ديترويت – خاص “صدى الوطن”
بعد عدة شهور من الإعداد وجمع التبرعات من مختلف المناطق في الولايات المتحدة، عملت منظمة “المركب الأميركي إلى غزة” من أجل إطلاق رحلتها تحت عنوان: “جرأة الأمل” من أجل بث رسائل تضامن مع قطاع غزة المحاصر منذ العام 2008.
ولكن في 24 حزيران (يونيو) تلقت الحكومة اليونانية رسائل عديدة تفيد بأن المركب المقرر انطلاقه من مرفأ العاصمة اليونانية أثينا غير مؤهل لرحلة بحرية من هذا النوع، بحسب المتحدثة بإسم المركب غايل تونسينغ التي أكدت أن تلك الرسائل مصدرها “المركز الإسرائيلي للقانون” ومنظمة “شرات هادين” في مدينة نيويورك.
وحاول المركب الإبحار في 1 تموز (يوليو) ولكن السلطات أجبرته على العودة، وفي هذا الخصوص قالت فيليس غيلمان من نيويورك: “إن الحكومة اليونانية، التي تعاني من عجز مالي، تعرضت لضغط من الحكومة الأميركية لإيقاف الرحلة”.
أضافت: “كما أن إسرائيل التي لها علاقات تجارية كبيرة مع اليونان ساهمت في ذلك الضغط، ولولا ضغط الأميركيين والإسرائيليين لما تم إيقاف المركب”.
وكان من المقرر أن يقل المركب الأميركي الذي يبلغ طوله 100 قدم 36 مسافرا من بينهم الناجية من محرقة الهولوكست هايدي إبستن (86 عاما) والكولونيل المتقاعدة وآن رايت والروائية الحائزة على جائزة “بوليتزر” للصحافة أليس والكر وآخرين، وكان من المقرر أن يكون المركب ضمن “أسطول الحرية 2” الذي سيقوم بإيصال مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة المحاصرين وتشجيع سكان القطاع على كسر الحصار الذي تضربه السلطات الإسرائيلية.
وبالإضافة إلى المركب الأميركي فإنه وفقا لبعض المبحرين، تعرض المركب الإيرلندي للتخريب في تركيا وكذلك حصل الأمر نفسه للمركبين النرويجي والسويدي في أثينا كما تم إيقاف المركب الكندي.
ومن بين جميع المراكب في “أسطول الحرية 2″، استطاع المركب الفرنسي الذي يحمل إسم “الكرامة” مغادرة الشواطئ ولكن السلطات الاسرائيلية أوقفته على بعد 40 ميلا من شاطئ غزة وتم اعتقال 16 شخصا كانوا على متنه، بحسب ما أفادت تقارير اعلامية.
ويحمل المركب الأميركي إسم “جرأة الأمل” تيمنا بعنوان كتاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يحمل نفس العنوان، ويأمل المنظمون أن يتمكنوا من الإبحار ثانية خلال هذا العام. ونوهت تونسينغ بالقول “لقد عرفنا أن سنواجه معارضة لرحلتنا، ولكننا كنا نظن أنها سوف تكون من قوات البحرية الإسرائيلية وليس من قبل اليونانيين.. لقد كنا متفاجئين بقرار الحكومة اليونانية”.
وشددت: “بالتأكيد سنحاول ثانية، لأن حكومتنا تدعم الاحتلال الإسرائيلي اللاشرعي لقطاع غزة وما يرافقه من هدم منازل وحصار في الوقت الذي يدفع فيه الأميركيون 10 ملايين دولار يوميا من أموال الضرائب كمساعدات لإسرائيل”.
ونوهت أن ستة من حراس الشواطئ اليونانية قد صوبوا بنادقهم إلى الأميركيين الذين على متن المركب وأمروهم أن ينزلوا منه، وقالت هؤلاء بالطبع ينفذون الأوامر ولا يمكن لومهم مع أن العديد من أفراد البحرية اليونانية يدعمون أسطول الحرية بعكس حكومتهم.
مسافرة أخرى وتدعى مديا بنيامين وهي أميركية يهودية من واشنطن وعضو في منظمة “كود بينك” المناهضة للحرب عبرت عن دهشتها من موقف الحكومة اليونانية إزاء المركب الأميركي.
وفي العام الماضي كانت قوات البحرية الإسرائيلية قد هاجمت مركب “مافي مرمرة” في المياه الدولية وقتلت تسعة ركاب كانوا على متنه، وبررت السلطات الإسرائيلية إطلاق الجنود الإسرائيليين بحجة الدفاع عن النفس وبدعوى أن المركب يقل أسلحة أو مواد يمكن استعمالها لصنع أسلحة.
وفي هذا العام فإن مركب “جرأة الأمل” لا يحمل سوى رسائل ورسوم وضعها ما يقارب 3000 شخص بينهم أطفال، وكانت قد تمت دعوة عشرات الصحفيين من وسائل إعلامية مختلفة بينها صحيفة “نيويورك تايمز” و”الجزيرة” و”بي بي سي” و”سي بي أس” ليتفحصوا المركب قبل انطلاقه تحسبا لأي تلفيقات إسرائيلية. وقالت بينامين في هذا السياق: “لقد أردنا من خلال ذلك الإجراء التأكيد أن المركب لا يحمل سوى المساعدات الإنسانية، ولكن مع ذلك فإن الإسرائيليين زعموا أن المركب يشحن حقائب من مادة الكبريت السامة، قبل أن يتراجعوا عن هذا الادعاء في وقت لاحق”.
وكان مركب “جرأة الأمل” قد واجه معارضة من حاكم ولاية تكساس والمرشح الجمهوري للرئاسة ريك بيري الذي أرسل رسالة إلى المدعي العام الأميركي إريك هولدر قال فيها “إن المركب يقدم دعما ماديا وموارد لمنظمات إرهابية خارجية” وداعيا وزارة العدل الأميركية لإيقاف الرحلة.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها المركب الأميركي فإن الناشطين قرروا إتمام المهمة بكسر الحصار قبل أن يتم احتجاز المركب في أثينا، بحسب بينامين التي أشارت “إن الرحلة كانت موضع تغطية إعلامية لعدة أسابيع.. وهذا ما كنا نريده”.
وأنهت بالقول: “لقد أجبرت الحكومة الإسرائيلية للدفاع عن سياساتها غير المبررة في غزة كما أجبر المصريون على فتح حدود رفح، وهذه الأشياء كلها كانت في جملة النتائج التي حققها أسطول الحرية
Leave a Reply