نيويورك – اكتسبت حملة “احتلوا وول ستريت”، المناهضة للنظام الأميركي الذي تهيمن عليه المصارف والشركات الكبرى، زخماً في الداخل الأميركي حيث انتشرت التظاهرات في حوالي ١٣٨ مدينة مختلفة، وذلك رغم حملات الاعتقال الواسعة التي تشنها السلطات الأمنية.
ودخلت الاحتجاجات، التي يشهدها حي المال الشهير في نيويورك ويسعى عبرها المعتصمون إلى تسليط الضوء على هيمنة المؤسسات المالية النافذة على اقتصاد أميركا ومصير الأميركيين، أسبوعها الخامس. وتوسعت الحركة، التي بدأت في 17 أيلول (سبتمبر) الفائت، لتمتد، الأسبوع الماضي، إلى مدن أميركية أخرى كبرى منها لاس فيغاس وفينيكس وبوسطن وشيكاغو والعاصمة واشنطن.
وتقول الحركة المنظمة لـ”احتلوا وول ستريت” في موقعها الإلكتروني: “العامل المشترك الذي يجمع بيننا، هو أننا نمثل 99 بالمئة، ولن نتسامح مع جشع وفساد الـ1 بالمئة”.
وانتقلت حملة “احتلال وول ستريت” إلى مرحلة جديدة الأسبوع الماضي، مع توافد آلاف المحتجين للتجمع أمام مقر اجتماع لاتحاد مصرفيي الرهن العقاري في شيكاغو، فيما توجهت مسيرة في نيويورك إلى منازل 5 من كبار أثرياء أميركا المقيمين في المدينة. وهاجم مئات من عناصر الشرطة الأميركية المدججين بعتاد مكافحة الشغب في بوسطن مجموعة من المتظاهرين بعد إصدار الامر بإرجاعهم إلى مكان صغير كانوا يخيمون فيه قبل توسيع مخيمهم في وسط المدينة. واعتقل عناصر الامن أكثر من مئة من المتظاهرين ودمروا خيمهم. وأضاف المحتجون في بيان لهم إن الشرطة “لم تفرق بين متظاهرين وأطباء ومراقبين قانونيين”. من جهته، قال رئيس بلدية بوسطن توماس مينينو إنه “لن يتم التسامح مع أي عصيان مدني”.
وكانت بوسطن قد شهدت إحدى أكبر التظاهرات، بمشاركة أعداد كبيرة من طلاب الجامعات ضمن مبادرة “احتلال بوسطن”.
أما في نيويورك، فخرجت مسيرة بعنوان “مسيرة المليونيرات” إلى منازل 5 من أكبر أثرياء المدينة، بينهم عملاق شركة “نيوز كورب” روبرت مردوخ، ومدير مصرف “جي بي مورغان” جايمي ديمون، والملياردير المحافظ ديفيد كوخ. وحمل المتظاهرون شيكات عملاقة لإظهار أن الضرائب التي يدفعها الأثرياء ستتضاءل بشكل كبير عندما تنتهي صلاحية “الضريبة على المليونير” بنسبة 2 بالمئة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
ودعت المشاركين في الاحتجاج السبت التوجه إلى المصارف الكبرى المحلية بمناطقهم “لنقول لهم أننا لن نسمح بمزاولة الأعمال كالمعتاد”.
Leave a Reply