المنامة – يزداد المشهد البحريني حدة وتعقيداً مع ارتفاع وتيرة الأجواء المشحونة في الشارع البحريني، في ظل تواصل انسداد أفق الحل السياسي وفي ظل تمسّك السلطات بممارساتها القمعية ضد المعارضة، ورفضها تنفيذ الإصلاحات الفعلية.
واندلعت مواجهات عنيفة، الخميس الماضي، بين المتظاهرين والشرطة بعد مسيرة ضمت الآلاف إلى قبر صلاح عباس حبيب الذي وجد مقتولا برصاص الأمن الأسبوع قبل الماضي خلال إجراء سباق “فورمولا وان”، فيما تواصل الغموض حول الحالة الصحية للناشط المضرب عن الطعام عبد الهادي الخواجة. وتأتي هذه التطورات في إطار تواصل بعد التظاهرات التي أججها إصرار سلطات المنامة على إجراء سباق “فورمولا وان” رغم الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح والتي سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى والمعتقلين.
ويوم الخميس الماضي، وبعد زيارة آلاف المعارضين البحرينيين لقبر صلاح عباس حبيب، الذي قتل على يد القوى الأمنية خلال إجراء سباق “فورمولا وان”، بحسب ما تؤكد عائلته ومصادر في المعارضة السياسية، شهدت القرى البحرينية حول المنامة مواجهات واسعة مع القوى الأمنية، وقام المتظاهرون بمهاجمة قسم شرطة بقنابل المولوتوف، فيما أطقت قوات مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المتظاهرين.
من جهته، قال محامي الخواجة محمد الجشي إنه رأى موكله للمرة الأخيرة في الرابع من نيسان (أبريل) الحالي، واتهم السلطات بمنع الزيارات عنه منذ ذلك الحين. في المقابل، قال الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة إن “النجاح الكبير الذي حققه سباق “فورمولا وان”، إنما هو انجاز مشرف لكل ابناء البحرين الذين عملوا بكل جد واخلاص في اخراج هذا الحدث الرياضي العالمي الكبير بالصورة المشرفة لمملكتنا الغالية” متجاهلا بذلك آلاف البحرينيين الذي اعتصموا لمنع تنظيم السباق لتأكيد أن ثورتهم لم تخمد بعد، ولم يحل بينهم وبين حلبة السباق سوى الانتشار الأمني الكثيف لقوات النظام.
وكان السباق، قد شهد احتجاجات كثيفة من البحرينيين، وانتقادات إعلامية دولية واسعة لاجراء السباق في ظل التعاطي القمعي للسلطة مع المتظاهرين.
Leave a Reply