فلنت - أعلن المدعي العام فـي ولاية ميشيغن، بيل شوتي، يوم الأربعاء الماضي، عن توجيه عدة اتهامات جنائية لموظفـين اثنين فـي وزارة البيئة بحكومة ميشيغن، وثالث يعمل فـي بلدية فلنت، مؤكداً استمرار التحقيقات التي قد تطال مسؤولين آخرين تسببوا بأزمة تلوث مياه فلنت بالرصاص، على حد قول شوتي.
الحاكم ريك سنايدر يملأ غالونات المياه من أحد المنازل فـي مدينة فلنت لحملها معه الى لانسنغ. |
وأضاف المدعي العام أن التحقيقات لا تستثني أحداً مشيراً إلى إن الموظفـين الثلاثة يواجهون تهماً تتعلق بالإهمال الوظيفـي والعبث بالأدلة، وهي تهم تصل عقوبتها الى السجن لمدة خمس سنوات.
وتعليقاً على الاتهامات بحق اثنين من موظفـي حكومته، أكد الحاكم ريك سنايدر، الأربعاء الماضي، فـي مؤتمر صحفـي التزامه بدعم التحقيقات ومعاقبة كل من يثبت تورطه بهذه الأزمة. وقد تم فصل الموظفَين من الوزارة من دون راتب، فور توجيه التهم اليهما، وهما مايك بريسبي (٥٣ عاماً) وستيفن بوش (٤٠ عاماً)،
أما المتهم الثالث فهو موظف فـي بلدية فلنت، يدعى مايك غلاسكو (٤٠ عاماً) ويعمل مشرفاً على مختبرات جودة المياه فـي المدينة.
وأكد سنايدر فـي بيان تلقت «صدى الوطن» نسخة منه أنه قدم دعمه الكامل للتحقيق منذ انطلاقه بهدف التوصل الى إجابات عما حصل «لأن سكان فلنت والولاية عموماً يستحقون معرفة الحقيقة».
وتوقع شوتي مزيداً من الاتهامات فـي الفترة القادمة، مؤكداً أن التحقيقات لن تستثني أحداً، وذلك فـي رده على سؤال من الصحفـيين عما إذا يمكن أن توجه أية اتهامات للحاكم الجمهوري ريك سنايدر.
وشوتي جمهوري أيضاً، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يترشح لمنصب حاكم الولاية عام 2018، وكان قد بدأ التحقيق فـي قضية فلنت مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، مؤكداً عزمه على ملاحقة المسؤولين المتسببين بالأزمة.
وتفجرت أزمة التلوث بالرصاص -الذي كان يمكن معالجته بمواد مانعة للتآكل- ليصبح فضيحة سياسية بعد نشر رسائل الكترونية متبادلة بين عدد من كبار مسؤولي الولاية تفـيد بأنهم كانوا على علم بتصاعد أزمة تلوث المياه وذلك قبل وقت طويل من إعلان ريك سنايدر حاكم ولاية ميشيغن بأن لديه معلومات عن هذه الأزمات.
وبموجب تعليمات إدارة الطوارئ بالولاية حولت فلنت مصادر التغذية بالمياه إلى نهر فلنت بدلا من شبكة ديترويت فـي عام 2014 وذلك توفـيرا للنفقات. وعادت فلنت إلى شبكة مياه ديترويت فـي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لكن المسؤولين يواصلون جهود معالجة أوجه القصور فـي البنية الأساسية لشبكة مياه المدينة.
وتحمل مياه نهر فلنت مواد تساعد على التآكل مما أدى إلى ذوبان الرصاص بالأنابيب وزيادة مستوياته إلى درجة غير مقبولة لمئات البيوت بمدينة فلنت التي يقطنها 100 ألف نسمة وهي واحدة من أفقر المدن الأميركية.
ويمكن أن يؤدي التلوث بالرصاص والمعادن الثقيلة الأخرى إلى إلحاق الضرر بالمخ والأعصاب ومهارات التعلم والإنجاب والكلى لاسيما بين الأطفال بالإضافة إلى مشكلات أخرى.
سنايدر يتعهد بشرب مياه فلنت
وكان سنايدر -الذي يواجه ضغوطاً تطالبه بالاستقالة بسبب أزمة فلنت- قد قال يوم الاثنين الماضي، إنه سيشرب مياها من الصنبور تم ترشيحها من شبكة المياه بالمدينة على مدى الأيام الثلاثين القادمة على الأقل لتأكيد سلامتها.
وقام سنايدر بزيارات تفقدية لسكان فلنت يوم الاثنين منهم مالك منزل ثبت فحص لمياه الشرب لديه أنها أفضل من معايير السلامة الفدرالية فـيما يتعلق بمستويات المواد السامة.
وقال آري أدلفر المتحدث باسم سنايدر إنه يقوم بزيارة واحدة على الأقل أسبوعياً لفلنت من العاصمة لانسنغ التي تبعد عن المدينة نحو 50 ميلاً.
وقال سنايدر فـي بيان «إنني أتفهم تماما سبب تردد بعض سكان فلنت عن شرب المياه وأتعشم أن أزيل قدرا من الشكوك وعدم الثقة من خلال تحويل الأقوال إلى أفعال».
وقال «أوضح سكان فلنت بجلاء أنهم يطالبون بأن يروني أشرب شخصياً من هذه المياه لذا فإنني ألبي هذا الطلب اليوم». وقال إنه سيشرب من مياه فلنت فـي منزله وفـي عمله على مدى الأسابيع القادمة.
وقال خبراء المياه إن مياه الشرب فـي فلنت آمنة مادام السكان يستخدمون المرشحات الحديثة.
Leave a Reply