بعد عشر سنوات من اتهامه بإساءة معاملة زوجته السابقة
نيويورك
يواجه جرّاح تجميل سوري أميركي في نيويورك، دعوى قضائية من عارضة أزياء شابة تتهمه بتحويلها إلى «عبدة جنسية» وتعريضها لانتهاكات مروعة، فضلاً عن وصفه بأنه مدمن جنس عنيف، ويتعاطى المخدرات والكحول، مطالبة بتعويضات تصل إلى عشرة ملايين دولار.
وبحسب الدعوى التي تم تقديمها أمام محكمة مانهاتن خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، اعتدى الطبيب عمّار محمود (40 عاماً) على صاحبته السابقة مايا ويلو سياس (25 عاماً) بوحشية عدة مرات، زاعمة أنه في إحدى المرات أخذها سرّاً إلى مركز «ألينيا» التجميلي الذي يمتلكه على الجادة الخامسة في مانهاتن، حيث قام بحقنها بحشو حول عينها المتورمة جراء الضرب دون مخدر، حيث قالت: «لقد وخز الإبرة في وجهي لدرجة أنني شعرت بها تخدش العظم».
وأرفق محامو سياس، ملف الشكوى المدنية بصور صادمة تظهر كدمات وتورمات في مختلف أنحاء جسمها، زاعمة أنها تلقتها على يدي محمود أثناء علاقتهما التي استمرت تسعة أشهر.
كما أشار ملف الدعوى المكون من 16 صفحة إلى دعوى أخرى مقامة ضد محمود منذ عام 2014، تتهمه فيها زوجته السابقة بضربها وإساءة معاملتها بمساعدة والدته، عقب استقدامها كزوجة له من سوريا عام 2013.
«عبدة جنسية»
بحسب الشكوى المدنية، التقت سياس بجراح التجميل الناجح –لأول مرة– خلال زيارة إلى ميامي في نيسان (أبريل) 2023، حيث حضرا حفلة على متن يخت، وحاول محمود –آنذاك– إدخالها في علاقة ثلاثية معه وصاحبته في ذلك الوقت. فرفضت عرضه لكنها أعجبت به وظلا على اتصال.
وبعد فترة وجيزة، جاءت إلى مدينة نيويورك من أجل وظيفة أخرى في مجال عرض الأزياء، وبعد موعد سريع، بدأت علاقة مع الطبيب اللامع الذي يعيش حياة الرفاهية في قلب نيويورك.
وتقول الدعوى إن محمود أغرق سياس بالهدايا الباهظة والرحلات إلى ميامي ودبي، قبل أن يعرض عليها الانتقال للعيش معه. لكن سرعان ما واجهت سياس الجانب المظلم في شخصية محمود، بما في ذلك إساءة استخدامه بشكل منتظم لمخدر الكيتامين ومادة 2C، وهي عقار مخدر صناعي، بحسب الدعوى.
وجاء في ملف الدعوى القضائية أنه «في كل ليلة تقريباً، كان الدكتور محمود يتعاطى المخدرات والكحول بشكل مفرط، ويفرض نفسه على سياس في جميع ساعات الليل، بغض النظر عما إذا كانت موافقة على الأفعال الجنسية، أو حتى واعية».
وبعد تناول العشاء مع محمود في السابع من حزيران (يونيو) 2023، استيقظت سياس في منتصف الليل لتجده يحتفل مع ثلاث نساء أخريات في الشقة. وواجهت محمود، فدخل في نوبة غضب عنيفة.
وأضافت الدعوى أنه «بعد مغادرة النساء، قام الدكتور محمود بإلقاء سياس على الأرض بعنف، وضربها بلا رحمة على وجهها وجسدها، ووضع وسادة على وجهها في محاولة لخنقها، مما تسبب في فقدانها الوعي».
وجعل الضرب الوحشي من المستحيل التعرف على سياس، حيث كانت عينها منتفخة ومغلقة، وعظمة العين محطمة، ورأسها مشوهة، وجسدها ووجهها مغطيان بالدماء والكدمات.
واعتذر محمود، لكنه أجبرها على البقاء داخل شقته حتى لا يتمكن أحد من رؤية إصاباتها، وكان يراقب موقعها عبر هاتفه ويهددها بعواقب وخيمة إذا حاولت المغادرة، بحسب أوراق المحكمة.
وتزعم الدعوى القضائية أن محمود استغل خلال هذا الوقت مكانته كطبيب لوصف مضادات الاكتئاب لسياس، بالإضافة إلى إجبارها على تناول الكيتامين «لإبقائها مطيعة ومطوّعة».
وفي أواخر يوليو 2023، وبعد أن خفّت الكدمات والتورم لدى سياس، زُعم أن محمود نقلها إلى العيادة التي يعمل فيها لعلاج تجويف عينها المكسور، وتغطية إساءة معاملته لها. و«على الرغم من حاجتها الواضحة إلى العلاج الطبي المناسب، فقد أخذ الدكتور محمود على عاتقه مهمة إخفاء الضرر الجسدي الذي ألحقه بها، تحت ستار رخصته الطبية التي أساء استخدامها»، كما جاء في الدعوى.
وقام محمود بحقن مادة مالئة في منطقة عين سياس دون مخدر، وهو عمل سادي من «القسوة المتعمدة»، أصيبت على إثره سياس بصدمة جسدية وعقلية.
واستمرت مزاعم الإساءة والتلاعب وإعطاء المخدرات لمدة 3 أشهر أخرى، بما في ذلك حادثة وقعت في أكتوبر 2023، حيث قامت امرأة كانت في غرفة الضيوف مع محمود، بلكم سياس في وجهها مراراً وتكراراً بينما كان الطبيب يمسكها، وفقاً لأوراق المحكمة.
وتصاعدت أيضاً الاعتداءات الجنسية المزعومة التي تعرضت لها من محمود، «بإجبارها على المشاركة في أنشطة جنسية مع غرباء، والاعتداء عليها جنسياً وهي فاقدة للوعي، وتقييدها جسديا وتهديدها»، وفقاً للدعوى.
وقالت سياس إنها تمكنت في النهاية من الهروب من محمود بعد أن ذهبت إلى كاليفورنيا للعمل ولم تعد أبداً، حتى أنها تركت كل ممتلكاتها في شقته.
وقال محامي سياس، لاري هاتشر: «لقد حولها حرفيا إلى «عبدة جنسية».
وتزعم الدعوى القضائية، التي تتهم محمود بانتهاك قانون حماية ضحايا العنف بدافع الجنس في المدينة، والتسبب المتعمد في ضائقة عاطفية والإهمال، أن سياس عانت بسبب إصاباتها النفسية والجسدية.
من جهته، نفى محمود لصحيفة «واشنطن بوست» «بشكل قاطع» الاتهامات الموجهة له، وقال إنها لا تعكس شخصيته. ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات وقال إنه سيرتب لتمثيل قانوني.
دعوى جارية
في دعوى قضائية مستمرة ضد محمود منذ عشر سنوات، أوردت زوجته السابقة 37 سبباً لمقاضاته، تتراوح من الضرب إلى التشهير، مروراً بإخضاعها إلى فحوصات جسدية مهينة وحقنها بالهرمونات قسراً.
وقد رفضت المحكمة عدداً من التهم الموجهة إلى محمود، ومن ضمنها تعرضها للاغتصاب خلال شهر العسل، وللضرب والخنق بوسادة في كانون الأول (ديسمبر) 2013، وبضربها وحبسها خارج منزلهما في البرد بينما كانت ترتدي ملابس النوم فقط في آذار (مارس) 2014.
ولكن المحكمة أبقت على العديد من الاتهامات الأخرى المثيرة للقلق، بما في ذلك حالات الإساءة والحقن القسري والاغتيال المتعمد للشخصية، علماً بأن الضحية كانت «طبيبة موهوبة للغاية» في سوريا، وفقاً للمحامي براين سويرلينغ الذي طلب عدم الكشف عن هوية موكلته باعتبارها ضحية عنف منزلي.
وتتهم الدعوى المروعة، والدة محمود، الدكتورة دعد النقري، بإجراء فحوصات نسائية مهينة لزوجته السابقة – ثم نشر شائعات كاذبة في سوريا بأن زوجة ابنها «خنثى»، كما ورد في الوثائق.
وذكرت الدعوى أن النقري، وهي طبيبة نسائية وتوليد وجراحة، كانت غالباً ما تزور سوريا، حيث تعرفت على زوجة ابنها المستقبلية لأنها «كانت تبحث عن زوجة مناسبة لابنها».
وتشير الدعوى إلى أن أول اتصال بين الطبيبين كان في عام 2011، لتتوالى بعد ذلك، المراسلات بينهما، وصولاً إلى عقد قرانهما في جزيرة ستاتن النيويوركية عام 2013.
ووفقاً لأوراق المحكمة، كان الانتقال إلى الولايات المتحدة صعباً بالنسبة للعروس الجديدة، التي كانت لا تجيد اللغة الإنكليزية في ذلك الوقت، مما جعلها «تعتمد بشكل كامل على زوجها الجديد وعائلته».
وتتهم الدعوى محمود ووالدته بـ«استغلال هذا الضعف» ووضع الضحية «تحت رحمتهما الكاملة»، مشيرة إلى أن الزوج بدأ باستخدام العنف اللفظي والجسدي عقب وصولها بفترة وجيزة.
وجاء في الدعوى أن الدكتور محمود كان يمارس رياضة كمال الأجسام ويحقن نفسه بهرمونات النمو البشري، كما كان غير راض عن جسد عروسه الجديدة، وبدأ يطالبها بتناول عقاقير هرمونية والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية لتحسين مظهرها.
وعندما رفضت تناول العقاقير، تزعم الدعوى أن محمود حقنها «بالقوة ودون موافقة» عدة مرات، وهددها بالعنف في حال عدم تجاوبها.
وفي مرحلة ما، طلبت زوجة محمود من حماتها أن توصي بطبيب أمراض النساء. لكن الدكتورة النقري أصرت بدلاً من ذلك على فحص زوجة ابنها بنفسها على طاولة الكمبيوتر متذرعة بارتفاع كلفة إرسالها إلى طبيب آخر، وفقاً للدعوى.
و«تحت الضغط والإكراه، خضعت المدعية لهذا الفحص المهين من قبل حماتها».
وتوضح الشكوى أيضاً تفاصيل ضرب وحشي تعرضت له الضحية على يد محمود إثر عودته إلى المنزل من أمسية مع الأصدقاء، حيث اعتدى على زوجته السابقة بالضرب «بالدوس على رقبتها، وإلقائها على الأرض، وصفعها على وجهها عدة مرات وخنقها بوسادة لمنعها من التنفس أو إصدار الأصوات»، بحسب الدعوى.
وأمام هذه المزاعم، رفع الدكتور محمود ووالدته الدكتورة النقري دعوى تشهير في عام 2019 ضد زوجته السابقة، زاعمين بأنها ألقت عليهما «مجموعة من الأكاذيب الصريحة».
ولا تزال هذه القضية، إلى جانب دعوى زوجة محمود السابقة، مستمرة في أروقة محكمة مانهاتن التي بدأت أيضاً بالنظر في دعوى عارضة الأزياء التي جاءت لتضعف الموقف القانوني للدكتور محمود ووالدته.
Leave a Reply