والسياسية والاجتماعية».
وأشارت الطالبة الأميركية ذات الأصول الفلسطينية إلى أن التظاهرة الاحتجاجية قد أتت ثمارها، حيث شوهد الكثير من الطلاب الجامعيين يتوقفون ويلتقطون صوراً لرسوم الشهداء، مشيرة إلى أن الكثير من النقاشات بدأت تتنامى في أوساط الطلاب حول الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون، وقالت «أعتقد أن ردود الفعل كانت إيجابية للغاية.. لقد حققنا هدفنا.. إذ قبل هذه الفعالية لم يكن يتحدث أحد (حول ما يجري في الأرض المحتلة) والكثير من الناس لم يكونوا على دراية بما يجري هناك، لكنهم الآن يرغبون بمعرفة المزيد».
وأعربت جنين عن شعورها بالإحباط إزاء ما حصل خلال مسيرات العودة السلمية في 30 آذار (مارس) الماضي، وأكدت أن «يوم الأرض.. هو يوم رمزي ليس فقط للفلسطينيين داخل فلسطين، وإنما للفلسطينيين في كل مكان»، وقالت «في الفترة ما بين يوم الأرض وذكرى النكبة.. يتظاهر الفلسطينيون من أجل رفع مستوى الوعي حول حقهم في العودة وتذكير الصهاينة بأنهم لن ينسوا وطنهم»، واصفة ردود الأفعال الإسرائيلية على التظاهرات الفلسطينية السلمية بأنها «لا إنسانية».
وتابعت «أعتقد أن كل إنسان يجب أن يكون له الحق في الاحتجاج من أجل حياة أفضل وهذا ما كان يفعله الفلسطينيون في قطاع غزة وفي جميع أنحاء فلسطين.. أما الطريقة التي ردت بها إسرائيل فهي عنيفة ولا إنسانية».
استثمارات الجامعة
جنين، المولودة في مدينة شيكاغو لأبوين مهاجرين من فلسطين، والتي انتقلت خلال السنوات الأخيرة إلى مدينة ديربورن لمتابعة تحصليها الأكاديمي في «جامعة ميشيغن»، انتقدت –في سياق آخر– سياسة جامعتها التي التزمت على مدار سنوات طويلة بالاستثمارات مع الشركات الداعمة للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي.
وقالت الطالبة التي تحضر لنيل شهادتي البكالوريوس في المحاسبة والتمويل: «إن القروض التي أتقاضاها تموّل احتلالاً غير شرعي لوطني الأم، كما أنها –الأموال– تستخدم– لاضطهادي». وأضافت أنه بالرغم من الجهود الرائدة التي تبذلها «جامعة ميشيغن» في الدمج وإشراك الجميع، إلا أنها تشعر بأن الأمر لا ينطبق عليها كفلسطينية أميركية، مشيرة إلى سياسات تهميشية تطال الناشطين مثل إدراجهم على لوائح سوداء وعدم تجاوب مجلس حكام «جامعة ميشيغن» مع قرار الحكومات الطلابية في فروع الجامعة الثلاثة بوقف الاستثمارات في الشركات المتورطة بانتهاك حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة.
كما أشارت جنين إلى أن الطلاب سيعملون للضغط من أجل تشكيل لجنة متخصصة للنظر في وجهة استثمارات الجامعة، للتأكد فيما إذا كانت الشركات تلتزم بالضوابط الأخلاقية أم لا.
ويشار إلى أن مجلس حكام «جامعة ميشيغن»، رد على قرارات الحكومات الطلابية بموقف موحد جاء فيه أن «سياسة الجامعة المتبعة منذ فترة طويلة هي حماية الأوقاف من الضغوط السياسية والاستناد في قرارات الاستثمار فقط على عوامل مالية مثل المخاطر والمردود»، وأضاف البيان رداً على القرارات الطلابية التاريخية بسحب الاستثمارات: «نحن لا نتوقع حدوث تغيير في هذا النهج أو إنشاء لجنة».
Leave a Reply