سولت لايك – اعتبر ميت رومني، المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، أن نسبة المسلمين من عدد السكان في الولايات المتحدة لا تبرر تعيين مسلم في إدارته في حال فوزه، وهو ما أثار انتقاد قيادات إسلامية أميركية أشارت إلى أن كونه ينتمي إلى أقلية مسيحية لم يمنعه من الترشح للرئاسة الأميركية.
وأدت تصريحات رومني، الذي ينتمي إلى الأقلية المسيحية المرمونية، إلى مطالبة قيادات إسلامية بلقاء رومني، واستيضاح موقفه الذي اعتبروه يمثل شكلا من النفاق؛ حيث كان هو نفسه قد دافع عن كونه مرمونيا، بالإشارة إلى أن الدستور الأميركي لا يشترط انتماء المرشح للمنصب العام إلى دين معين. كما اعتبرت قيادات إسلامية أن تصريحات رومني تمثل تمييزا على أساس الدين ويناقض مبادئ الدستور الأميركي.وكان رجل الأعمال الباكستاني منصور إيجاز قد سأل رومني في إحدى جولات جمع التبرعات لحملته الشهر الماضي عما إذا كان سيضم مسلمين أميركيين مؤهلين في حكومته كمستشارين في قضايا تتعلق بالأمن القومي، في ظل موقفه الذي يرى أن «تيار الجهاديين» هو التهديد الرئيسي في السياسة الخارجية الذي يواجه أميركا اليوم.وفي مقال في صفحة الرأي بصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» كتب إيجاز قائلا إن إجابة رومني كانت أنه: «بناء على عدد المسلمين الأميركيين (بالنسبة المئوية) لعدد السكان، فلا أرى أن منصبا وزاريا سيكون أمرا مبررا، لكنني بالطبع أرى أن هناك إمكانية للاستعانة بهم على مستويات أدنى في إدارتي». وقد أثارت إجابة رومني، الحاكم السابق لولاية ماساشوستس، غضب المنظمات الإسلامية الأميركية، التي طالبت رومني بعقد اجتماع معه وهو ما لم يرد عليه حتى الآن.ونقلت صحيفة «سولت ليك تريبيون»، الصادرة في ولاية يوتاه، عن إبراهيم هوبر، المدير التنفيذي لمنظمة مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) في واشنطن، قوله: «كثير من المسلمين لديهم مشاكل بالفعل مع رومني».وأشار هوبر إلى الاقتراح الذي قدمه رومني في عام 2005 بوضع أجهزة تسجيل في المساجد الموجودة في أميركا وإعلانه الذي حمل عنوان «الجهاد» ضمن حملته في ولاية أيوا، والذي اعتبره هوبر «يعطي الشرعية لمزاعم الإرهابيين أنهم يقاتلون دفاعا عن الإسلام».وقد أدت الانتقادات التي واجهها رومني بسبب إجابته هذه إلى محاولته توضيح ما كان يعنيه بإجابته، حيث ادعى رومني في مقابلة لشبكة «سي بي أس» الأميركية أن ما قاله بالفعل هو: «لا أعتقد أنه من المحتم أن يكون هناك مسلم في الإدارة لمواجهة الجهاد الراديكالي».وحاول رومني تدعيم إجابته هذه، خلال لقائه في برنامج «غرفة المواقف» الاثنين 26 تشرين الثاني (نوفمبر)، بقوله، إن الولايات المتحدة لم تكن في حاجة إلى «أميركيين من أصل ياباني، أثناء الحرب العالمية الثانية، لإدراك الخطر القادم من اليابان».واعتبر هوبر أن تصريحات رومني لا ترضي المسلمين؛ حيث قال: «توضيحه لم يكن كافياً، حيث إنه ترك الأسئلة غير المجاب عنها، والتي تحل بشكل أفضل في اجتماع مع رموز المسلمين».يشار إلى أن بعض الإحصائيات تقدر عدد المسلمين بالولايات المتحدة بأكثر من 7 مليون مسلم، في حين يصل أتباع الطائفة المرمونية، التي ينتمي إليها المرشح الجمهوري رومني، بـ5,5 مليون فقط.
Leave a Reply