كولومبوس
كشفت وثائق قضائية عن تورط لاجئ عراقي مقيم في ولاية أوهايو بالتخطيط لاغتيال الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، وفق تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).
وأفادت التقارير بأن دور المواطن العراقي شمل استطلاع الحي الذي يقع فيه منزل بوش بمدينة دالاس، إضافة إلى مهام أخرى تتعلق بالتخطيط للعملية، من ضمنها محاولة تهريب عراقيين آخرين عبر الحدود وتوفير الأسلحة المطلوبة للمجموعة.
ووفق الوثائق فإن المتهم هو، شهاب أحمد شهاب (52 عاماً)، الذي دخل الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية في أيلول (سبتمبر) 2020، ولا يزال طلب اللجوء الذي تقدم به «معلّقاً»، ويعتقد «أف بي آي» بأنه ينتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وفق «أف بي آي».
ومثل شهاب يوم الثلاثاء الماضي أمام القضاء الفدرالي في ولاية أوهايو، حيث وٌجهت إليه تهمة محاولة تهريب أجانب إلى داخل الولايات المتحدة وتهمة التخطيط لاغتيال رئيس أميركي سابق.
وذكر موقع «فوربز» الأميركي الذي اطلع على مذكرات تفتيش صادرة من المكتب الفدرالي أن التخطيط وصل مرحلة متقدمة، حيث سافر الرجل إلى دالاس في ولاية تكساس لتصوير فيديو لمنزل بوش.
وكان الرجل على ما يبدو يخطط لتهريب القتلة المزعومين إلى داخل الولايات المتحدة، عبر حدودها مع المكسيك، كما تشير مذكرة التفتيش التي صدرت في 23 آذار (مارس) الماضي.
وقال المحققون إن شهاب المقيم في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو، قال إنه أراد أيضاً العثور على جنرال عراقي سابق ساعد الأميركيين خلال الحرب واغتياله، ويعتقد أن هذا الجنرال يعيش تحت هوية وهمية في الولايات المتحدة.
وبحسب «فوربز»، قال مكتب التحقيقات الفدرالي إنه كشف النقاب عن المخطط من خلال اثنين من المخبرين السريين ومراقبة حساب شهاب على منصة المراسلة «واتساب».
ووفق الوثائق، أراد شهاب اغتيال بوش لأنه شعر أنه مسؤول عن قتل العديد من العراقيين وتفتيت البلاد بعد الغزو العسكري الأميركي عام 2003»، وفقاً للمذكرة.
وجاء الكشف عن المؤامرة المزعومة غداة «زلة لسان» محرجة أدلى بها بوش في معرض انتقاده للحرب الروسية الأوكرانية، حيث أدان «الغزو الوحشي للعراق» بدلاً من أوكرانيا، في موقف أثار موجة سخرية عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وتظهر ملفات القضية كيف يواصل المحققون الفدراليون مراقبة التهديدات من «داعش» رغم انحسار التنظيم في السنوات الأخيرة. كما توضح القضية، بحسب «فوربز»، كيف أن مكتب التحقيقات الفدرالي، تمكن من «الالتفاف على خصوصية تطبيق واتساب باستخدام المخبرين وتتبع البيانات التي يمكنهم الحصول عليها من منصة المراسلة».
ووفقاً لطلب مذكرة التفتيش الصادرة عن مكتب التحقيقات الفدرالي، استخدم عملاء فدراليون مصدرين سريين مختلفين للتحقيق في المؤامرة، أحدهما ادعى أنه يقدم المساعدة في الحصول على وثائق هجرة وهوية مزورة، والثاني كان يفترض أنه يقوم بتهريب البشر إلى الولايات المتحدة.
تفاصيل المؤامرة
في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، سأل شهاب المخبر السري إذا كان يعرف كيفية «الحصول على هويات وشارات الشرطة أو مكتب التحقيقات الفدرالي المقلدة» للمساعدة في تنفيذ عملية القتل.
كما سأل عما إذا كان من الممكن تهريب المتآمرين إلى خارج البلاد بنفس الطريقة التي جاءوا بها بعد اكتمال مهمتهم، وفقاً للمذكرة.
وادعى شهاب أنه جزء من وحدة تسمى «الرعد» التي كان يقودها طيار عراقي سابق تابع بشكل مباشر لرئيس النظام العراقي السابق، صدام حسين، توفي مؤخراً، بحسب المذكرة.
وقال إنه سيتم إرسال ما يصل إلى سبعة أعضاء من المجموعة إلى الولايات المتحدة لقتل الرئيس بوش، وفقاً لمحادثة موصوفة في المذكرة، وكانت مهمة شهاب هي «تحديد موقع وإجراء مراقبة على مساكن الرئيس السابق بوش ومكاتبه والحصول على أسلحة نارية ومركبات لاستخدامها في الاغتيال»، وفق «فوربز».
وبعد سفره إلى دالاس مع المخبر لالتقاط فيديو لمقر إقامة بوش، في شباط (فبراير) الماضي، التقط المتهم المزيد من اللقطات لمعهد جورج دبليو بوش، وفقاً لعملاء فدراليين.
وفي إحدى المحادثات مع مصدر سري في مكتب التحقيقات الفدرالي، قال المشتبه به إنه كان يخطط لإدخال أربعة عراقيين مقيمين في العراق وتركيا ومصر والدنمارك إلى الولايات المتحدة، وفقاً للمذكرة.
وفي محادثة لاحقة مع أحد المخبرين، ادعى أن أحد الرجال الأربعة كان «سكرتير وزير مالية داعش»، على حد قول «أف بي آي».
ووصف شهاب، الرجال بأنهم «أعضاء سابقون في حزب البعث في العراق لم يتفقوا مع الحكومة العراقية الحالية وكانوا منفيين سياسيين»، بحسب المكتب.
وكانت الخطة، وفقاً للمذكرة، هي الحصول على تأشيرات زيارة مكسيكية للمجموعة. وفي الوقت نفسه، كان يتواصل مع جهة اتصال في مصر عبر ملف شخصي مزيف على «فيسبوك»، حمل صورة شخصية ليدين تحمل كل منهما وردة، مصممة لتبدو رومانسية و«غير مشبوهة».
وفي عام 2021، حصل مكتب التحقيقات الفدرالي على أمر بتفتيش حساب «فيسبوك»، على الرغم من أنه من غير الواضح ما الذي حصلوا عليه من معلومات خلال التفتيش.
وقال موقع «فوربز» إن شهاب استخدم هاتفاً مراقباً أعطي له من قبل المخبر، مضيفاً أنه «كان مستخدماً متحمساً لتطبيق واتساب وكان عضوا في مجموعات الدردشة بين البعث وداعش على التطبيق».
وفي محادثة أخرى مع أحد المخبرين، ادعى المشتبه به أنه «كان على اتصالات حديثة مع صديق في قطر وهو وزير سابق في العراق خلال عهد صدام حسين وكانت لديه إمكانية الوصول إلى كميات كبيرة من المال» وكان يراسله عبر تطبيق «واتساب»، حسبما نقل «فوربز» عن مكتب التحقيقات الفدرالي.
كما ادعى المشتبه به أمام أحد المخبرين أنه قام للتو بتهريب شخصين مرتبطين بـ«حزب الله» إلى الولايات المتحدة مقابل رسوم قدرها 50 ألف دولار لكل منهما.
وفي الملف الصادر عن «أف بي آي» أيضاً، ادعى المتآمر المزعوم أنه عضو في «المقاومة» وقتل العديد من الأميركيين في العراق بين عامي 2003 و2006، وقام بتفخيخ المركبات وتفجيرها ضد الجنود الأميركيين.
Leave a Reply