مع احتفاظ بعض البلدان بصورها النمطية، لا تزال تلك الصورة النمطية المتعلقة بسويسرا دقيقة تماما. فذلك الشعب الذي يسكن أبناؤه جبال الألب يتمتع بكفاءة عالية في أداء الأعمال، ويُعرف سكانه بالانضباط الشديد في المواعيد، كما أنهم يتميزون بالنظافة. بالنسبة لأبناء سويسرا، لا تعد دقة المواعيد مجرد شيء جمالي، أو من كماليات الحياة، بل إنها مصدر للرضا لديهم. ويبدو أن السويسريين يطبقون تعريف الفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور للسعادة على أنها «غياب البؤس» وهم يستمدون السعادة الحقيقية من فكرة مفادها أن الحياة تكشف عن حقيقتها في الوقت المناسب.
الحياة في سويسرا صارمة، فإذا قال لك أحدهم إنه سيقابلك في الساعة الثانية فإنه يصل في الساعة الثانية بالضبط، غير متقدم ولا متأخر، ولو بمقدار دقائق معدودة. فحضور السويسري في الوقت المحدد يعني أنه يقول لك: «أنا أقدر وقتك، وبالتالي أقدرك».
وليس من قبيل المصادفة أن السويسريين هم صانعو الساعات ذات الشهرة العالمية. لكن ما الذي جاء أولا، الالتزام الدقيق بالمواعيد، أم الساعات الدقيقة ذات الكفاءة العالية؟ المصدر: «بي بي سي»
Leave a Reply