شيكاغو – بعد سبعة أشهر على تعرض مراهق عربي أميركي لضرب مبرح على يد الشرطة في إحدى ضواحي شيكاغو، وجهت محكمة مقاطعة كوك، في مطلع شهر آذار (مارس) الجاري، تهماً جنائية لأحد الضباط المتورطين في الحادث الذي تم توثيقه بكاميرات الشرطة وعدسات هواتف المارة.
ومثُل الشرطي باتريك أودونيل، أمام محكمة مقاطعة كوك، محاطاً بمجموعة من زملائه المتضامنين معه، حيث وُجهت إليه تهمة الاعتداء العنيف وسوء السلوك الوظيفي، على خلفية اعتدائه بالضرب على هادي أبو عاطلة، البالغ من العمر 17 عاماً، أثناء محاولة اعتقاله في بلدة أوك لان، مساء 27 تموز (يوليو) الماضي.
والشرطي أودونيل الذي يعمل في جهاز شرطة أوك لان منذ العام 2014، كان واحداً من ثلاثة ضباط شاركوا بالاعتداء على أبو عاطلة بعد محاولته الفرار من توقيف مروري، لكنه لا يزال المتهم الوحيد في القضية.
وقال محمد سنكري، من «شبكة العمل العربية الأميركية» التي تتولى الدفاع عن أبو عاطلة: «هناك ثلاثة أشخاص كادوا أن يقتلوا شخصاً ما، وكان ذلك الشخص صبياً يبلغ من العمر 17 عاماً.. هذا ما لا يجب أن نغفل عنه»، مؤكداً أن الحادث أثار غضب المجتمع العربي الأميركي في منطقة شيكاغو.
وحول تفاصيل الحادث، قالت شرطة أوك لان، إنه تم توقيف سيارة بدون لوحة ترخيص أمامية، قبل أن يشمّ الضباط رائحة الماريوانا داخل السيارة، فطلبوا من السائق أن يخرج ويستلقي على الأرض، وقد امتثل لهم بالفعل، لكن أبو عاطلة –الذي كان جالساً في المقعد الخلفي– حاول الهرب جرياً على الأقدام.
وأكدت شرطة أوك لان في بيان، أن الشاب الفلسطيني الأصل رفض الاستماع إلى الأوامر ما أدى إلى «مواجهة جسدية» مع ضابطين، موضحة أنها عثرت بحوزته على مسدس شبه آلي بعد تمكن الضباط من اعتقاله.
وأظهرت كاميرا مثبتة على أحد عناصر الدورية، أبو عاطلة وهو يركض هرباً من الشرطة، قبل أن تظهر مقاطع مصورة أخرى، الضباط وهم يضربون المراهق بعنف وسط الشارع، وقد ساعد الضابطان الآخران في إلقاء القبض على أبو عاطلة وتثبيته على الأرض، بينما راح أودونيل يكيل له اللكمات على رأسه بيده اليمنى، بينما كان يمسك رأسه وشعره بيده اليسرى.
ووفقاً للادعاء العام في مقاطعة كوك، أقدم أودونيل على لكم أبو عاطلة على وجهه أكثر من عشر مرات أثناء اعتقاله بعد مطاردة قصيرة استخدام خلالها صاعقاً كهربائياً لشل حركته.
وقد تسبب الاعتداء بنزيف داخلي وإصابات بليغة لأبو عاطلة مما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج قبل الزج به خلف القضبان.
ويواجه أبو عاطلة عدة تهم أمام محكمة الأحداث، تشمل حيازة سلاح ناري تم ضبطه بحوزته أثناء اعتقاله، ومقاومة الاعتقال وحيازة الماريوانا.
ورفع والدا أبو عاطلة دعوى حقوق مدنية ضد الضباط المتورطين في الحادثة، بينا اكتفت شرطة أوك لان بإحالتهم إلى إجازة إدارية بانتظار البت في القضية.
وقال محامو أبو عاطلة إن الضرب الذي تعرض له موكلهم استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث تبين أنه يعاني من كسر في الأنف وكدمات في وجهه وظهره وذراعه اليمنى مع نزيف داخلي قرب دماغه وجبهته.
يذكر أن أبو عاطلة كان طالباً في المدرسة الثانوية بمدينة بريدجفيو المجاورة لبلدة أوك لان، وهي منطقة تركز الجالية العربية في منطقة شيكاغو.
من جانبه، نفى أودونيل (32 عاماً) التهم المنسوبة إليه، ودفع كفالة بقيمة 75 ألف دولار للإفراج عنه إلى حين مثوله مجدداً أمام القضاء يوم 6 نيسان (أبريل) المقبل. وقد خرج المتهم من المحكمة محاطاً بزوجته وحوالي 30 إلى 40 ضابطاً آخرين داعمين له.
وقال محامي أودونيل إن «موكله كان يقوم بما دُرب عليه أثناء عملية الاعتقال» مشيراً إلى أنه لم يخرج عن البروتوكولات المعتمدة، وهو ما رد عليه سنكري، بالقول: «إذا كان الضابط أودونيل يتصرف بطريقة تدرب عليها، فهذا يظهر حقاً أننا بحاجة للنظر إلى الخلل الكبير في عمل الشرطة بهذه الولاية».
وأضاف: «إذا تم تدريب الضباط على أنه أثناء قيام شخصين بالغين آخرين بتقييد صبي مراهق، فإنك يجب أن تقوم بلكمه بشكل متكرر في الوجه، حتى تكسر أنفه، وتؤدي إلى كسر حوضه وتسبب له نزيفاً داخلياً في المخ، فهناك عيب في ضبط الأمن في هذه الولاية».
Leave a Reply