دمشق – عمّت الاحتفالات دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، الخميس الماضي ابتهاجاً بتحريرها، ودخلت الوفود الشعبية إلى المدينة حاملة الأعلام السورية، كما عاد عدد من الأهالي إلى المدينة مع إخراج المسلحين منها، في ظل وصول المجموعة الأولى من خبراء منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية إلى مطار بيروت للتوجه إلى سوريا.
وشهدت دوما خروج آخر دفعات مسلحي «جيش الإسلام» وقائدهم عصام البويضاني من المدينة في الحافلات إلى شمال سوريا. وقد سلم المسلحون الأسلحة الثقيلة وخرائط الأنفاق التي بحوزتهم قبل خروجهم.
وجرت عملية إخراج المسلحين بوتيرة متسارعة خلال الأيام الماضية، فيما من المتوقع أن يستكمل الجيش السوري عمليته العسكرية لتأمين العاصمة دمشق بعد تحرير دوما.
وفي السياق، أكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن فريق التحقيق الدولي الذي سينظر في المزاعم بشأن هجوم دوما الكيميائي سيصل على دفعتين، فيما أعلنت فيه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن فريقاً منها سيبدأ العمل في سوريا السبت.
وقال الجعفري إن المحققين ستكون لهم حرية الحركة ودخول أي منطقة يريدون، مضيفاً «وإذا تأخروا أو تلكأوا فذلك يعود إلى ضغوط تمارسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عليهم».
من جانبها، أعلنت المنظمة أنه «ليس بإمكاننا الإفصاح عن تفاصيل عملنا (في سوريا)، وذلك للاحتفاظ بموضوعية التحقيق ونتائجه، بالإضافة إلى ضمان أمن الخبراء والموظفين المشاركين في هذا التحقيق».
وفي السياق، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية إن «دمشق تعيد تأكيد موقفها القاضي بالتعاون التام مع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية وبتنفيذ كل الالتزامات التي رتّبها انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية وانطلاقاً من ذلك فإنها تكرر أن حملة التضليل المستمرة التي تقوم بها الولايات المتحدة والدول الغربية التي تسير في ركابها حول استخدام الغازات السامة في دوما وإدعاء وجود أدلة بحوزتها عن ذلك، محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام خدمة لمشاريعها العدوانية على سوريا».
وسبق لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن أعلنت في 10 نيسان (أبريل) الجاري عن إرسال بعثتها إلى سوريا للتحقيق في الهجوم الكيميائي المزعوم على مدينة دوما.
وبيّنت الحكومة السورية أكثر من مرة «أنه لم تنفع مسرحيات الكيميائي في حلب ولا في بلدات الغوطة الشرقية ولن تنفع الإرهابيين ورعاتهم اليوم فالدولة السورية مصممة على إنهاء الاٍرهاب في كل شبر من أراضيها».
وسبق لموسكو أن نفت التصريحات التي تفيد بأن القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما، وأعلن أن بعض الدول الغربية تستخدم هذه المزاعم لعرقلة انسحاب مسلحي «جيش الإسلام» من المدينة السورية.
وقد أكّدت هيئة الأركان الروسية أن فحص عينات التربة والشظايا من مكان الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما لم يؤكّد وجود مواد سامة.
وجاء تحرّك القوات الروسية بعد يومين من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال فيها إنه يدرس الوضع في سوريا ويتشاور مع القادة العسكريين وسيتخذ قراره خلال يومين.
في المقابل حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أي استفزازات وتكهنات بشأن الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما.
ورأى بوتين في كلمة أمام مجموعة من السفراء الأجانب بثها التلفزيون الرسمي، «أن الأوضاع الحالية مثيرة للقلق»، معرباً عن أمله في أن «يسود المنطق السليم».
Leave a Reply