فاطمة الزين هاشم
كأية مواطنة لبنانية تحرص على واقع وحاضر بلدها الأم، تدفعني مشاعر الانتماء إلى أن أغور في أزماته وأحيا معه كما لو كنت حاضرةً بين ظهرانيه.
لم يدُر في خلدي يوماً بأنّ لبنان الحضارة والجبال الشامخة والمصايف الخلابة التي كانت تغصّ بالسائحين والمصطافين من كل أقطار العالم شرقاً وغرباً، أن يتحوّل إلى بلد الفوضى والفقر والجوع بسبب ثلّة حكومية فاسدة سرقت أموال الشعب وأذلته وألقت معظم المواطنين تحت خط الفقر .. وخط الكرامة.
وبعيداً عن النظريات والتقليعات الفكرية فإنّ التفاوت الطبقي لطالما كان السمةَ الطاغية في لبنان، لكن ما نراه اليوم من عوز وحاجة لم يكن بحسبان أحد، إذ أصبح راتب الموظف الحكومي لا يكفيه لمعيشة أيام معدودة بفعل الأسعار الملتهبة في السوق، حتى أصبح كلّ لبنانيّ ينام ويصحو على أمل انتهاء الكابوس وعودة الأسعار إلى ما كانت عليه، لكنه يُفاجأ بارتفاعِها مُضاعفة.
فالنظام اللبناني الفاسد يضع الناس كلَّ يوم في دوّامة أزمة.. فساعةً يواجهون شحَّ الطحين وغلاء ربطة الخبز وأخرى انقطاع البنزين والمازوت، ومرةً أكوام النفايات، ومرة أخرى انقطاع الكهرباء أو الدواء، هذا عدا عن المعارك السياسية الجانبية التي تشغل اللبنانيين بين الحين والآخر وتزيدهم تيهاً!
أتساءل، هل النظام المهترئ يفكر بتحويل جزء من الشعب إلى مافيات للحصول على ربطة خبز؟ أوليست سرقة المال العام من قبل القائمين على المصلحة العامة أصبحت جزءاً أساسياً من اهتماماتهم ونفوذهم وسلطتهم؟ كيف نتمسك بنظام يكافئ السارق بالمناصب والمقاعد النيابية والحصانات؟
يحدث كلّ ذلك بينما أولادهم ينعمون بالدراسة في الخارج وبأرقى الجامعات، بينما أولاد الفقراء والأنصار يتربون على تمجيدهم.
وإزاء كل الأزمات الصعبة والمتراكمة، لا يتورّع المسؤولون –إذا سئلوا يوماً– عن إلقاء اللوم على بعضهم البعض، ويدّعون بأنهم يعملون للإصلاح وغيرهم يعرقلون!
بودّي أن أعلم أسماء هؤلاء المعرقلين وعناوينهم ووظائفهم حتى يتعرف الشعب على أعدائه، أو على الأقل حتى نتوسل إليهم رحمةً بلبنانِنا الجميل.
Leave a Reply