بغداد – اعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاربعاء الماضي ارجاء الجولة الرابعة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران لبحث القضايا الامنية في العراق لاجل غير مسمى. وقال زيباري للصحافيين ردا على سؤال في مؤتمر صحافي بشأن المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران حول العراق «لا اعتقد انهم (الولايات المتحدة وايران) سينجحون في عقد جولة رابعة من المحادثات (…) فهناك زيادة في حدة التوتر في المنطقة». وجاءت تصريحات الوزير العراقي بعد يومين من اعلان الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان مباحثات بلاده مع الولايات المتحدة لن تحقق نتائج ولن يكون لها معنى في ظل استمرار عمليات عسكرية تنفذها قوات اميركية ضد ميليشيات شيعية في بغداد. واضاف ان «ايا من الجانبين لم يرفض لكننا بحاجة الى ان يجري ذلك في الوقت المناسب والمكان المناسب وفي اجواء ايجابية». واوضح الوزير العراقي ان «اخر مرة طلب العراق فيها وحدد موعدا لم يوافق عليه (الطرفان) كان السادس من آذار» (مارس). وتابع «منذ ذلك الوقت لم تتقدم الحكومة العراقية باي طلب جديد لاستئناف الحوار، الى ايران او اميركا». ولم يعلن زيباري عن موعد جديد للقاء الطرفين.
وعقدت الولايات المتحدة وايران ثلاث جولات من المباحثات في العراق خلال العام الماضي، رغم تصاعد التوتر بين البلدين حول مواصلة ايران تنفيذ برنامجها النووي. لكن المحادثات توقفت وسط جدل حول لعب ايران دور في دعم الميليشيا في العراق.
واشار زيباري الى ان تواصل الاشتباكات بين القوات الاميركية وميليشيا جيش المهدي في مدينة الصدر، معقل التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، زاد من حدة التوتر بين ايران والولايات المتحدة. واكد زيباري رغبة حكومته بتواصل المحادثات، قائلا «كنا نأمل ان تستمر هذه الحوارات وحاولنا وبذلنا جهودا لتحقيق جولة رابعة لكن لم يتم الالتزام باربعة مواعيد اقترحناها ولم تتحقق». وشدد زيباري على ان «وقوع الاشتباكات في مدينة البصرة نهاية اذار ادى الى تصاعد التوتر في مناطق اخرى». اضاف «في تقديرنا احياء الحوار في المستقبل خاصة في الظروف الراهنة من التوتر سيكون مفيدا لامن واستقرار العراق»، مؤكدا «سنبذل جهود مع الطرفين للاتفاق على موعد مناسب، لكن ان تكون الضروف مناسبة وملائمة».
وتعارض طهران التي تتهمها ايران بدعم الميليشيا في العراق، بشدة الوجود العسكري الاميركي في العراق. لكن ايران التي كانت تربطها بواشنطن علاقات وثيقة حتى 1980، تنفي هذه الاتهامات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي الاثنين ان «بحث اي امر مع ايران سيكون بلا معنى ما دام (الايرانيون) لم يبدلوا موقفهم». وكان كايسي يعلق على اعلان طهران رفضها خوض جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الوضع الامني في العراق، ما دامت واشنطن تهاجم الميليشيات الشيعية في بغداد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني الاثنين ان «الموضوع الرئيسي لمباحثاتنا مع الولايات المتحدة هو امن العراق واستقراره لكننا نشهد حاليا عمليات القصف الاميركية والمجازر التي تحصل بحق العراقيين». ويخوض الجيش الاميركي والقوات الحكومية العراقية منذ نهاية آذار معارك ضد الميليشيات الشيعية في مدينة الصدر اسفرت عن 1000 قتيل على الاقل واصابة اكثر من 2600 آخرين بجروح.
Leave a Reply