مجلس الرئاسة: موقف المالكي من دمشق غير قانوني
بغداد – أحرز الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية سوريا والعراق وتركيا والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في القاهرة تقدما لتخفيف التوتر بين بغداد ودمشق، وذلك بعد أن اعترض مجلس الرئاسة العراقي الثلاثاء الماضي على موقف رئيس الوزراء نوري المالكي الذي اتهم سوريا بايواء المسؤولين عن تفجيرات شهدتها بغداد أخيرا ووصف الرئيس العراقي جلال الطالباني موقف المالكي الذي طلب تشكيل محكمة دولية للنظر في التفجيرات والاتهامات ضد سوريا بانه “امر غير قانوني”.
وتم الاتفاق خلال الاجتماع الرباعي على إعادة السفيرين ووقف الحملات الإعلامية بين البلدين وتشكيل لجان أمنية وسياسية لحل الخلافات بينهما. وجاء اللقاء على هامش الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب الذي اختتم أعماله في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي.
وقد أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاتفاق مع الجانب السوري خلال اجتماع القاهرة على سلسلة من الإجراءات واللقاءات لمعالجة المشاكل بينهما، وأضاف أن بغداد طالبت بمعالجة جذرية للخلافات التي تعوق تطور العلاقات السورية العراقية.
وأشار زيباري في تصريحات للصحفيين إلى أن الجامعة العربية كان لها دور كبير في معالجة التوتر، واصفا اللقاء بالودي والإيجابي والجيد.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده الأمين العام لجامعة الدول العربية مع وزير الخارجية السوري قال عمرو موسى إن الأمانة العامة للجامعة قدمت عدة مقترحات لتطويق الأزمة السورية العراقية.
وأشار إلى أن هذه الأفكار قوبلت بردود فعل إيجابية من الطرفين السوري والعراقي، موضحا أنه ستعقد أربعة اجتماعات على المستوى الرباعي خلال الفترة القادمة لاستكمال الجهود العربية والتركية لتطويق الأزمة، وستبدأ بإسطنبول الأسبوع المقبل وعلى هامش الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك وربما تستكمل في مقر الجامعة العربية.
من جانبه اعتبر وليد المعلم أن الاجتماع خرج بنتائج هامة تتمثل في وقف الحملات الإعلامية، مشيرا إلى أنه أبلغ الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن دمشق تستجيب لكل هذه المطالب والأفكار.
كما اتفق الجانبان -وفق المعلم- في الاجتماع على معالجة الأزمة من خلال الدور العربي ممثلا في الأمين العام ومن خلال الوساطة التركية.
وأشار إلى أن سوريا أدانت “هذا العمل الإجرامي”، معتبرا أن هناك سوء فهم حول حقيقة ما جرى لأن “الموقف السوري كان رافضا باستمرار لهذه الجريمة”، في إشارة إلى ما بات يعرف باسم تفجيرات الأربعاء الأسود في بغداد.
لكن وزير الخارجية السوري كرر موقف دمشق المطالب للعراق بتقديم دليل على الاتهامات بشأن تورط عراقيين بسوريا في التفجيرات، قائلا “نحن نريد الدليل ونبحث عنه ونطالب به، ولا نقبل بتسييس هذا الأمر لأغراض أخرى لأننا حريصون على الحقيقة، ونحن جاهزون لأن نضرب بيد من حديد إذا ثبتت صحة هذا الأمر”.
في السياق ذاته دعت مصر الأربعاء العراق وسوريا إلى إجراء حوار مباشر وصريح بينهما بشأن التفجيرات التي وقعت مؤخرا في العاصمة العراقية بغداد، لتجاوز هذا الخلاف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي -في تصريح للصحفيين عقب لقاء وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيره العراقي هوشيار زيباري- إن الفرصة متاحة لاحتواء هذا الخلاف داخل البيت العربي.
وكان مجلس الرئاسة العراقي الذي يضم الرئيس جلال الطالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، دعا إلى تطويق الموقف مع سوريا والتعاونِ بين البلدين لحل المشاكل العالقة عن طريق الحوار. يذكر أن المالكي اتهم قياديين بارزين من حزب البعث المنحل يقيمان في سوريا بالوقوف وراء التفجيرات الأخيرة، وطالب الحكومة السورية بتسليمهما لكنها رفضت، وهو ما أدى لتصعيد الموقف وتبادل الاتهامات بين الطرفين.
Leave a Reply