نظمت لجنة تخليد ذكرى شهداء مجزرتي قانا بالتعاون مع ”كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن” احتفالاً بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة قانا الأولى في ١٨ نيسان عام ١٩٩٦.
أقيم الاحتفال عند الحادية عشرة من صباح يوم الأحد الماضي، في المركز الإسلامي في أميركا في مدينة ديربورن وحضرة حشد من عائلات بلدة قانا وممثلون عن المنظمات والهيئات اللبنانية والعربية في المدينة ومن منطقة ديترويت.
استهل الاحتفال بتلاوة القرآن الكريم ومجلس عزاء على أرواح شهداء المجزرتين (١٨ نيسان ١٩٩٦و٣٠ تموز٢٠٠٦) وقدم برنامج الاحتفال الزميل عدنان بيضون بابيات شعرية وكلمة من وحي المناسبة جاء فيها: ”ثلاث عشرة سنة مرت وثوب قانا المخضب بدم الشهادة يزداد ألقاً في عيون الزمن، رغم تواتر الأحداث والمحن، فما يبلى ولا يفنى.. بين الثامن عشر من نيسان ١٩٩٦ والثلاثين من تموز عام ٢٠٠٦ جددت قانا عهد الشهادة والفداء مع الوطن بكوكبة جديدة من شهدائها الأبرار وطوقت عنق النصر المؤزر في نوار التحرير عام ٢٠٠٠ بعقد من المجد جديد، سكبت قانا نبيذ مائها المعجزة في أكواب كل المتعطشين إلى جرعة من كرامة وعزة على امتداد الوطن العربي الكبير”.
أضاف الزميل بيضون: ”عذراً قانا، أيتها الشهيدة الحية إن نحن لهونا عن سرك العظيم بأسرار مصالحنا التافهة..عذراً أيتها الأمينة الوفية إن ازورت ضمائرنا الغائبة عن ضميرك الحاضر وندائك الصارخ في برية التناحر بين قبائلنا الطائفية والعشائرية المرتدة عن بوابة مجدك، ونقاء دمك، ووحي توحيدك، الذي طهر كل القلوب بنار مأساتك، وأضاء عتمة الدروب بأنوار شهادتك.. عذراً عن ارتدادنا إلى جاهليتنا المقيتة وغرائزنا السقيمة، وإن أوجعتك لوثة خلافاتنا على ”جبنة الوطن” والوطن في عينيك فكرة مشرقة رصعتها بأنوار الفداء، لألاءة في آفاق الزمن، منذ أن عرج الناصري ابن مريم على مغارتك المقدسة محيلاً ماءك الصراح خمراً، إلى زمن شذاذ الآفاق التائهين في صحراء غيهم وضلالهم”..
وختم بيضون: ”لقد أرادوا في ذلك اليوم من ربيع العام ١٩٩٦ أن ينحروك ”بعناقيد غضبهم” بكل الغدر الذي يسمن تاريخهم، فصفعتهم بدماء الطفولة البريئة على وجوههم الكالحة ورددت كيدهم إلى نحرهم بشهود من العالم، فارتدوا خائبين مسربلين بالعار والشنار وانتصبت قامتك أبية شامخة تحدّث الزمن، عاماً تلو عام عن الملعونين الى الأبد”.
ثم تحدث المهندس علي غصين باسم حركة ”أمل” عن معاني الذكرى والشهادة منوهاً بدور رئيس الحركة رئيس المجلس النيابي نبيه بري في العمل على تحقيق الإنماء للجنوب المقاوم وداعياً الى الالتفاف حول قيادته الحكيمة.
وتحدث الزميل اسامة السبلاني باسم ”كونغرس المؤسسات” في كلمة مسهبة تناولت معاني الذكرى وعدداً من القضايا الراهنة من الانتخابات اللبنانية إلى الأزمة بين ”حزب الله” ومصر.
وتطرق سبلاني في كلمته التي ألقاها باللغة الإنكليزية ”لكي يفهم الجيل العربي الأميركي الجديد ماذا حدث في قانا” الى ما تعرض له اليهود من اضطهاد خصوصاً في المحرقة النازية وكيف صمموا على عدم تكرار هذا الاضطهاد تحت شعار ”لن يحدث لنا مرة أخرى أبدا” متسائلاً عما فعله العرب لوقف مسلسل المجازر والاضطهاد بحق شعوبهم غير الكلام والتصريحات غير المجدية.
ودعا سبلاني الجيل العربي الجديد إلى المشاركة في العملية السياسية الأميركية بما يؤدي الى تغيير الانحياز الأعمى إلى إسرائيل على حساب قضايا العرب المحقة. ونوه سبلاني بدور ”حزب الله” المقاوم وقال ”نحن نعلم أنه موضوع على ”لائحة الإرهاب” ظلماً، لكننا يجب أن نجاهر بدعمنا له بالعمل على إزالته من اللائحة”. وأضاف السبلاني: إنني أتحدث بوجود شهود من الإعلام الأميركي وأعلم أن هنالك من يقوم بتسجيل الكلام ونقله. ولكنني لا أخشاهم وأدعوكم إلى عدم الخوف من مناصرة المقاومة والاعتزاز بدورها في تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي.
ودعا سبلاني المغتربين إلى السفر إلى لبنان للمشاركة في الانتخابات ودعم لوائح المعارضة معتبراً أن لبنان أمام خيارين: ”قوة لبنان بمقاومته” أو ”قوة لبنان بضعفه”، وتابع ”يجب أن يكون خيارنا المقاومة”.
وتناول السبلاني الأزمة بين ”حزب الله” ومصر فأبدى استنكاره الشديد للحملة التي يشنها النظام المصري على ”حزب الله” مهاجماً بعنف الرئيس المصري حسني مبارك قائلاً إننا لا نزال نحب اللهجة المصرية التي تكلم بها جمال عبدالناصر لكننا نكره اللغة التي يتحدث بها حسني مبارك.
واستنكر سبلاني التعرض للجيش اللبناني على أيدي مسلحين من العشائر في منطقة البقاع، إلا أنه حمل المسؤولية إلى الدولة اللبنانية التي لم يشمل إنماؤها تلك المناطق المحرومة، متسائلاً كيف نلوم المحتاج والجائع إذا زرع الحشيشة وتاجر بها في غياب فرص العمل واستبداد الحرمان منذ عشرات السنين في تلك المناطق.
واختتم الاحتفال بكلمة للسيد حسن القزويني الذي أشاد بكلمة السبلاني مثنياً على دور صحيفة ”صدى الوطن” واصفاً إياهاً بـ”ضمير الجالية”. وسلط القزويني في كلمته الضوء على مظلومية شهداء مجزرتي قانا وعلى تخاذل الأنظمة العربية واستكانتها، منوهاً بالدور الذي لعبته وتلعبه الحركات الإسلامية في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية.
Leave a Reply