ديترويت – مع استمرار أزمة وباء كورونا بجوانبها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، تتزايد المخاوف من ظهور أزمة جديدة قد تفاقم متاعب سكان ولاية ميشيغن، وهي فيضانات الربيع التي من المتوقع أن تكون غزيرة هذا العام، في ظل الارتفاع القياسي لمنسوب مياه البحيرات العظمى.
فقد سجلت جميع البحيرات العظمى المحيطة بولاية ميشيغن، مستويات غير مسبوقة خلال فصل الشتاء المنصرم. وارتفع منسوب بحيرتي ميشيغن وهيورون المتصلتين خلال شباط (فبراير) الماضي، بحوالي 17 إنشاً عما كان عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وبحلول 27 مارس المنصرم، سجلت بحيرات ميشيغن وهيورون وسانت كلير وإيري أعلى من المتوسط الشهري القياسي لشهر مارس بـ 2 إلى 5 إنشات.
ويخشى الخبراء أن يؤدى انهمار الأمطار الغزيرة خلال فصل الربيع إلى فيضان مياه البحيرات والأنهار مما قد يسبب تآكل الشواطئ والضفافا فضلاً عن الأضرار التي قد تلحق بالممتلكات الخاصة والعامة والطرقات المتهالكة في الولاية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «ديترويت فري برس».
وأطلت فيضانات الربيع مبكراً الأسبوع الماضي، حيث غمرت المياه عدة أماكن مجاورة للأنهار والبحيرات مثل منتزه «فورد فيلد» بمدينة ديربورن.
وفي الوقت الذي تستعد فيه المجتمعات المحلية لموسم فيضانات أسوأ من العام الماضي، بدأ الصليب الأحمر التخطيط لعمليات الإجلاء المحتملة التي قد تفرضها الفيضانات خلال الأسابيع والأشهر القادمة، والتي قد تكون مهمة في غاية التعقيد في ظل صعوبة إيواء الناس في أماكن مغلقة خشية تعرضهم لفيروس «كوفيد–19».
ولا تستجيب الوكالات غير الربحية مثل الصليب الأحمر الأميركي للكوارث الكبرى فحسب، بل غالباً ما توفر المأوى للنازحين من منازلهم بسبب الحرائق أو الفيضانات أو الأعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية.
وكثيراً ما يتم نقل أولئك الذين شردوا بسبب الكوارث إلى مرافق كبيرة مثل صالات الألعاب الرياضية. لكن الأمر سيكون أكثر تعقيداً في زمن وباء كورونا، حيث يتعين تجنب التجمعات التي يزيد عدد أفرادها عن 10 أشخاص، إضافة إلى الحفاظ على مسافة لا تقل عن ستة أقدام عن الآخرين.
وقال الناطق الإقليمي باسم الصليب الأحمر في ميشيغن، بيري ريتش إن المراكز التي كانت تستخدم لإيواء 100 شخص، لن تتسع لأكثر من 40 أو 30 شخصاً في ظل تفشي فيروس «كوفيد–19».
وإلى جانب الأضرار التي قد تلحق بالمنازل والممتلكات الخاصة، المجاورة للأنهار والجداول والبحيرات، يخشى المراقبون أن تسبب الفيضانات بأضرار بالغة في البنية التحتية.
وفي السياق، قال مسؤولون حكوميون إن معظم الموظفين في دائرة «البيئة والبحيرات العظمى والطاقة»، يواصلون عملهم عن بعد، بناء على أمر الحاكمة غريتشن ويتمر بالتزام «التباعد الاجتماعي» لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد. وقال المتحدث باسم الدائرة، نك أسيندلفت، «إن الموظفين ينفذون كل جانب من جوانب وظائفهم قدر المستطاع في ظل الظروف الحالية»، مؤكداً أنهم مستمرون في تسريع تصاريح ترميم الشواطئ المتآكلة وإجراء عمليات التفتيش، مع مراعاة جميع الممارسات الصحية التي فرضها وباء كورونا.
كذلك، قال المتحدث باسم دائرة النقل، جيف كرانستون، إن مقاولي الطرقات المتعاقدين مع الوزارة سيكونون قادرين على إصلاح كافة الأضرار التي قد تنشأ عن الفيضانات، بالرغم من استمرار الوباء. وأوضح قائلاً: «إنهم لا يعملون عن قرب، على أي حال»، «أما المشكلة الكبرى بالنسبة لنا، كما كان الحال قبل فيروس كورونا، هي التمويل».
وكان وزير النقل، برادلي ويفيريش، قد قدّر في فبراير الماضي، أن تبلغ كلفة إصلاح الطرقات بسبب فيضانات الربيع حوالي 100 مليون دولار.
Leave a Reply