علي حرب – «صدى الوطن»
أثار عرض فـيلم «القناص الأميركي» فـي جامعة ميشيغن بمدينة آناربر وجامعة شرق ميشيغن فـي لانسينغ الأسبوع الماضي خلافات استحوذت على العناوين الوطنية العامة فـي كلتا الجامعتين، بعد معارضة جماعات طلابية لعرض الفـيلم المتحيز ضد العرب فـي الحرم الجامعي.
نقاد الفـيلم يقولون ان مخرجه الممثل كلينت إيستوود، يستند على قصة حياة كريس كايل، القناص الأكثر دموية فـي تاريخ الجيش الأميركي والذي شارك فـي العدوان الاميركي على العراق فـي عام ٢٠٠٣، والذي يصور العراقيين على أنهم إرهابيون، مما يهدد سلامة العرب والمسلمين الأميركيين.
وفـي جامعة شرق ميشيغن ألقي القبض على أربعة طلاب بتهمة الشغب، بينما كانوا يقومون بتنظيم تظاهرة صغيرة داخل القاعة حيث كان يتم عرض الفـيلم يوم الجمعة الماضي.
اما فـي جامعة ميشيغن فقد ترددت الإدارة فـي موقفها وبدلته عدة مرات حيث قامت بإلغاء العرض فـي بداية الأمر ثم تراجعت فـيما بعد ووافقت على عرض الفـيلم. وكان مركز «المشاركة فـي شؤون الحرم الجامعي» الذي يدير المبنى المسمى «يوماكس» حيث كان من المفترض عرض فـيلم «القناص الأميركي» يوم ٧ نيسان (ابريل)، قد ألغى العرض بعد أن تسلم عريضة موقعة من ٢٠٠ طالب تحث ادارة الجامعة على إعادة النظر بعرض الفـيلم الذي وصفته العريضة بانه «دموي يعزز الخطاب المعادي للعرب والمسلمين والمتحدرين من اصول شرق اوسطية ويحرض على القتل الجماعي والعنف»، كما نصت الرسالة.
الا ان إلغاء الفـيلم أثار رد فعل عنيف من قبل الطلاب والخريجين الآخرين، الذين اتهموا ادارة الجامعة بتحكيم الرقابة، مما حدا بالإدارة المتذبذبة والمترددة أصلاً الى التراجع وقررت فـي نهاية المطاف عرض «القناص الأميركي» فـي موعده المقرر فـي ١٢ نيسان (ابريل).
وقال إي. رويستر هاربر، نائب رئيس جامعة ميشيغن فـي بيان «لقد كان من الخطأ إلغاء عرض الفـيلم فـي الحرم الجامعي كجزء من النشاط الاجتماعي للطلاب، ووصف القرار بإلغاء عرض الفـيلم بانه لا يتماشى مع حرية التعبير التي تؤمن بها وتحترمها جامعة ميشيغن، كما تعتبر بان للطلاب الحق بتبني خياراتهم بأنفسهم فـي مثل هذه الأمور».
وحصل الجدل المحتدم على المزيد من الاهتمام الاعلامي بعد انَّ أدلى مدرب الفوتبول فـي الجامعة جيم هاربو بدلوه فـي هذه المسألة، قائلا إنه سيعرض الفـيلم ليشاهده مع فريقه.
وغرد هاربو على حسابه فـي تويتر بالقول «فريق الفوتبول بجامعة ميشيغن سيشاهد عرض فـيلم «القناص الأميركي»! وانا فخور بكريس كايل وفخور أن أكون أميركيا وإذا كان ذلك يسيء لأي شخص آخر .. فليكن!».
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، ظهرت قمصان تحمل صوراً بعنوان «قناص ميشيغن» مع توقيع المدرب «المتحمس»، على شبكة الإنترنت. ونفت ادارة الجامعة ان تكون أجازت عرض هذه القمصان.
وقال المحاضر فـي جامعة ميشيغن مات ستيفلر، الذي يحاضر فـي مادة الدراسات العربية الأميركية بان «المسألة ليست مجرد قضية عرض فـيلم، إن بعض الطلاب يعتقدون أن هذا الفـيلم بالذات يساهم فـي تعميق الشعور بالخوف لديهم بأنهم غير آمنين وسط مناخ عام من المضايقات».
واستشهد ستيفلر بمقال فـي «هافـينغتون بوست» نشر فـي ٧ نيسان (أبريل)، ينسب الى طالب فـي الجامعة بأن ليس لديه صديق عربي أو مسلم واحد لم يشهد التمييز العنصري. وأضاف «أن من ضمن حرية التعبير لدى الطلاب ان يطلبوا إلغاء عرض الفـيلم، بنفس مقدار حرية التعبير المكفولة للفـيلم التي يحميها التعديل الأول للدستور».
وانتقد البروفسور ستيفلر تغريدة هاربو، وأضاف «لقد استخدم محفله العام ليروج للفـيلم، غير مكترث بمشاعر الطلاب الذين يعتقدون ان عرض الفـيلم والترويج له يساهم بتعريض سلامتهم للخطر».
وحث الطلاب والناشطون واعضاء «الحكومة الطلابية» فـي جامعة ميشيغن على إدانة قمصان «قناص ميشيغن».
وفـي جامعة شرق ميشيغن تم إلغاء عرض الفـيلم بعد اعتقال مجموعة من الطلاب المحتجين. ووفقاً لمنى بيضون، وهي مراسلة فـي صحيفة «طلاب الجامعة»، قام عدد من عناصر الأمن بالقبض على أربعة من الطلاب الذين قاطعوا سير العرض ثم أطلق سراحهم بعد ٤٠ دقيقة من دون توجيه تهم.
وفـي هذا الصدد قالت مديرة مكتب ميشيغن فـي اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز «اي دي سي» المحامية فاتنة عبدربه ان فـيلم «القناص الأميركي» جزء من ماكنة الدعاية التي تستهدف الجالية العربية الأميركية وأن هناك علاقة بين عرض الأفلام المستوحاة من الكراهية وزيادة حوادث التحرش العنصري.
وختمت بالقول «والجزء المقلق فـي هذا كله هو رد الفعل على المخاوف الأميركية العربية والإسلامية من رد الفعل العنيف وفقدان السلامة، والذي يتراوح بين الحرمان ونفض اليد وعدم وجود إرادة للتعاطف ضد التعليقات والمواقف العنصرية الصريحة والمتعصبة! ان أصوات الطلاب تمثل قلب مجتمعنا ويجب أن تكون سلامتهم من الأولويات».
Leave a Reply