القاهرة – كشف مصدر إعلامي مصري النقاب عن أن التصريحات التي أطلقها الرئيس محمود عباس الأربعاء الماضي عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك بشرم الشيخ بشأن العقبات التي تعترض تنفيذ صفقة الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، تعكس حقيقة الدور الذي لعبه عباس لتعطيل الصفقة أو إجهاضها.
وأكد الإعلامي المصري المتخصص بالشؤون الفلسطينية إبراهيم الدراوي في تصريحات خاصة لـ”قدس برس” أن “هناك معلومات عن أن الرئيس عباس لعب دورا في إقناع الإسرائيليين والأميركيين بضرورة تعطيل صفقة الأسرى، لأنه لا يرغب في أن تتضمن لائحة المفرج عنهم القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي الذي يعتبر من أبرز المنافسين له على منصب الرئاسة. وأشار الدراوي إلى أن البرغوثي نفسه اتصل بحركة “حماس” وطلب منها أن يكون جزءا من المفرج عنهم، وتصريحاته بأن المصالحة ستشهد تطورا مهما بعد إتمام صفقة الأسرى، على حد تعبيره.
وفي غزة اتهم المتحدث باسم “حماس” سامي أبو زهري الرئيس عباس بالضلوع في تعطيل التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة الأسرى التي تجرى بوساطة ألمانية مصرية. وقال إن “تصريحات عباس في شرم الشيخ وحديثه عن وجود عراقيل تعترضها هو محاولة لإعطاء انطباع بأن له دورا في المفاوضات بهذا الشأن، والحقيقة ليست كذلك، فالمعلومات المتوفرة لدينا أن عباس أحد عوامل تعطيل الصفقة ولأسباب عديدة منها ضيقه الشديد من المصداقية والشعبية المتزايدة التي تتمتع بها حركة “حماس” في حال إتمام صفقة من هذا النوع”. وأضاف أن “عباس غير معني إلا بالإفراج عن أسرى فتح فقط، وليس أدل على ذلك من الاعتقالات المتزايدة في صفوف الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال في الضفة الغربية، فمعظم المفرج عنهم يتم اعتقالهم من طرف أجهزة عباس، وهذا يكذب ادعاءاته برغبته في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال”، كما قال. وكان عباس قال للصحفيين عقب محادثات مع الرئيس المصري بشرم الشيخ إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن بين “حماس” وإسرائيل لإطلاق مئات السجناء الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة. وقال إن هناك أحاديث تجرى الآن تتعلق بتفاصيل الصفقة بين الأطراف المعنية عبر مصر، إضافة إلى الوساطة الألمانية. وأضاف أن التفاصيل تتعلق بالعدد وطبيعة الأشخاص الذين يطلقون من الأسرى الفلسطينيين، وأكد أن السلطة ليست طرفا في صفقة شاليط.
Leave a Reply