ديربورن
في حادثة لازالت مجهولة الدوافع، يواجه شخص من سكان مدينة ديترويت، تهماً بالإحراق المتعمّد لمتجر «أسواق المدينة» في ديربورن، ومحاولة الفرار من شرطة المدينة التي قامت باعتقاله فجر الأحد الماضي.
ومَثَل ماركوس فلاورز (28 عاماً) أمام قاضي «المحكمة 19» جين هانت –الثلاثاء الماضي– بتهم إضرام حريق متعمد والفرار وعدم الامتثال لأوامر الشرطة التي تمكنت من القبض عليه بعد مطاردة بالسيارات وعلى الأقدام في أحياء شرق ديربورن.
وكانت «أسواق المدينة» (ديربورن فريش) قد تعرضت لحريق مفتعل آخر قبل ليلة واحدة من اعتقال فلاورز، مما دفع أصحاب السوق التجاري إلى رصد مكافأة بقيمة 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الجناة، كما عززت الشرطة، انتشارها في محيط المكان مما ساهم في اعتقال فلاورز الذي يعتقد بأنه هو من حاول إحراق المتجر في الليلة السابقة، قبل تدخل دائرة الإطفاء لإخماد الحريق الذي تسبب بأضرار محدودة.
وحدّد القاضي هانت كفالة مالية بقيمة 100 ألف دولار لإطلاق سراح المتهم لحين مثوله مجدداً أمام القضاء.
ودعا المحقق لدى شرطة ديربورن، مارك بيلسكي، محكمة المدينة بأخذ مسألة «السلامة العامة» بعين الاعتبار، في تحديد كفالة فلاورز بسبب سلوكه المريب، مشيراً إلى أنه أصر أثناء التحقيق بأنه لا يعرف السبب الذي دفعه لإضرام النار في السوق التجاري.
وقال بيلسكي: «في حين أن فلاورز ليس لديه تاريخ من العنف، إلا أنني وبعدما تحدثت إليه لبعض الوقت، أعتقد بأنه سيكون خطيراً على نفسه وعلى المجتمع، بدون الخضوع للإشراف الطبي».
من جانبه، أشار قائد شرطة ديربورن، عيسى شاهين، إلى أن التحقيقات الأولية لم تكشف عن وجود أية «دوافع سياسية أو إيديولوجية» وراء الاعتداء، لافتاً إلى أن فلاورز ربما يعاني من «تحديات عقلية».
وقال شاهين: «يبدو أن المرض العقلي هو العامل الأساسي في هذه الحادثة».
ولفت شاهين إلى أن بلدية ديربورن باتت لديها دائرة للصحة العامة، للمرة الأولى منذ عقود، وقال: «يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص خطيرين في بعض الأحيان، ولكنهم يحتاجون إلى المساعدة أيضاً»، مضيفاً بأن الاهتمام بأزمات الصحة العقلية يندرج ضمن مهام الدائرة المستحدثة.
ومن المرجح أن يتم إخضاع فلاورز لتقييم الكفاءة النفسية والعقلية قبل مواصلة محاكمته.
وأثناء مثوله أمام المحكمة، التزم فلاورز الصمت مصغياً إلى محامي الدفاع الذي طالب بتخفيض الكفالة الباهظة لإطلاق سراحه إلى حين موعد جلسة فحص الأدلة صباح 20 أيار (مايو) المقبل، موضحاً بأن السجل الجنائي لموكله لا يتضمن سوى مخالفة مرورية واحدة.
وقال محامي الدفاع إن فلاورز «ينتظر مولوداً»، لافتاً إلى أن أفراد عائلته كانوا ضمن الحضور في قاعة المحكمة.، غير أن ذلك لم يقنع القاضي هانت بتخفيف قيمة الكفالة.
وأظهرت كاميرات المراقبة في «أسواق المدينة» رجلاً يرتدي معطفاً أسود وهو يقوم بسكب سائل سريع الاشتعال عند الحائط الأمامي للمبنى الواقع في شرق ديربورن، قبل أن يقوم بإشعال النار ويلوذ بالفرار متجهاً نحو سيارة من نوع «بويك» .
في الأثناء تم رصد فلاورز من قبل الشرطة وحراس الأمن لتبدأ مطاردته على الفور.
ونشرت شرطة ديربورن عبر صفحتها على موقع «فيسبوك»، وقائع المطاردة التي انتهت باعتقال فلاورز في فناء أحد المنازل بشرقي ديربورن، حيث أظهرت اللقطات دورية الشرطة وهي تلاحق فلاورز بمؤارزة عربة رباعية الدفع، يُعتقد بأنها تابعة لأمن «أسواق المدينة».
وقامت المركبتان بمطاردة سيارة «الـبويك»، الرمادية اللون، التي رفض سائقها الامتثال لأوامر التوقف، وقام –في أحد مراحل المطاردة– بصدم دورية الشرطة.
وبينت اللقطات أشواطاً من المطاردة التي وقعت على شارع ميشيغن أفينيو وبعض الأحياء السكنية المحيطة في شرقي ديربورن، قبل أن يخرج فلاورز من سيارته ويحاول الفرار جرياً على الأقدام باتجاه أحد المباني السكنية.
وبعد مطاردة قصيرة، ظهر فلاورز وهو منبطح أرضاً ويداه مكبلتان في فناء أحد المنازل.
ولم يتسبب الحريقان المتعمدان بإغلاق المتجر العملاق، وأفاد أصحاب «أسواق المدينة»، لصحيفة «صدى الوطن» بأن «ديربورن فريش» فتح أبوابه أمام الزبائن بعد وقت قصير من حادثة الإحراق، وأنه كان جاهزاً لخدمة العملاء فور الانتهاء من أعمال التنظيف.
Leave a Reply