روما – أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين والزراعيين على أن الأرقام الأخيرة الصادرة عن البنك الدولي، والتي تشير إلى ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 8 بالمئة، يعتبر تحذيراً كبيراً لغالبية الدول العربية، التي يبلغ اعتمادها على استيراد الأغذية من الدول الأخرى بنحو 90 بالمئة.
وقال الخبير الزراعي فؤاد سلامة، في تصريح لموقع “سي أن أن” بالعربية، إن “ارتفاع أسعار الغذاء في هذه الأوقات الصعبة، تعتبر إشارة خطيرة، حيث أنها تتزامن مع أزمات اقتصادية لا تزال العديد من الدول واقعة تحت تأثيرها، الأمر الذي يزيد الأعباء على ميزانياتها المثقلة أصلاً بالعجز والمديونية”. وأضاف سلامة: “لا بد للدول العربية، وخصوصاً النفطية منها، التفكير الجدي بالاستثمار في مجال الزراعة، سواء من خلال الاستثمار الداخلي أو الخارجي، عن طريق ضخ بعض الأموال في الدول العربية المجاورة، والتي تتمتع بمناخات زراعية مختلفة، وخصوصاً في دول مثل الأردن ولبنان واليمن”.
وجاء في التقرير، الذي نشر على الموقع الرسمي للبنك الدولي، أن أسعار الغذاء العالمية زادت 8 بالمئة في الفترة من كانون الأول (ديسمبر) 2011 إلى آذار (مارس) 2012، بسبب ارتفاع أسعار النفط، وسوء الأحوال المناخية، وزيادة الطلب في آسيا على الواردات الغذائية.
ونقل التقرير على لسان نائب رئيس البنك الدولي لشبكة الحد من الفقر وإدارة الاقتصاد، أوتافيانو كانتو، قوله: “بعد مضي أربعة أشهر متعاقبة من تراجع الأسعار، عاودت أسعار الغذاء الصعود، مُعرِّضة بذلك ملايين البشر لخطر الأمن الغذائي”. وأضاف كانتو: “يجب أن يظل موضوع الغذاء على رأس الاهتمامات والأولويات للمجتمع الدولي، وخصوصاً في البلدان النامية”.
وبيّن التقرير أبرز العناصر الغذائية التي حققت ارتفاعات في الأسعار، مثل ارتفاع أسعار الذرة 9 بالمئة، وزيت فول الصويا 7 بالمئة، والقمح 6 بالمئة، والسكر 5 بالمئة.
Leave a Reply