بورت أو برنس
تعرض أفراد بعثة تبشيرية أميركية، تضم أسرة من ولاية ميشيغن، للاختطاف في جزيرة هايتي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، على يد عصابة محلية طلبت فدية بقيمة 17 مليون دولار مقابل الإفراج عنهم.
وكانت منظمة «كريستيان أيد» المسيحية، ومقرها ولاية أوهايو، قد أعلنت الأحد الماضي، عن اختطاف 16 أميركياً وكندي واحد، في هايتي.
وقد تبين أن من بين المختطفين أباً وأربعة أبناء من أسرة واحدة ينتمون إلى كنيسة «هارت دانكارد» الإصلاحية بمقاطعة أوشيانا في غرب ميشيغن، وقد انضموا بمبادرة منهم إلى بعثة تبشيرية لمنظمة «كريستيان أيد» وسافروا إلى هايتي في أوائل تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
وتتبع «هارت دانكارد» لكنيسة «الأخوة» المتفرعة من طائفة «تجديدية العماد» (أنابابتست) الإصلاحية الجذرية، التي نشأت في ألمانيا وسويسرا خلال القرن السادس عشر رداً على الفساد في الكنيسة الكاثوليكية وفي الحركة البروتستانتية. ولا تزال هذه الطائفة محافظة على وجودها في ولايات الغرب الأوسط الأميركي، مثل ميشيغن وأوهايو، ضمن مجتمعات الآميش والمينوناتيين.
وحول ظروف اختطاف المبشرين. قالت وزيرة العدل الهايتية، ليزت كيتل، إن العصابة التي اختطفت المجموعة تطلب مليون دولار مقابل الإفراج عن كل فرد، أي ما مجموعه 17 مليون دولار.
وكان المخطوفون متجهين بالسيارات إلى العاصمة بورت أو برنس، بعد زيارة دار للأيتام في منطقة كروا دي بوكيه، عندما تم اختطافهم على الطريق بين المنطقتين. ومن بين المختطفين ستة رجال وست نساء وخمسة قاصرين أحدهم رضيع عمره ثمانية أشهر فيما تبلغ أعمار الآخرين 3 و6 و14 و15 عاماً.
وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن عمليات الخطف قد زادت في هايتي عقب اغتيال رئيس البلاد الراحل، جوفينيل موس في تموز (يوليو) الماضي، حيث أضحت العصابات تسيطر على رقعة متزايدة من تلك البلاد الفقيرة التي تعاني من اضطرابات سياسية واجتماعية مزمنة.
وقالت كيتل إن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) والشرطة الهايتية على اتصال بالخاطفين ويسعون للإفراج عن المبشرين الذين اختطفتهم عصابة تسمى «ماوزو 400» نهاية الأسبوع الماضي خارج العاصمة بورت أو برنس. ورجحت وزيرة العدل أن تستغرق المفاوضات مع الخاطفين أسابيع عدة، لافتة إلى أن حكومتها تسعى إلى إطلاق سراح الرهائن بدون دفع أي فدية.
واستدركت بأن سلطات بلادها قد تسعى إلى إنجاز نتيجة مماثلة لما حدث في واقعة اختطاف مجموعة من القساوسة والراهبات الكاثوليك في أوائل نيسان (أبريل) الماضي على يد نفس العصابة، ووقتها جرى إطلاق سراح الكهنة الخمسة وراهبتين وثلاثة من أقاربهم مقابل دفع فدية عن اثنين فقط من الكهنة، واعتبرت كتيل أن هذه ستكون أفضل نتيجة يمكن الوصول إليها في حال فشل الإفراج عن المختطفين بدون دفع فدية.
وبحسب جيديون جان، الباحث في «مركز التحليل والبحوث في مجال حقوق الإنسان«، وهي منظمة مقرها بورت أو برنس تتعقب عمليات الاختطاف في هايتي، فإن اسم عصابة «ماوزو» تعني بلغة الكريول الهايتية (القادمون من الريف)، وقد اشتهرت تلك العصابة في بداية نشأتها بسرقة الماشية قبل الانتقال إلى سرقة السيارات، ومن ثم بعد ذلك تخصصت في خطف الرهائن بغية الحصول على أموال طائلة.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء الماضي، أن الإدارة الأميركية تبذل «قصارى جهدها» لتحرير المختطفين الأميركيين في هايتي.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي أن الرئيس جو بايدن مطلع على كافة التفاصيل، وأن «أف بي آي» سوف يقدم المساعدات اللازمة للمسؤولين في هايتي في التحقيقات والتفاوض على إطلاق سراح الرهائن. وأضافت: «هذا ما نريد تحقيقه بالدرجة الأولى، ولنكن صادقين إذا حصلت العصابة على تلك الأموال فهذا يعني أنه سيكون لديها القدرة على شراء المزيد من الأسلحة والذخائر».
Leave a Reply