عائلة المتهم تؤكد أن ابرهيم مسيبلي كان سجيناً لدى التنظيم الإرهابي
ديترويت – «صدى الوطن»
بعد إيام قليلة من إلقاء القبض عليه في معركة ضد تنظيم «داعش» في سوريا، مثل رجل يمني أميركي من سكان ديربورن، صباح الأربعاء الماضي أمام المحكمة الفدرالية في ديترويت بتهمة تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية.
ومثلَ إبراهيم مسيبلي (٢٨ عاماً) أمام المحكمة في جلسة الاستماع التي لم تستغرق سوى ثلاث دقائق، بعد نقله جواً إلى الولايات المتحدة لمحاكمته، عقب إلقاء القبض عليه في سوريا ضمن صفوف تنظيم «داعش»، وفقاً للادعاء العام الفدرالي.
وفي حين تؤكد عائلة المتهم على أنه تعرض للخطف والسجن على يد عناصر التنظيم الإرهابي، قررت المحكمة الفدرالية، إبقاء مسيبلي خلف القضبان من دون السماح بالإفراج عنه بكفالة، إلى حين مواصلة محاكمته.
ونشأ مسيبلي في مدينة ديربورن قبل أن يغادرها إلى اليمن ثم العراق فسوريا، عام 2015. وقد ظهر صباح الأربعاء الماضي في المحكمة بلحية طويلة مرتدياً بدلة بيضاء ومقيداً بالأصفاد، وسط حضور أفراد عائلته وعدد كبير من المراسلين الإعلاميين وعملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، في إشارة إلى أهمية القضية، بحسب المدعي العام الفدرالي في شرق ميشيغن ماثيو سنايدر.
وتقول السلطات إن الإفراج عن مسيبلي قد يسمح له بالفرار خارج البلاد أو تشكيل خطر على المجتمع، في حين تؤكد عائلة المتهم على أن ابنها اُختطف وسُجن من قبل «داعش» لرفضه القتال ضمن صفوف التنظيم الإرهابي.
وكانت صحيفة «ديترويت نيوز» قد نقلت عن أفراد من عائلته، إلقاءهم اللوم على «مكتب التحقيقات الفدرالي» لفشله في تحرير ابنها من قبضة داعش رغم استغاثاته.
استدراج وخطف
عبدالله مسيبلي (26 عاماً) –الأخ الأصغر للمتهم– أكد لصحيفة «ديترويت نيور» على عدم وجود أية علاقة بين شقيقه وبين أية مجموعة إرهابية، وقال: «أخي لم يدعم يوماً المتطرفين»، كما أطلع الصحيفة على معلومات مفصلة عن رحلة أخيه من ديربورن إلى عدن ثم العراق، قبل وصوله إلى سوريا.
وبحسب شرطة ديربورن، درس مسيبلي في ثانوية «أدسل فورد» التي غادرها قبل تخرجه لمساعدة والده في محل للعطور بمدينة ديترويت. ولم يسبق للمتهم أن احتك بالشرطة إلا عبر مخالفات مرورية بسيطة.
وفي اليمن –بحسب عبد الله– بدأ ابراهيم مسيبلي بالتواصل مع مسلمين آخرين «خدعوه واستدرجوه للذهاب إلى سوريا في 2015»، مشيراً إلى أن أخاه سافر إثر ذلك من اليمن إلى العراق لمساعدة اللاجئين وعائلاتهم، وبينما كان هناك شجعه بعض المتشددين الذين وثق بهم على الذهاب إلى سوريا، وأضاف «لقد رفض أخي ذلك لعلمه بمدى اضطراب الأوضاع هناك».
وتابع قائلاً: «تبين أن هؤلاء «الأصدقاء» كانوا أعضاء في داعش وقد اختطفوه وأجبروه على الإنضمام إلى المنظمة الإرهابية». مؤكداً أن أخاه رفض ذلك و«لكنهم أخذوا جواز سفره واستجروه إلى جحيم الحرب.. وعندما رفض دعمهم سجنوه وتركوه يتضور جوعاً ويصارع للبقاء على قيد الحياة في سجون داعش».
ووفقاً للصحيفة قال عبدالله: «بطريقة ما اكتسب ثقتهم وحصل على هاتف وانترنت وأرسل رسائل متعددة لوالدي يطالبه فيها بمساعدته على الهروب»، لافتاً إلى أن عائلته اتصلت بمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) وحاولت جاهدة التفاوض معهم لتحرير ابراهيم من قبضة داعش، مستدركاً بالقول: «لكن عملاء الـ«أف بي آي» لم يحركوا ساكناً لمساعدته.. وبقي هناك لمدة عامين وهو يعاني.. فيما كنا نأمل أنه سيتمكن يوماً ما من رؤية زوجته وأبنائه مرة أخرى».
وشدد عبدالله مسيبلي على أن أخاه «ابراهيم لم يرتبط قطّ بإرهابيين أو متطرفين. أخي ليس متطرفاً.. إنه يؤدي فروضه الدينية، كما هو الحال في أي دين آخر. يقرأ القرآن ويصلي الصلوات الخمس ويتصدق ويساعد الفقراء.. كما قام بأداء فريضة الحج».
وأكد «أنا وعائلتي سوف ندعم ابراهيم في كل خطوة على هذا الطريق».
خيبة أمل
من جانبه، أكد والد المتهم، عزي مسيبلي، أن ابنه «أبٌ لابنين وابنتين، وجميعهم مواطنون أميركيون، ثلاثة منهم يعيشون مع أمهم في اليمن، والرابع يعيش في ولاية بنسيلفانيا».
وقال: «خلال العامين الماضيين، كان ابراهيم يبكي للحصول على مساعدة للخروج من هناك. لقد شعر بخيبة أمل لرؤيته كيف يمارس ويفهم عناصر داعش الإسلام». وأضاف «في كل مرة حاول الفرار كان ينتهي به المطاف إلى السجن».
وبحسب «برنامج التطرف» في جامعة «جورج واشنطن»، سافر 71 أميركياً إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف داعش، وقد قتل ما لايقل عن 24 منهم، فيما لا تزال حالات 29 شخصاً غير معروفة، أما البقية فهم إما عادوا إلى أميركا أو أنهم في السجون.
ومسيبلي هو ثاني أميركي يتم أسره ضمن صفوف تنظيم داعش إلى جانب امرأة من ولاية إنديانا كان زوجها عضواً في التنظيم الأميركي.
Leave a Reply