ديترويت – وجه الادعاء العام الفدرالي في ديترويت مطلع الشهر الجاري اتهامات جنائية لستة أطباء من منطقة ديترويت بتشكيل شبكة لترويج الحبوب المخدرة والاحتيال على نظام الرعاية الصحية بقيمة ٥٠٠ مليون دولار، من خلال عيادتين لمعالجة الألم يملكهما طبيب من أصول هندية في مقاطعة ماكومب.
المتهم الأول في القضية هو الجرّاح راجيندرا بوثرا (٧٧ عاماً) وهو من سكان بلومفيلد هيلز، ويملك عيادتين في مدينتي وورن وإيستبوينت، وصفهما الادعاء العام الفدرالي بأنهما كانا مركزاً لإحدى أكبر شبكات الاحتيال الطبي في البلاد.
ووفقاً للائحة الاتهام التي قدمت في محكمة ديترويت الفدرالية مطلع الشهر الجاري، تآمر بوثرا مع خمسة أطباء آخرين للاحتيال على نظام الرعاية الصحية بما يقرب من 500 مليون دولار عن طريق وصف أكثر من 13 مليون جرعة من الحبوب المسكنة للآلام بشكل غير شرعي.
وقال الادعاء العام الفدرالي إنه من أجل إثراء أنفسهم، وصف الأطباء الستة –بين العامين ٢٠١٣ و٢٠١٨– كمية كبيرة من الأقراص المسببة للإدمان للمرضى، بما في ذلك «أوكسيكونتن» و«بريكوست» و«فيتكودن» و«أوبانا»، مما ساهم في تأجيج آفة الإدمان على المخدرات القاتلة مثل الهيروين والفنتانيل والكارفنتانيل التي أودت بحياة أكثر من ١٠٠ ألف أميركي خلال السنوات الخمس الماضية.
وبوثرا الذي يمارس مهنة الطب في مدينة وورن منذ ٣٠ عاماً، معروف كطبيب بارع وناشط سياسي، ومتبرع سخي للفقراء والمرضى في الهند، لاسيما في مجال التوعية حول مرض الأيدز والإدمان على المخدرات والتبغ والكحول.
ولكن خارج أعماله الخيرية، كان بوثرا مروجاً للمخدرات وقد بلغت ثروته أكثر من ٣٥ مليون دولار بينها جزيرة وقصر فخم وعقارات وحسابات مصرفية ضخمة داخل وخارج الولايات المتحدة، بحسب تقرير نشرته صحيفة «ديترويت نيوز» الأسبوع الماضي.
في المقابل، أكد محامي الدفاع أن موكله طبيب محترم ورجل أعمال خيرية، لافتاً إلى أنه تبنّى طفلة من «دار أيتام الأم تيريزا» في الهند، كما أنه حصل في العام 1999 على أعلى وسام مدني في الهند، والمعروف باسم «بادمشري».
ويزعم الادعاء الفدرالي أن الأطباء الستة ارتكبوا مجموعة متنوعة من الجرائم، بما في ذلك وصف مسكنات أفيونية لتحريض المرضى على زيارة العيادة بشكل متكرر من أجل الحصول على جرعات إضافية، مع إجبارهم على الخضوع إلى علاجات وفحوصات غير ضرورية أو وهمية، على حساب برامج «مديكير» و«مديكيد» و«بلو كروس».
وقال المدعي العام الفدرالي في شرق ميشيغن، ماثيو شنايدر، «إن الضرر الذي أحدثه ترويج المواد الأفيونية لمجتمعنا وللولايات المتحدة ككل كان مدمراً». وأضاف أن «المتخصصين في الرعاية الصحية الذين يتربصون للمرضى المدمنين من أجل ملء جيوبهم فظيعون للغاية» مؤكداً أن مكتبه سيواصل «مقاضاة هؤلاء الأفراد الذين يختارون انتهاك القانون الفدرالي وقسمهم الأخلاقي».
الأطباء المتهمون الآخرون هم:
– أريك باخوس (65 عاماً)، من بلومفيلد هيلز
– جانيو إيدو، (50 عاماً)، من ساوثفيلد
– ديفيد لويس (41 عاماً)، من ديترويت
– كريستوفر روسو (50 عاماً) من برمنغهام
– رونالد كوفنر (68 عاماً) من أدا.
وقررت المحكمة الفدرالية الأربعاء الماضي إبقاء بوثرا قيد الاحتجاز من دون كفالة خشيه هروبه خارج البلاد.
ويشار إلى التحقيقات في القضية تمت بالتعاون بين وكالات محلية وفدرالية متعددة، بما في ذلك وزارة الصحة الأميركية، ومكتب المفتش العام ومكتب التحقيقات الفدرالي FBI وإدارة مكافحة المخدرات DEA.
هذا ويحث «أف بي آي» أي شخص لديه معلومات حول هذه القضية – أو عن أي نشاط آخر من هذا النوع – على الاتصال بمكتب ديترويت على الرقم 313.965.2323.
Leave a Reply