شريط فيديو يطرح أسئلة حول التحقيقات والتقارير متحيزة
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تؤدي الطبيعة التنافسية في معظم الألعاب الرياضية إلى أشكال متعددة من “الصراع” بحيث تخرج في بعض الأحيان عن القوانين الرياضية الناظمة وتسبب مشاحنات وملاسنات وتدافع بين اللاعبين بسبب التوتر العاطفي والحماس الشديد، وتوجد في مثل هذه الحالات “عقوبات” رياضية معروفة.
لكن المباراة في كرة القدم الأميركية (الفوتبول) التي جمعت بين فريقي “وستلاند لوثران” و”ستار أكاديمي”، يوم الجمعة 21 تشرين الأول (أكتوبر)، والتي شهدت مشاحنات وتدافع بين البعض من لاعبي الفريقين، قادت إلى “عقوبات” من نوع مختلف بحق أربعة من لاعبي “ستار أكاديمي”، وهم فنار السعدي، وهادي عطايا، وعلي باجي ومحمد أحمد، وجميعهم في سن الـ17 عاما، لتسببهم المزعوم بارتجاج الدماغ لأحد لاعبي خط الوسط في فريق “وستلاند لوثران”.
ويوجد شريط فيديو يصور كامل الحادثة التي تظهر لاعب وستلاند وقد تعرض للدفع مرتين، ولكن لا وجود لأية لكمات أو رفسات، كما ادعت بعض وسائل الإعلام.
مسؤولون من بينهم مؤسسة والمديرة التنفيذية لمدرسة ستار أكاديمي والمديرة المساعدة إلهام مغنية ورئيس “الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية” المحامي نبيه عياد عبروا عن دهشتهم عن تحميل الطلاب الأربعة مسؤولية التسبب بارتجاج الدماغ للاعب وستلاند بعد مشاهدة ذلك الشريط المصور، وقال عياد أنه بصدد إعداد اقتراح للمطالبة برفع المسؤولية عن هؤلاء الطلاب الأربعة. وأضاف “هناك قواعد وأحكام تنظم هذا النوع من النشاطات الرياضية وتضبط اللاعبين الذين يخالفون تلك القواعد، ولكن لا يجوز معاقبة لاعبين يافعين أخذهم الحماس إلى درجة عالية، وتحميلهم بالتالي مسؤولية تفوق طاقتهم”.
وكانت الحادثة قد بدأت قبل انتهاء المباراة بـ21 ثانية، واشترك فيها لاعبون من كلا الفريقين.
وكان لاعب خط الوسط في فريق “وستلاند” قد اشتبك مع أحد لاعبي فريق “ستار أكاديمي” قبل أن يتدخل لاعبان آخران من فريق “وستلاند”، وتم إيقاع لاعب “ستار أكاديمي” أرضا، الذي قام بدوره بالرد على أحد اللاعبين.. وكل ذلك تم قبل أن يتدخل لاعب خط الوسط ذي العلاقة.
وبعد ملاسنة قام لاعب “ستار أكاديمي” بإيقاع لاعب خط الوسط في “وستلاند” أرضا وتدخل لاعب ثان من فريق “ستار أكاديمي” وأوقعه أرضا للمرة الثانية بينما كان يحاول الجلوس على الأرض.
وعمت الفوضى حين تدخل مساعد مدرب فريق “وستلاند” وتدافع مع بعض اللاعبين الخصوم، قبل أن ينسحب رافعا إصبعه الوسطى لهم. ويظهر شريط الفيديو لاعب خط الوسط في فريق “وستلاند” وهو يخرج من الملعب مرتديا كامل لباسه الرياضي بما في ذلك الخوذة، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى وإجراء الفحوص التي أظهرت، كما زعم، إصابته بارتجاج بالدماغ.
وما تزال الحادثة قيد التحقيق وقد رفض المدير الرياضي لفريق “وستلاند” الإدلاء بأي تعليق حول الوضع الصحي للاعب خط الوسط، ولكن بيانا صحفيا صادرا عنه قال “إن الحادثة التي حصلت في مباراة الجمعة 21 تشرين الأول كانت مسيئة لكلا المدرستين ولعلاقتهما الرياضية، وقد تم رفع تقرير بشأنها إلى “جمعية المدارس الثانوية في ميشيغن” المختصة بالشؤون الرياضية في الولاية، ولم تقم مدرستنا بأي خطوة أخرى عدا ذلك”.
واشار مدير الاتصالات في “جمعية المدارس الثانوية في ميشيغن” جون جونسون إلى أن تقريرا رسميا بشأن هذه الحادثة لم يصدر بعد عن الجمعية، كما أن مثل هذه الحالات تقع خارج اختصاص الجمعية.
وبالعودة إلى شريط الفيديو فهو يظهر أن المسؤولين الرياضين بدوا غير معنيين بالمشادة الواقعة بين اللاعبين ولم يتوجه أي منهم ليفصل بين اللاعبين، وهو الأمر الذي زاد في التوتر بين المتشاجرين، وقد عبرت كل من حمادة ومغنية عن خيبة أملهما في ذلك، وأكدتا أنه كان بالإمكان منع الأمور من التفاقم لو تدخل أي من المسؤولين. وقالت مغنية أن مدرستها تضع هذه القضية في صلب اهتماماتها، وأكدت أن أولياء أمور الطلاب صعقوا للاتهامات التي تم توجيهها لأبنائهم، ووصفوها بأنها غامضة وغير بريئة.
من ناحيتها، قالت حمادة إن ثلاثة من بين الطلاب الأربعة المتهمين هم من الطلاب المتفوقين والمشهود بنزاهتهم العالية بحسب ما تظهر سجلات المدرسة.
وأكد إدرايون في “ستار أكاديمي” أن التحقيقات تضمر تحيزا ضد مدرستهم التي تم اختيارها فيما مضى من بين المدارس الأفضل في البلاد بحسب مؤسسة “أخبار وتقارير عن العالم” الأميركية. وأضافوا أن شهادات آباء الطلاب لم تأخذ، كما أنه تم تحريف شهادة المدير الرياضي في المدرسة ديفيد ميلنر.
ووصف المحقق مارتي بيك، من شرطة مدينة ديربورن هايتس، سلوك لاعبي فريق “ستار أكاديمي” بـ”المقزز” في تقريره، في الوقت الذي يقول فيه مسؤولو المدرسة أن موقفه متحيز. ولم يرد بيك على الرسالة البريدية ولا على الرسالة الصوتية اللتين أرسلناهما له، للوقوف على رأيه في هذا الموضوع. كما اتصل مسؤولو مدرسة “ستار أكاديمي” برئيس بلدية ديربورن هايتس دان بالاتكو ليدلوا بدلوهم في هذه الحادثة وليتواصلوا مع شرطة المدينة، ولكن طلباتهم رفضت.
وأكدت تقارير رياضية صادرة من مدرسة “ستار أكاديمي” أن الطلاب لم يقوموا بتوجيه اللكمات أو الرفسات إلى لاعب خط الوسط في فريق “وستلاند” وذلك يتطابق مع شريط الفيديو الذي يتضمن تصويرا لكامل الحادثة.
وأكدت حمادة لو أنه تمت مشاهدة الفيديو المسجل من قبل المحققين، لما تم توجيه أي اتهام لأي من طلاب مدرستها، فالفيديو يظهر بوضوح أن المشادة بين لاعبي الفريقين لم تتضمن أكثر من تدافع عادي.
واضافت أنها التقت ومغنية مع مدير مدرسة “وستلاند” لوثران ستيف شويك ودعته إلى مشاهدة الفيديو، وقالت: “إن المدير أبدى دهشته ولم ينطق بكلمة”.
ونوهت أن مدرستها كانت بصدد فتح حوار مع المدرسة الأخرى لبناء جسور تفاهم بين المدرستين وبين الفريقين الرياضيين، ولكن توجيه الاتهامات إلى الطلاب الأربعة كان بمثابة صب الزيت على النار.
بدوره أكد عياد أنه سيبذل قصارى جهده من أجل تحقيق العدالة عبر إسقاط التهم الموجهة إلى الطلاب الأربعة.
Leave a Reply